أحلام الصعايدة تتحقق على أرض الواقع.. اليوم نحن على موعد جديد مع افتتاح عدد كبير من المشروعات القومية العملاقة التى تنطلق من محافظة «قنا» فى مجال الطرق والنقل والمجمعات الصناعية التى تفتح شرايين جديدة للتنمية والإنتاج والاستثمار، وفرص العمل وترفع المعاناة وتربط محافظات الصعيد ببعضها البعض، ومحافظات الجمهورية وفق رؤية عبقرية تغير وجه الحياة فى صعيد مصر..حالة من السعادة الغامرة تخيم على كافة أرجاء الجنوب، فالقيادة السياسية دائماً تعطى أولوية كبرى واهتماماً غير مسبوق لأهالى الصعيد، وتبذل جهوداً خلاقة لتوفير الحياة الكريمة لهم والارتقاء بجودة حياتهم وفرص العمل.. لتتحول وتتبدل معاناة أهل الصعيد فى العقود الماضية إلى «حياة كريمة».
ملحمة «التنمية» فى الوجه القبلى .. كتابة جديدة للتاريخ
الصعايدة أهل شرف وحق، وكلمتهم واحدة.. وشهادتهم سيف.. لديهم وفاء كبير، لديهم انتماء غير محدود لهذا الوطن.. والتفاف فريد حول قيادته السياسية التى وضعتهم فى قلب اهتمام الدولة، وعلى رأس أولوياتها، وتواصل الليل بالنهار لتوفير الحياة الكريمة لهم وتحسين جودة الحياة وإتاحة الخدمات، وفرص العمل وتوفير الاحتياجات الأساسية، وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة وحديثة، وجذب الاستثمارات للاستفادة من الموارد والثروات التى يذخر بها صعيد مصر، بعد أن عانوا طويلاً من عقود النسيان والحرمان والتهميش.
الحقيقة أن لدينا معنى وقولاً مأثوراً لدى أهل الجنوب يقول: «صعيدى يابوى على حق.. صعيدى وأقول الحق».. ومن هذا المنطلق فإن ما يجرى على أرض محافظات الوجه القبلي، ولا فى الأحلام.. انطلق منذ بداية عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى عام 2014 حتى وصلت استثمارات الدولة إلى 1.1 تريليون جنيه، بالإضافة إلى استثمارات أخري، تتعلق بأهل الصعيد، تنفق على تطوير أهم مرفق حيوى بالنسبة لهم، وهو «السكة الحديد».. كذلك هناك المشروع القومى الأضخم والأهم الذى أطلقته المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتنمية وتطوير قرى الريف المصري، واستحوذت قرى الصعيد على نصيب الأسد ليدخل أهل الجنوب إلى عالم جديد وحياة كريمة تتوافر فيها المياه النظيفة والصرف الصحى والكهرباء بكامل قوتها دون انقطاع أو ضعف، وإدخال الغاز الطبيعى إلى المنازل وبناء البيوت الجديدة ومجمعات الخدمات الحكومية وبناء المستشفيات وتطوير ورفع كفاءة الوحدات والمراكز الصحية والقرى وتبطين الترع وتحديث نظم الرى وإدخال وسائل وأساليب الرى الحديث، ومجمعات لخدمة المزارعين والفلاحين، ومراكز شباب وقصور ثقافة وتمويل للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وإدخال خدمات النت السريع.. ليتحول الصعيد من المعاناة والضنك إلى الحياة الكريمة بلا أزمات أو معاناة.
أهالى الصعيد لسان حالهم يقول: «ولا فى الأحلام» ما يجرى فى ربوع الجنوب من طرق وكبارى ومحاور على النيل، وتطوير وتنمية القرى واستصلاح وزراعة أراض جديدة ومشروعات فى مجال البترول والبتروكيماويات، والنهوض بالسياحة وبالمعالم الأثرية ومدن جديدة ومجتمعات عمرانية حديثة تفتح آفاق التنمية والاستثمار وفرص العمل، وتستوعب الكثافات السكانية فى ظل النمو السكانى والاهتمام بوسائل النقل وإنشاء المدارس والجامعات العصرية والمنشآت الصحية المزودة بأحدث التجهيزات الطبية فى كافة التخصصات والإسكان الاجتماعى وبرامج الحماية الاجتماعية.
ما يجرى فى صعيد مصر فاق التوقعات وتجاوز الأحلام التى تتحقق فى هذا العهد على أرض الواقع، ليعود أهل الجنوب إلى محافظاتهم ليجدوا كل ما كانوا يتطلعون إليه.
منذ أيام افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى من قلب الصعيد، «أسيوط» تحديداً، مجموعة من المشروعات القومية العملاقة ما بين تطوير وتحديث وزيادة الطاقة الإنتاجية لشركات البترول، وجامعات ومستشفيات جديدة وطرق تدخل الخدمة.
اليوم تدخل مجموعة أخرى من المشروعات القومية العملاقة الخدمة لتغيير حياة أهالى الصعيد.. فمن محافظة قنا، تنطلق مشروعات الخير والتنمية والبناء فى جنوب مصر لتجسد حالة سباق مع الزمن، تقودها الدولة بتوجيهات من قيادتها السياسية للانتهاء من المشروعات القومية الكبرى فى الصعيد لتعويض أهله ما فاتهم خلال العقود الماضية من شقاء وعناء، وحرمان.. لتوفر لهم الحياة الكريمة، وتتحسن جودة الحياة فى القرى والنجوع مع توفير فرص العمل للمواطنين.
اليوم الصعيد على موعد مع افتتاح 5 مجمعات صناعية عملاقة بالأقصر وبنى سويف والمنيا وقنا، التى تنطلق منها الافتتاحات والبحر الأحمر.. يعقبها فى القريب افتتاح خمسة مجمعات أخري.. هذه المجمعات الصناعية العملاقة تتسق مع إمكانات وموارد وثروات ومطالب واحتياجات هذه المناطق وتوفر الآلاف من فرص العمل على طريق النهوض بالصناعة المصرية فى عهد السيسي.
هل تتذكرون الكوارث والحوادث المأساوية للمعديات خلال العقود والسنوات الماضية التى أودت بحياة العديد من الأبرياء؟
الرئيس عبدالفتاح السيسى دائماً يحل الأزمة والمشكلة من جذورها، فقد وجه بتقليل المسافات البينية بين محاور النيل إلى 25 كيلومتراً لخدمة حركة المواطنين وتسهيل وتأمين تنقلاتهم، وأيضاً لتخدم المشروعات التنموية والمجتمعات العمرانية الجديدة.
5 محاور نيلية جديدة تدخل الخدمة اليوم، وفى الطريق 5 محاور أخرى قريباً.. هذه المحاور تربط بشكل عرضى متكامل بين شبكة الطرق شرق وغرب النيل، فهى ليست مجرد كبارى لعبور النيل فقط، حيث إن الرؤية تضمنت تنفيذ 14 محوراً منذ 2014.. بتكلفة 23.5 مليار جنيه، وسبق افتتاح 3 محاور، والـ11 دخلت وتدخل الخدمة تباعاً.. وتضمنت الرؤية أيضاً إنشاء 22 محوراً جديداً على النيل بتكلفة 38 مليار جنيه بمعدل 2.5 محور كل عام بحيث تضيف هذه المحاور 450 كيلومترا، لشبكة الطرق وسوف يصل إجمالى المحاور على النيل إلى 60 محوراً، وإلى جانب الـ5 محاور التى ستدخل الخدمة اليوم مجموعة من الطرق تربط بين محافظات الصعيد وأيضاً مع باقى محافظات الدولة.. خاصة أن الدولة تنفذ المشروع القومى للطرق بإجمالى أطوال 17 ألف كيلومتر مربع تتضمن إنشاء 7 آلاف كيلومتر طرقاً جديدة منها 2400 كيلومتر فى الصعيد، وتطوير ورفع كفاءة 10 آلاف كيلومتر منها 4 آلاف فى الصعيد.
المحاور على النيل والطرق الجديدة وتطوير ورفع كفاءة القديمة بعد تهالكها، تحقق أهدافاً كثيرة مثل سهولة الحركة والتنقل للبضائع والمواطنين وربطها بالمدن الجديدة والطرق والمحاور الأخرى وخلق مجتمعات عمرانية جديدة تنموية وصناعية وزراعية وسكانية ترسم ملامح حياة جديدة فى الصعيد.
افتتاحات اليوم تنطلق من محافظة قنا وتضم عدداً من الكبارى والمزلقانات مثل كوبرى ميدان المديرية فى بنى سويف وكوبرى البلينا بسوهاج وكوبرى أعلى مفيض توشكي.
هذه المشروعات العملاقة أيضاً خلقت فرص عمل ومصدر للرزق لأهالى الصعيد يعمل بها 80 ألف موظف وعامل من خلال 125 شركة، منها 122 شركة «قطاع خاص».. وتنتظر محافظة قنا افتتاحات اليوم ومنها افتتاح مدينة غرب قنا الجديدة وهى أول مدينة ذكية بالصعيد، وهو ما يعكس اهتماماً كبيراً من القيادة السياسية بتحسين جودة الحياة والخدمات لأبناء الصعيد ومن المتوقع أن تستوعب حوالى 600 ألف مواطن، وهى مدينة تجمع بين النشاط العمرانى والصناعى والتجارى والاستثماري.
فى هذا الأسبوع سيكون أبناء الصعيد على موعد مع نقلة وطفرة غير مسبوقة فى مجال المشروعات القومية العملاقة فى كافة المجالات والقطاعات التى تدخل الخدمة وتعيد صياغة الحياة الكريمة لأهالى الجنوب وتعيد الحياة إلى هذه المنطقة الحيوية من الوطن وتوفر فرص العمل وترتقى بجودة الحياة وتنهض بالصناعة والزراعة.
إذا كانت أحلام أهالينا فى الصعيد تتحقق على أرض الواقع و يتم تلبية تطلعاتهم وآمالهم وتسابق الدولة الزمن لتوفير الحياة الكريمة لهم فى كل المجالات والاحتياجات فإن أهالينا فى الصعيد عليهم دور كبير.. وواجب عظيم هو مراجعة بعض الظواهر التى تشكل خطراً عليهم وعلى مستقبلهم ومستوى معيشتهم والخدمات المتوفرة لهم وتقلل من فرص العمل.. وهنا اتحدث عن أهمية مراجعة النفس فى أمرين مهمين للغاية:
أولاً: التعديات على الأراضى الزراعية التى فقدت مصر بسببها مساحات شاسعة تصل إلى 400 أو 500 ألف فدان من أجود الأراضى فى العالم حرمت المواطن من فرص العمل وأيضاً الدولة من زيادة حصيلتها من الانتاج الزراعى الذى يعد أمناً قومياً وأيضاً اضطر الدولة إلى ايجاد البدائل بالتوسع فى استصلاح وزراعة ملايين الأفدنة خاصة أن تكلفة استصلاح وزراعة الفدان وتوفير احتياجات الزراعة ومتطلباتها من 250 ألفاً إلى 300 ألف جنيه وإذا كانت الدولة تهتم بالمواطن، وحاضرة فى كل ربوع البلاد بما توفره من احتياجات وخدمات للمواطن فان المواطن عليه أن يتحلى بالوعى الحقيقى والفهم الصحيح ولا يتعدى على ثروته وثروة مصر من أجود الأراضى الزراعية بالبناء المخالف.
ثانياً: إن الزيادة السكانية العشوائية والنمو السكانى المنفلت يؤثر بشكل خطير على جهود التنمية والبناء وتوفير الحياة الكريمة والمستقبل الواعد وجودة الحياة.. ومع هذه الزيادة لا يشعر المواطن بأى تحسن فلو استمرت الزيادة السكانية بهذه المعدلات فاننا فى حاجة إلى امتدادات جديدة لمبادرة حياة كريمة وتوفير الخدمات وهو ما يرهق أو يفوق طاقة الدولة وميزانيتها ومواردها لذلك علينا جميعاً كمجتمع وأهل الصعيد أن نراجع أنفسنا ونتخلص من الأفكار السلبية مثل «العيال عزوة» المهم فى تربية وتعليم الأبناء واعدادهم للحياة بشكل صحيح حيث الكيفية وليس العدد أيضاً فالدين بريء تماماً من كثرة الانجاب مع محدودية الموارد والامكانيات فهذا يضر الإنسان.. والمولى لا يرضى بالضرر لعباده والمؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. لذلك علينا أن نراجع أنفسنا ونعمل لأجل أبنائنا.. ونخاف على مستقبل وطننا.
تحيا مصر