أبرزت الصحف الإماراتية الصادرة ،اليوم الجمعة ، الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومعالي أنطونيو غوتيريس أمين عام الأمم المتحدة والذي أكد خلاله على نهج دولة الإمارات الدائم والثابت في العمل من أجل السلام والاستقرار ودعم كل ما يحقق مصالح الشعوب في التنمية والرخاء على المستويين الإقليمي والدولي.
كما سلطت الصحف المحلية في افتتاحياتها الضوء على المساعدات الإماراتية التي وجهت القيادة الرشيدة بتقديمها لإغاثة المتضررين من فيضانات ماليزيا في تأكيد على نهج دولة الإمارات الدائم بالوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في الظروف الصعبة وعزيمة الدولة على تعزيز ومضاعفة الاستجابة الإنسانية للحد من التأثيرات السلبية في حياة المنكوبين جراء الأزمات والكوارث الطبيعية .
وسلطت الضوء على برنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي بلغ من عمره نصف قرن ويدعو جميع البلدان إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الهادفة إلى التغلب على الأزمات الثلاث الرئيسية المهدّدة حالياً لكوكب الأرض، وهي تغير المناخ، وفقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي، والتلوث والنفايات، إضافة إلى المشهد في تونس والعقبات والعراقيل التي يواجهها المسار الذي تنتهجه البلاد بعد إعلان الرئيس قيس سعيّد عن خارطة طريق الإصلاح الممتدة لعام كامل.
فمن جانبها وتحت عنوان " نهج دائم وثابت " كتبت صحيفة " الاتحاد " في افتتاحيتها العمل من أجل السلام والاستقرار، ودعم كل ما يحقق مصالح الشعوب في التنمية والرخاء على المستويين الإقليمي والدولي، نهج الإمارات الدائم والثابت. رسالة أكدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال اتصال مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الذي هنأ بتسلم الإمارات مقعدها في مجلس الأمن للفترة 2022 - 2023 " . الدولة مستمرة بدعمها رسالة الأمم المتحدة في خدمة الأمن والسلم العالميين، وحرصها على التعاون معها ومساندة جهودها في مختلف المجالات لاسيما في ظل تحديات ومخاطر تهدد البشرية وتحتاج تعزيزاً للعمل الجماعي، في مقدمتها جائحة «كورونا» والتغيرات المناخية.
وقالت الصحيفة إن الإمارات سواء من موقعها كعضو في مجلس الأمن، أو من خلال أي محفل عربي أو عالمي، تشدد دائماً على تغليب الحوار وتعزيز التسامح ودفع السلام. وفي أولى مشاركاتها بمناقشة المجلس الملف الكيميائي في سوريا، شددت الدولة على أولوية حماية البشرية، ورفضها وإدانتها الصريحة لاستخدام الأسلحة الكيميائية تحت أي ظرف من الظروف، من قبل أي كان، وفي أي مكان.
واختتمت " الاتحاد " افتتاحيتها بالقول " تعيد الإمارات إلى العالم من موقعها الدولي الرفيع للعامين المقبلين، التفاؤل بالاستقرار والتنمية، والجنوح إلى تسوية الأزمات في المنطقة عبر الحوار والطرق السلمية والعمل الدولي المشترك".
من جهتها وتحت عنوان " الإمارات.. استجابة إنسانية مستدامة" كتبت صحيفة " الوطن " في افتتاحيتها " تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يأتي توزيع دولة الإمارات لـ250 طناً من المواد الإغاثية على المتأثرين بفيضانات ماليزيا، ضمن المرحلة الأولى من المساعدات، في تأكيد لعزيمة الدولة على تعزيز ومضاعفة الاستجابة الإنسانية للحد من التأثيرات السلبية في حياة المنكوبين جراء الأزمات والكوارث الطبيعية.
وأكدت الصحيفة أن الخير منهاج حياة في وطننا، وفي ظل قيادتنا الرشيدة ومواقفها الداعمة للإنسانية دائماً، نؤمن أن العطاء والتلاقي ودعم المتأثرين حول العالم هو تعبير حقيقي عن التآخي الإنساني الواجب الذي نعمل له انطلاقاً من قيم الخير والمحبة التي تميز شعبنا الأصيل وتترجم ما نحمله من مشاعر وإحساس بالآخرين والعمل الدائم على إحداث التغيير الإيجابي في حياة المستهدفين، ولذلك تحرص القيادة الرشيدة دائماً على تعزيز الاستجابة الواجبة في كل زمان ومكان على تلبية الاحتياجات الأساسية التي يحتاجها المنكوبون بفعل أي ظرف كان حول العالم، فالمبادرات لا تتوقف وهي تتم على مدار العام وكم كان للناقلات الوطنية الإماراتية دور أساسي عبارة عن شريان حياة لنقل كل ما يحتاجه الذين يتم دعمهم ومساعدتهم في الظروف الصعبة التي يمرون بها وكان لها أفضل الأثر في تحقيق النتائج الهادفة، وليس أدل على ذلك من الدور التاريخي العظيم الذي تقوم به الإمارات منذ تأسيسها ولمسه العالم أجمع في وقت واحد خلال حقبة "كوفيد19″ سواء في إيصال المساعدات أو المواد الطبية أو تأمين اللقاحات لعشرات الدول" وغير ذلك.
وفي هذا الصدد لفتت إلى مبادرة "لنجعل شتاءهم أدفأ" الإنسانية الحضارية، لدعم الأسر المحتاجة في العالم العربي وإفريقيا، التي تأتي أيضا ضمن التوجهات التي تحرص عليها الدولة وتسابق خلالها الزمن للتخفيف من وطأة الأوضاع الصعبة وتأثيرها على حياة الذين يعانون جراء قسوة الظروف، ورسالة تضامن من الإمارات مع جميع الشعوب الشقيقة والصديقة التي تجمعنا بها روابط الإنسانية وقيمها وما نريده لها من خير وسلام وأمان.
واختتمت " الوطن " افتتاحيتها بالقول " الخير تجسيد لقيمنا وأصالة توجهاتنا ودورنا الإنساني الذي نحرص من خلاله على تعزيز التضامن والتكاتف مع جميع المتأثرين في العالم، وإيماناً منا أن المشاعر النبيلة يتم التعبير عنها بكل فعل يحمل الخير والأمل للبشرية بأنه لن يُترك أحد يعاني، وأن هناك من يمتلك من الإرادة والعزيمة ما يكفي لإحداث التغيير الإيجابي لدى الذين يعانون جراء أي ظرف كان، فالإنسانية قوية برجالها وفرسانها والعاملين في ميادينها ويحققون النتائج المشرفة ضمن توجههم الراسخ نصرة لكل محتاج حول العالم، وهي مسيرة خير عظيمة تحققت بفضل رؤى وتوجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وحرصها على حياة الإنسان ومسيرة البشرية جمعاء".
من ناحيتها وتحت عنوان " ثقة في مكانها " كتبت صحيفة " البيان " في افتتاحيتها " برنامج الأمم المتحدة للبيئة بلغ من عمره نصف قرن، وهو يدعو بالمناسبة جميع البلدان إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الهادفة إلى التغلب على الأزمات الثلاث الرئيسية المهدّدة حالياً لكوكب الأرض، وهي تغير المناخ، وفقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي، والتلوث والنفايات، إذ لا بد من تنسيق الجهود العالمية لإيجاد الحلول المناسبة للتحديات البيئية الناشئة.
ولفتت الصحيفة إلى أن من المصادفات أن يكون عمر البرنامج بعمر الدولة. لكنها مصادفة ذات مغزى، حيث إن الإمارات التي ستستضيف الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والتي ستقام العام المقبل، فازت بهذه الاستضافة لما تحظى به من تقدير عالمي لجهودها في استدامة المناخ، وبالتأكيد فإن الأسرة الدولية تضع ثقتها في مكانها وهي تلمس التزام الإمارات تجاه العمل المناخي العالمي لحماية كوكب الأرض، انطلاقاً من مبادئها الإنسانية، وحرصها على حياة البشرية ومستقبلها. لذلك فإنها بالفعل تعمل على تعزيز حماية البيئة، وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وتتعاون مع المجتمع الدولي لضمان ازدهار البشرية، مستنيرة برؤية قيادتها الرشيدة، التي تركز دائماً على مد جسور التعاون والتواصل والشراكة، واتباع نهج إيجابي ومنفتح وشامل يؤدي عبر تضافر الجهود إلى تحقيق الأهداف البيئية التي تهم كل من يسكن كوكب الأرض.
وأكدت " البيان " في ختام افتتاحيتها " أن الإمارات لا تفوّت فرصة ولا تدخّر جهداً في سبيل تحقيق هذه الأهداف، ولذلك فإنها من الدول القليلة التي لديها وزارة خاصة بالتغير المناخي والبيئة، وانطلاقاً من هذا الاهتمام العالي المكثّف، لن تتوانى عن تقديم أقصى ما لديها من الدعم للعمل المناخي، ولكل ما من شأنه حماية الكوكب، وستبقى تعمل على تحفيز المجتمع الدولي لمزيد من التعاون وتسريع وتيرة الجهود لمواجهة تحدي التغير المناخي والحفاظ على البيئة، والعمل معاً لاستكشاف حلول فعالة للتحديات الأكثر إلحاحاً التي يواجهها كوكبنا، وفي سبيل إيجاد مستقبل مستدام للأجيال القادمة، التي ليس لها خيمة أخرى تجمعها غير هذا الكوكب.
أما صحيفة " الخليج " فكتبت تحت عنوان " معركة تونس القاسية " قد يكون الوضع التونسي المتحول مفتوحاً على احتمالات عديدة، ربما يكون مزيداً من الضبابية والاتجاه إلى المجهول، لكن المسار الذي تنتهجه البلاد بعد إعلان الرئيس قيس سعيّد عن خارطة طريق الإصلاح الممتدة لعام كامل، يواجه عقبات وعراقيل يحاول المتضررون من المتغيرات السياسية إثارتها لإحباط أي مسعى يتكلل بالنجاح.
وقالت الصحيفة " أغلبية الأحزاب، وأساساً حركة النهضة الإخوانية، بدأ المشهد السياسي يلفظها بعد افتضاح ملفات الفساد والتزوير والمحسوبية التي أنهكت الدولة والمجتمع، حيث صادرت أحلام الشباب الطامح إلى العمل والعدالة وصناعة المستقبل. ويبدو أن هذه الأحزاب تحاول القفز على حالة النبذ الاجتماعي للعودة مجدداً إلى دائرة الفعل. ولأن التاريخ لا يتكرر، فإن هذه الجماعات تكرر الأسلوب نفسه، الذي اعتمدته مع نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، حين كانت تتباكى على «الكرامة والحريات» وتتآمر في الداخل والخارج على الأمن الوطني. وعلى وقع الضجة التي أحدثتها طبول ما يسمى «الربيع العربي» انطلت تلك الشعارات على نسبة من الناس.
وبين عشية وضحاها في عام 2011، أصبح أولئك سادة المشهد السياسي و«فرسان الديمقراطية»، وبعد التجربة جاء الحصاد هشيماً، وبدل تحقيق الكرامة وتوفير فرص العمل والازدهار الاقتصادي، عم الفساد وسادت الانتهازية وبلغت البلاد مستوى لم يسبق له مثيل في الانهيار والإفلاس والإحباط وفقدان الأمل.
وأضافت " البكائيات بأصوات عالية على «الحريات» في تونس، بدأت تشتد مع تحرك القضاء لضرب المفسدين ومحاسبة من أجرموا بحق الشعب، إثر اعتقال نائب رئيس حركة النهضة وبعض مساعديه على خلفية شبهات إرهاب، وقبل إحالة زعيم الحركة راشد الغنوشي ومسؤولين سابقين إلى المحاكمة في قضايا «جرائم انتخابية»، ومن غير المستبعد أن تأخذ العدالة مجراها، مثلما ظل يقول الرئيس قيس سعيّد، ويطالب بمحاسبة كل من تورط في الفساد والإرهاب وخداع الشعب بواسطة الانتخابات المشبوهة والوعود الزائفة. والقاعدة التي تقول «القانون فوق الجميع» يفترض ألا تستثني أحداً، وأن تكشف الحقيقة كاملة وفق محاكمات نزيهة بعيداً عن التسييس وتصفية الحسابات الشخصية، والقضاء التونسي قادر على أداء هذه المهمة إذا توفرت لها الشروط التامة للتحقيق والتقصي وملاحقة المتهمين مهما كانوا.
ولفتت إلى أن إصلاح ما أفسدته عشر سنوات من سيطرة جماعة «الإخوان» وأذرعها في تونس لن يكون أمراً يسيراً، ولن يتم بين يوم وليلة، لكنه أمر لا بد منه وشرط أساسي للإنقاذ الفعلي، وصولاً إلى إقامة نظام يؤمن بالقيم الديمقراطية ويضع مصالح الشعب والدولة فوق أهواء الأحزاب والمتكالبين على السلطة. وربما لن تكون الأسابيع والأشهر المقبلة هادئة بالنظر إلى استفحال الصعوبات الاقتصادية الناتجة أساساً عن سياسات غير موفقة وأجندات لعبت على الأهواء أكثر من رهانها على المصالح الوطنية.
واختتمت " الخليج " افتتاحيتها بالقول " من صنعوا هذا الفشل هم المتضررون من خريطة قيس سعيّد ومن تحرك القضاء، وللتشبث بالبقاء والرغبة في العودة إلى دوائر الضوء لن يتوقفوا عن الصراخ، وسيكثفون تشويه التوجه السياسي الجديد، وهو ما يجعل المعركة قاسية والخسائر جسيمة لدى البعض، لكنها بمعايير المستقبل ستكون مكسباً تونسياً إذا سلمت المنطلقات من الشوائب وكان الأداء وطنياً خالصاً".