طرح المجلس الأعلى للثقافة كتاب "حـكـايـات عـن نـاس طـيـبـيـن"، لسعيد الكفراوي، حيث ذكر الجاحظ في مدونته: إن عجائب الدنيا ثلاثون: عشر منها في سائر الدنيا والباقي فى مصر وهما الهرمان وصنم الهرمين، وبربا سمنود وبربا أخميم، ومنها المنار والسلسليان وبربا دندره وعمودا الأعياء والقبة الخضراء التي تضيء في الليل المظلم، ومنها العمودان بمدينة عين شمس، والنيل، وهو من أعظم عجائبها، ومنها شجرة من السنط متوحدة، ولها شكلها المختلف من دون غيرها من الشجر إذا تهددت بالقطع تذبل أوراقها؛ فإذا قيل لها عفونا عنك اخضرت.

ومن عجائبها أيضًا كبير المقام المدعو نجيب محفوظ الذي مهنته أديبٌ، وهو في كل أحواله المنضبط كالساعة، صاحب الإرادة القصوى، وصاحب الروح الإنساني المحتشدة بمحبة الفقراء من أهل وادي النيل، الذي أمضى عمره المديد يكشــف عن كنـــوزه، ويغوص في متن وجوده، كتابة ومحبة، وهو الذي قال يومًا عن مصـر: إنه لا يريد أن يغـادرها إلا منفيا أو محمولاً إلى أبديته.. مصر التي قال عنها يومًا كعب الأحبار من أراد أن ينظر إلى شبه الجنة فلينظر إلى أرض مصر.