الخميس 23 مايو 2024

بوتين يعقد مؤتمره الصحفي السنوي في أوج توتر مع الغرب

الرئيس الروسي

عرب وعالم23-12-2021 | 11:04

 في أوج مواجهة مع واشنطن والقلق من احتمال غزو أوكرانيا، سيرد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم /الخميس/ على أسئلة مراسلي وسائل الإعلام الروسية والدولية بشأن الأزمة السياسية والعسكرية التي تهز التوازن الأمني الأوروبي المنبثق عن الحرب الباردة.

وخلال مؤتمره الصحفي السنوي الطويل هذا، يتوقع أن يتحدث بوتين عن قمع المعارضة الروسية منذ عام، والخسائر البشرية المروعة لجائحة كوفيد-19 في البلاد والصعوبات الاقتصادية.

ومع اقتراب الذكرى الثلاثين لتفكك الاتحاد السوفييتي الذي يعتبره بوتين "أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين"، صعد الرئيس الروسي إلى حد كبير لهجته في الأسابيع الماضية حيال خصومه الغربيين والجارة أوكرانيا، إلى درجة تثير مخاوف من احتمال نشوب نزاع مسلح.

ويأمل المراقبون والدبلوماسيون في الحصول على تفاصيل حول "الإجراءات العسكرية والتقنية" التي أقسم على تبنيها إذا لم يتم قبول مطالبه من قبل البيت الأبيض وحلف شمال الأطلسي (الناتو). ورأى أطراف غربيون كثر أن مطالبه التي ستكون انعكاساتها كبيرة على البنية الأمنية الأوروبية "غير مقبولة".

ويريد بوتين ودون أن يقدم أي مقابل، إنهاء الدعم العسكري الذي يقدمه حلف الناتو وواشنطن إلى أوكرانيا، ومنع أي توسع للحلف وإنهاء كل الأنشطة العسكرية الغربية بالقرب من حدود روسيا.

وتعول واشنطن وموسكو على محادثات مرتقبة في يناير المقبل. ويُشتبه بأن الرئيس الروسي الذي انتقل خلال 22 عاما في السلطة من علاقة أقرب إلى الودية، إلى صراع مع الغرب، يعد لغزو أوكرانيا الجمهورية السوفياتية السابقة الموالية للغرب الآن. وتقول واشنطن إن عشرات الآلاف من الجنود بتجهيزات فائقة، ينتشرون بالقرب من الحدود الروسية الأوكرانية وكذلك في شبه جزيرة القرم التي تم ضمتها موسكو في 2014.

وتضاف إلى المعادلة القوات الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا التي تقاتلها كييف منذ نحو ثماني سنوات. لكن الكرملين ينفي أية نية لبدء نزاع، بل على العكس يتهم الأمريكيين وحلفاءهم بتهديد موسكو عبر تقديمهم الدعم السياسي العسكري إلى كييف ونشر قواتهم في البحر الأسود.

وإلى جانب التوتر على الساحة الدولية، يتوقع أن يتحدث بوتين اليوم عن قمع المعارضة الروسية والمجتمع المدني الذي تصاعد بشكل كبير في 2021. وبدأ عام 2021 باعتقال المعارض الرئيسي للكرملين أليكسي نافالني الذي كان قد نجا للتو من تسمم اتهم الكرملين بالوقوف رواءه.

ثم منعت حركته بأكملها بتهمة "التطرف". وينتهي هذا العام بمحاكمتين قد تؤدي إحداهما الخميس إلى تصفية منظمة ميموريال غير الحكومية التي تشكل رمزا لنشر الديموقراطية الذي تلى انتهاء الاتحاد السوفييتي وتحقق في الجرائم السوفياتية وانتهاكات حقوق الإنسان في روسيا. وطوال العام الجاري، استهدفت ملاحقات قضائية وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية وصحفيين ومحامين وناشطين، أصبح بعضهم في السجن وآخرين في المنفى. ومن القضايا الأخرى غير المريحة للقوة الروسية، يتوقع أن تطرح على بوتين أسئلة عن ويلات جائحة كوفيد-19.

وأسفر ضعف حملات التلقيح بسبب عدم ثقة السكان وغياب القيود الصحية الصارمة، عن خسائر بشرية فادحة. وقد توفي أكثر من 520 ألف شخص بسبب كوفيد في أقل من عامين، حسب الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وكالة "ورستات".

لكن هذه الأرقام قد تكون أقل من الواقع إذ إن حجم الانخفاض الطبيعي لعدد السكان بلغ نصف مليون شخص في 2020 وتجاوز فعليا 595 ألفا في النصف الأول من عام 2021، مع أن النمو السكاني يشكل واحدة من الأولويات الكبرى لبوتين.

وعلى الصعيد الاقتصادي، تتحدث موسكو عن نمو قوي بفضل الحد الأدنى من القيود الصحية وارتفاع أسعار النفط. ومع ذلك، سيتعين على الرئيس طمأنة الروس بشأن تسارع التضخم الذي بلغت نسبته 8 بالمائة، بينما يؤدي تباطؤ الاقتصاد تحت العقوبات الغربية إلى إفقارهم منذ ثماني سنوات، وهذا الواقع يضر بشعبيته وشعبية حزبه والحكومة.