سيناء عانت من «التهميش» خلال العقود الماضية.. والصعيد كان فى «طى النسيان» خلال 40 عاماً ماضية.. النتيجة تدهور الخدمات وانتشار الفقر والجهل والمرض والبطالة.. لكن تشاء الأقدار أن تشهد أرض الفيروز.. ومحافظات الصعيد معجزة تنموية من خلال مشروعات عملاقة فى كافة المجالات والقطاعات مع بداية عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 2014.. ملحمة البناء والتنمية وتوفير الحياة الكريمة لأهالينا فى سيناء والصعيد، جسدت اهتمام الدولة وأولوياتها فى الارتقاء بهذه المناطق وتحسين جودة الحياة فيها لتصل إلى نفس مستوى المدن والعواصم فى مختلف ربوع البلاد.. وبما يليق بالجمهورية الجديدة وحمايتها من خلال استراتيجية «عبقرية» هى الأمن والتنمية.
1.1 تريليون جنيه استثمارات الدولة فى محافظات الصعيد.. وانطلاق المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» فى جميع قرى الصعيد، لتوفير الخدمات اللائقة والحياة الكريمة لأبنائها، لتعويضهم عن معاناة وإهمال وتهميش عقود فائتة.. و700 مليار جنيه استثمارات الدولة على تنمية «سيناء» لأنها قضية أمن قومي، تحميها سواعد الرجال.. وقلاع البناء والاستثمار والخدمات والتنمية لينعم أهلها الشرفاء برعاية واهتمام الوطن.. وتتوفر لهم سُبل العيش الكريم لتعويضهم عن عقود التهميش.. إنها ملحمة وأمجاد وتاريخ جديد يسطره الرئيس عبدالفتاح السيسي.
بعد عقود النسيان والتهميش.. تعود إلى قلب التنمية والبناء.. فى عهد الأمجاد والإنجازات والحياة الكريمة
ظلت سيناء ومحافظات الصعيد فى طى النسيان والتهميش عقوداً طويلة حتى وصلت الحياة فيها إلى مدن الأشباح.. فقر وبطالة وغياب فرص العمل، وتراجع الخدمات إلى أدنى مستوياتها.. وفجوة كبيرة فى جودة الحياة والظروف والأحوال المعيشية للمواطن فى أرض الفيروز والوجه القبلى مقارنة بعواصم ومدن أخري، رغم أن الجميع كان يعانى فى كافة ربوع البلاد.
كان الإهمال والتهميش وغياب الرؤية والإرادة عن تنمية سيناء خطراً داهماً.. لأنها قضية أمن قومي، ولعل الإرهاب الذى نجح أبطال الجيش والشرطة فى دحره.. أهم تداعيات هذا الإهمال والتهميش.
الصعيد أيضاً تعرض لإهمال وتهميش كارثي، ولم تكن الدولة خلال العقود الماضية حاضرة فى محافظاته، سواء بالرؤية أو إرادة التنمية وبناء الإنسان وتوفير الخدمات من تعليم وصحة وفرص عمل، ومياه نقية، وصرف صحي.. وغيرها من الخدمات والاحتياجات الأساسية للمواطن، الذى لم يجد مفراً بسبب هذه الظروف القاسية إلا الاستسلام للمعاناة والمرض والفقر والجهل، واختطاف العقول من قبل جماعات الضلال والإرهاب إلى البحث عن السفر إلى محافظات أخرى مثل القاهرة أو الإسكندرية أو الجيزة أو الحصول على فرصة سفر للعمل فى الخارج.
لكن الحقيقة أنه فى السنوات السبع الأخيرة أو تحديداً منذ بدء عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 2014.. شهدت محافظات الصعيد وسيناء ميلاداً جديداً.. وانتشرت فيها كتائب البناء والتعمير والتنمية وتوفير الحياة الكريمة للمواطن المصرى فى هذه المحافظات، وحظيت بأولوية وأهمية ترتكز على رؤية شاملة وثاقبة وإرادة سياسية صلبة، أدركت حقيقة المعاناة التى يعيشها قطاع كبير من المصريين فى هذه المحافظات.. وأسفرت عن ملحمة تاريخية فى أرض الفيروز ومحافظات الوجه القبلى تضمنت كافة المشروعات القومية العملاقة فى مختلف المجالات والقطاعات غيرت وجه الحياة فى هذه المحافظات من مشروعات فى مجال الصحة والتعليم، مدارس وجامعات، وزراعة باستصلاح وزراعة مساحات جديدة، وبترول بمشروعات إنتاجية عملاقة، ومحطات بترول وإدخال الغاز لقرى ومدن هذه المحافظات وتوفير الطاقة الكهربائية، وإنشاء الطرق والكبارى والمحاور والمدن الجديدة، والاستفادة بثروات وموارد هذه المناطق بضخ استثمارات ضخمة وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين فى هذه المحافظات من خلال إتاحة فرص العمل وتوفير الحماية الاجتماعية.
فى اعتقادى أن ما شهدته سيناء خلال السنوات السبع الماضية هو معجزة تنموية بكل المقاييس، فقد أولت الدولة اهتماماً تاريخياً غير مسبوق بشبه جزيرة سيناء، ووضعتها الدولة على خريطة التنمية الشاملة والاستثمار ضمن خطة طموح وغير مسبوقة، لتعمير وتنمية أرض الفيروز وتحويلها إلى منطقة جاذبة للمستثمرين والسكان، وربطها بمحافظات الدلتا وباقى المحافظات.
الدولة أيضاً وطبقاً لمخطط ورؤية استراتيجية وضعت تنمية محافظات القناة على رأس أولوياتها باعتبارها حلقة الوصل بين سيناء وباقى محافظات الجمهورية من خلال تنفيذ مشروعات قومية عملاقة فى مجال التنمية سواء فى مجال إنشاء مناطق ومجمعات صناعية وزراعية وتعدينية، ومجتمعات عمرانية جديدة وحديثة، ومد شبكات الطرق والأنفاق، والاهتمام ببناء الإنسان وتوفير الحياة الكريمة للمواطن فى تزامن مع الحرب على الإرهاب وتحقيق نجاحات كبيرة فى هذا المجال، حيث استعاد أبطال الجيش والشرطة السيطرة الكاملة على الأوضاع الأمنية وترسيخ الاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها، وهو ما نراه ماثلاً الآن.. كما أن شرايين التنمية المتدفقة بالخير والبناء والحياة الكريمة، هى مصدر حماية لمصر، وتأمين من خلال استراتيجية الأمن والتنمية.
الرئيس السيسى استهل عهده بالتأكيد أنه آن الأوان لتنعم أرض سيناء المباركة بثمار تحريرها وتطهيرها، وأن تشهد حضارة ونمواً وعمراناً يحقق آمال أهل سيناء الشرفاء، ولذلك أعلن الرئيس السيسى فى 2014 عن مشروع قومى متكامل وشامل لحماية وتنمية سيناء أمنياً وعسكرياً من خلال عمليات القوات المسلحة لتطهير سيناء من الإرهاب.. واقتصادياً وتنموياً بإنشاء المدن الجديدة والمشروعات التنموية العملاقة التى تغطى جميع المجالات سواء الصناعة والزراعة والتجارة وبنية تحتية كبرى تزيد من ربط سيناء بسائر المحافظات وتقربها من قلب الدولة.
يكفيك أن تسمع هذا الرقم الكبير لتدرك اهتمام الدولة العظيم بتنمية وحماية سيناء وتعويضها عما فاتها من تهميش ونسيان.. فالدولة خصصت ومازالت استثمارات بأكثر من 700 مليار جنيه لمشروعات تنمية سيناء التى ارتكزت على مد جسور التنمية من خلال ربط سيناء بالدلتا وباقى المحافظات المصرية وتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية فى مدن القناة وسيناء، وكذلك جذب الاستثمارات من خلال تشجيع الاستفادة من مقومات الطبيعة والتنمية السياحية والتوسع فى تنمية المجتمعات العمرانية الجديدة.
تنمية سيناء تضمنت الارتقاء بشبكة الطرق فى سيناء ومدن القناة ليسهل ربطها بباقى المحافظات، حيث تم تنفيذ 2400 كيلو متر أطوال، وتنفيذ أنفاق وكبارى قناة السويس بواقع 5 أنفاق أسفل القناة لربط سيناء بمدن القناة ليصل عددها إلى 6 أنفاق، وتنفيذ 5 كبارى عائمة أعلى القناة لتسهيل وتيسير حركة عبور المواطنين والبضائع.
تنمية سيناء شهدت أرقاماً غير مسبوقة فى مجال الغاز الطبيعى والمشروعات البترولية وتوصيل الغاز الطبيعى إلى المنشآت بنسبة 82.9٪ بالإضافة إلى مشروعات عملاقة فى مجال الطاقة الكهربائية والتوسع فى إقامة المنشآت الخدمية الحكومية سواء فى مجال السجل التجارى أو المرور والتوثيق والطب الشرعي.. وجار تنفيذ 48 ألف وحدة سكنية وإنشاء 4300 منزل بدوى تابع لوحدات الإسكان الاجتماعي، وجار تنفيذ 6 مدن جديدة أبرزها الإسماعيلية الجديدة، التى تضم 52 ألف وحدة سكنية، ومدينة سلام مصر، شرق بورسعيد، وتضم 4340 وحدة سكنية، ومدينة رفح الجديدة، وتشمل 10 آلاف وحدة سكنية، ومدينة بئر العبد الجديدة، وتشمل 17 ألف وحدة سكنية.
لا يتسع المقال لعرض كل محاور وإنجازات خطة تنمية سيناء والمشروع القومى العملاق فى هذا المجال، ولكن هناك مشروعات عملاقة فى مجال تطوير العشوائيات، حيث تم الانتهاء من 55 ألف وحدة سكنية، وإخلاء محافظات سيناء ومدن القناة من المناطق غير الآمنة وغير المخططة، وتنفيذ 32 مشروعاً لمياه الشرب بتكلفة 3.3 مليار جنيه، ومشروعات عملاقة فى مجال استصلاح وزراعة الأراضي، وتوفير مياه الرى من خلال إنشاء محطة بحر البقر للمعالجة الثلاثية التى توفر 5.6 مليون متر مكعب يومياً لزراعة ما يقرب من 500 ألف فدان، ومحطات تحلية مياه البحر، وصلت لـ23 محطة.. إنها ملحمة بكل ما تحمله الكلمة من معني.. وإعادة بعث لهذه المناطق التى حرمت وعانت خلال العقود الماضية.
الرئيس السيسى الأربعاء الماضي، افتتح مجموعة من المشروعات القومية العملاقة فى محافظات الصعيد.. وهناك عشرات المشروعات العملاقة فى النقل والطرق ومحاور النيل، ومحطات عملاقة فى مجال توليد الطاقة والطاقة النظيفة هى الأضخم فى العالم، وجميع هذه المشروعات فى محافظات الجنوب، التى تدخل الخدمة الأسبوع القادم، وهناك المزيد فى كل القطاعات والمجالات ليؤكد أن الصعيد فى قلب وعقل الدولة.. والمشروع الوطنى التاريخى لبناء الدولة الحديثة.. لتغيير وجه الحياة إلى الأفضل وتوفير الحياة الكريمة وفرص العمل، والتشغيل والإنتاج والخدمات الأساسية، بالإضافة إلى المشروع الأعظم والأضخم الذى أطلقته المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتطوير وتنمية قرى الريف المصرى وفى القلب منه تطوير قرى محافظات الصعيد، والارتقاء بجودة حياة المواطن فيها ليصل حجم الإنفاق الذى تم تنفيذه وجار تنفيذه إلى 1.1 تريليون جنيه، وهو ما يعنى كتابة تاريخ وعصر جديد سواء لسيناء الآمنة المستقرة المحمية بقوة وقدرة جيشها وشرطتها وأيضاً محمية بأكبر ملحمة بناء وتنمية فى تاريخها.. وبرضا وشرف ووطنية أهلها.. وأيضاً يدخل «الصعيد» الجمهورية الجديدة، وهو صعيد الخير والبناء والتنمية والارتقاء بجودة الحياة وتوفير الحياة الكريمة للمواطن، ليستظل المصريون جميعاً وفى كافة ربوع الوطن بالعدل والمساواة ونفس مستوى جودة الحياة فى كل أنحاء الجمهورية الجديدة دون وجود معاناة أو نقص.
يقيناً.. إن ما تشهده مصر هو معجزة تنموية واقتصادية بكل المقاييس جاءت بتوفيق من اللَّه ورؤية وإرادة قائد يريد الخير والقوة لوطنه وشعبه.. إن عبقرية ملحمة البناء المصرية تتجسد فى كونها تغطى كل ربوع البلاد وفى كافة المجالات والقطاعات، لم تنس أو تتجاهل محافظة أو مدينة أو قرية أو نجعاً أو تابعاً.. لكن تبقى ملحمة التنمية فى سيناء والصعيد والاهتمام الرئاسى غير المسبوق بهذه المحافظات تغييراً جذرياً لوجه الحياة إلى الأفضل وتوفير الحياة الكريمة وتحويلها إلى مناطق للتنمية والاستثمار وفرص العمل فى ملحمة لبناء الإنسان المصرى فى كل ربوع البلاد.
الحقيقة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى صنع تاريخاً وأمجاداً لوطنه لم يسبقه إليها أى رئيس سابق ليس فقط إعادة بناء الدولة بل بناء دولة جديدة حديثة عصرية تحقق أحلام وتطلعات شعبها ومواطنيها فى كافة ربوعها، لم تكن سيناء تحلم أو الصعيد يتوقع كل هذه الإنجازات والنجاحات والميزانيات غير المسبوقة التى تنفقها الدولة على تنمية أرض الفيروز والصعيد.. إنها فعلاً وحقاً معجزة وتاريخ جديد.. ومجد عظيم أن تدخل كل ربوع الدولة فى وقت متزامن عصر الجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى صانع أمجاد الدولة المصرية.. وصانع السعادة والأمل لكل المصريين.
تحيا مصر