الأربعاء 22 مايو 2024

جلسة «الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية» (التفاصيل الكاملة)

الرئيس السيسي

أخبار11-1-2022 | 12:14

دار الهلال

 شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء فعاليات اليوم الثاني لمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ، في نسخته الرابعة، الذي يعقد تحت شعار "العودة معًا".

وعقدت جلسة نقاشية تحت عنوان "الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية" شهدها الرئيس السيسي، وبمشاركة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء الذي ألقى كلمة في مستهل الجلسة.

وكان اليوم الأول قد شهد جلستين؛ الأولى افتتاحية وجه فيها الرئيس كلمة إلى المشاركين في المنتدى، كما ألقى عدد من المسؤولين الدوليين كلمات بعضها عبر الفيديو كونفرانس، فيما عقدت الجلسة الرئيسية بعد ظهر أمس.

وأكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي- فى كلمته فى الجلسة النقاشية "الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية"- أن التغيرات المناخية أصبحت قضية حاكمة على كل المقاييس.. مطالبا العالم بمواجهتها بكل حزم وسرعة حتى يستطيع التواكب مع التحديات التي فرضتها التغيرات المناخية خلال الفترة القادمة.

وقال مدبولي إن العالم لم يأخذ تحذيرات الخبراء العالميين منذ 15 عاما عن التغيرات المناخية على محمل الجد وتعاملوا معها على أنها تكهنات وآراء متشائمة.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي وصل إلى لمقر انعقاد منتدي شباب العالم في مدينة شرم الشيخ، تحت شعار «العودة معاه"، حيث يستضيف المنتدى نخبة من الشباب من 196 دولة من قارات: إفريقيا، أوروبا، آسيا، أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية، وتستمر فعاليات المنتدى حتى 13 يناير الجاري.

تضم فعاليات اليوم الثاني من النسخة الرابعة من المنتدى عددا من الجلسات والأنشطة، لمناقشة عدد من الموضوعات التي تتضمن، الطريق من "جلاكسـو" إلى "شرم الشيخ" لمواجهة التغيرات المناخية، وجلسة عن مستقبل الرعاية الصحية في عالم ما بعد الجائحة، وجلسة عن مستقبل التكنولوجيا والتحول الرقمي ما بعد الجائحة، هذا بالإضـافة إلى جلسـات تناقش موضـوعات المسئولية الدولية في تحقيق استدامة الأمن المائي، ومسارات الطاقة، والسلم والأمن العالمي ما بعد الجائحة.

كما يشـهد اليوم الثاني افتتاح بدأ نموذج محاكاة الأمم المتحدة لمجلس حقوق الإنسان، فضلًا عن افتتاح متحف حياة كريمة، وغيرها من الأنشطة والفاعليات الهامة للمنتدى.

وبدأت فعاليات الجلسة النقاشية تحت عنوان "الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية" بعرض فيلم تسجيلي عن مخاطر التغيرات المناخية على كوكب الأرض، وما أسفرت عنه من خراب.

وأشار الفيلم التسجيلي إلى أنه بعد جائحة كورونا (كوفيد-19) أدرك البشر أنهم معرضون للخطر وأجبرهم الفيروس على البقاء في منازلهم وتم فرض الإغلاق الكامل..وأكد ضرورة تغيير سلوكيات البشر للمحافظة على البيئة وكوكب الأرض.

شارك في الجلسة النقاشية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والسفير محمد نصر، مدير إدارة المناخ والبيئة والتنمية المستدامة بوزارة الخارجية مستشار مجموعة المفاوضين الأفارقة، كاسي فلاين، المستشار الاستراتيجي بشأن تغير المناخ بالمكتب التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومؤسس شركة للاستشارات البيئية والتنموية في إفريقيا عقيل حاجات، ومؤسس شركة (هوا ـ سوا) كريم طراف، وماركو شلتس باحث واستشاري مؤسسة "أوبن إيرث" ، ومجموعة من المتحدثين عبر تقنية (فيديو كونفرانس).

وأعرب وزير الخارجية الأمريكي الأسبق المبعوث الأمريكي الخاص لشئون المناخ جون كيري عن سعادته لمشاركته في منتدى شباب العالم المُقام حاليًا في مدينة شرم الشيخ، وأبدى شكره الخاص للرئيس عبد الفتاح السيسي على اهتمامه بقضية المناخ والتزام الحكومة المصرية برعاية الدورة القادمة من مؤتمر الأطراف السابع والعشرين العالمي التابع لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 27".

وقال المبعوث الأمريكي- فى كلمة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، فى الجلسة النقاشية بعنوان "الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية" : "يسعدني أن أكون قادرًا على مساعدة مصر في مجال الاهتمام البالغ بقضية المناخ، واستعدادها لإشراك الشباب في جميع أنحاء العالم لإنجاز المهمة، لذا أعتقد أن مشاركة الشباب في هذا أمر بالغ الأهمية".

ومن جانبه، أكد المبعوث الخاص للمناخ بحكومة المملكة المتحدة جون مارتن - فى كلمة عبر تقنية الفيديو كونفرانس- وجود شراكة قوية مع مصر لمواجهة قضية التغيرات المناخية واستكمال النجاح من جلاسكو إلى شرم الشيخ، مشيدا بالدعم الكبير الذي قدمته مصر وقادته عالميا للتحول الى اقتصاد منخفض الكربون.

ولفت إلى أنه سيزور القاهرة يوم الجمعة المقبل لبحث ملف التغيرات المناخية.. معربا عن سعادته للمشاركة في منتدى الشباب.

وتابع مارتن: إن الشباب أكثر الفئات تأثرا بالتغير المناخي، مشددا على أهمية إشراكهم في مواجهة هذا التحدي، إنهم تمكنوا من الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة الى درجة ونصف الدرجة.. معربا عن اعتقاده بأنه سيتم السيطرة على منسوب ارتفاع البحر بالاتفاق على هذا الأمر.

وفيما يتعلق بتمويل المناخ للتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون، قال مارتن إن دولة مثل المملكة المتحدة قدمت حوالي 500 مليون دولارسوف يتم توزيعها على مدار السنوات القادمة ، مضيفا أنه في جلاسكو أكدنا على أهمية تقليل استخدام الفحم والوقود الأحفوري.

واشار الى أن الدول اتفقت في جلاسكو على تحويل الدعم بحوالي 24 مليون دولار سنويا من أجل التحول من الوقود الأحفوري الى أنواع أخرى.. مؤكدا أهمية العمل على تنفيذ اتفاقيات جلاسكو لتقليل الانبعاثات الضارة.

وأضاف: أن هناك الكثير من الفرص لزيادة النمو مع تقليل الانبعاثات الضارة.. مشيرا الى أن الطاقة الشمسية لها قدرة كبيرة في المستقبل عن الطاقات التقليدية الاخرى.

وأكد أنه سيتم العمل مع الجهات المانحة لدعم البلدان إلى التحول لاقتصاد منخفض الكربون.. معربا عن أمله في بناء شراكة قوية مع مصر لاستكمال النجاح من جلاسكو إلى شرم الشيخ .

وأعرب عن قلق بلاده إزاء نسب هطول الأمطار وارتفاع منسوب البحر، وقال:إن هذه المخاوف تشاركنا فيها مصر أيضا.

وأكد السفير محمد نصر، مدير إدارة المناخ والبيئة والتنمية المستدامة، بوزارة الخارجية، مستشار مجموعة المفوضين الأفارقة- فى كلمة خلال الجلسة النقاشية- أن مفاوضات تغير المناخ أصبحت مفاوضات سياسية ذات بعد فنى، ولم يصبح تغير المناخ موضوعا بيئيا فحسب ولكنه تنموى بالأساس، وله تأثير مباشر على كل قطاعات الاقتصاد سواء من خلال الزراعة أو التجارة والصناعة.

وقال: إن الدول النامية تواجه تحديات فى تنفيذ برامج مواجهة التغيرات المناخية عن طريق جزء أساسى وهو التمويل، فمن خلال عضويتنا فى المفاوضات وبعض اللجان الخاصة بالتمويل، استطعنا تحديد ثلاث نقاط تتعلق بالشق التمويلى، أولا: الفجوة ما بين احتياجات الدول النامية والمتاح من التمويل، حيث بلغ احتياج الدول النامية لحوالى 5.3 تريليون دولار حتى عام 2030، فى حين أن تدفقات التمويل الموجهه للدول النامية لا تتعدى 600 مليار دولار.

ثانيا: عدم تناسب أدوات التمويل مع احتياجات وظروف الدول النامية، فأغلب التمويل المتاح حاليا فى شكل قروض تجارية، ثالثا: النفاذ للتمويل والقدرة على الحصول على القرض.. لافتا إلى أن مصر تحاول من خلال القرارات الصادرة فى مؤتمرات الأطراف توجيه رسالة وإرشادات لمؤسسات التمويل والمجتمع ووضع قضية التمويل كقضية أساسية فى أى مخرجات بما فيها مؤتمر جلاسكو.

وأشار إلى أن السياسات المطلوبة كما ذكر مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون المناخ جون كيرى، للتحول من مبلغ 100 ملياردولار إلى تريليونات الدولارات لاتزال مفقودة فى مؤسسة التمويل، والتى لاتزال تلتزم بالقواعد السابقة، والقطاع الخاص فى تمويله مازال يلتزم برؤيته السابقة لتحقيق الفوائد المالية.

ودعا الدول الإفريقية والنامية بصفة عامة إلى التعامل مع تلك النقاط، حيث يجب أن يكون التمويل ميسرا، والتركيز الأكبر على المنح وليس القروض، وتيسير النفاذ للتمويل فبدونه لن تتم المشروعات، ومحاولة التعامل مع مؤسسات التمويل الدولية لتغيير السياسات التى لا تأخذ فى اعتبارها أهمية التحول السريع لتنفيذ أهداف اتفاق باريس.

وأشادت كاسي فلاين، المستشار الاستراتيجي بشأن تغير المناخ بالمكتب التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي - فى كلمة فى الجلسة النقاشية تحت عنوان "الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية- بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية فى عرض الرؤى والتطورات المتعلقة بالمفاوضات الدولية من أجل تمهيد الطريق لمواجهة آثار وتحديات التغيرات المناخية.

وقالت كاسي فلاين: إن جلاسكو أعطت للعالم بعض الخطوات للمضي قدما لمواجهة التغيرات المناخية.. مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يسعى لتمهيد الطريق لاتخاذ اجراءات فعالة على أرض الواقع.

وأضافت:أن المجتمع الدولي قدم تعهدات بأن يكون هناك تحركات جريئة في حماية الطبيعة والتكيف المناخي، وبدء الطريق لأجل تحقيق تنمية مستدامة لم يتم تنفيذها حتى الآن.. مطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ تعهداته بشأن التغيرات المناخية على أرض الواقع.

وعبرت المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أنجر أندرسن، فى كلمة عبر الفيديو كونفرانس، عن تقديرها واحترامها لمصر لاستضافة مؤتمر الشباب المهم للغاية، معبرة عن بالغ تقديرها للرئيس السيسي على قيادته القوية وكذا رئيس مجلس الوزراء.

وتوقعت اضطلاع مصر بنفس الدور الذى اضطلعت به في مؤتمر التنوع البيولوجي الذى عقد في شرم الشيخ، حيث إننا قطعنا شوطا كبيرا في جلاسكو ولا يزال أمامنا الطريق الأطول.

وتابعت: أن هناك المزيد من الالتزام من البلدان ولكنها ليست كافية، وأن الدول العشرين المسؤولة عن نسبة 76% من الانبعاثات لابد من تنفيذ الالتزامات والتركيز على ذلك، لأننا نتوجه إلى عالم ترتفع فيه الحرارة بـ 2.7 درجة، وإن لم نفعل ذلك سوف يكون هناك المزيد من الفيضانات والحرائق البرية والتشرد.

واستطردت: إن لدينا المزيد من الوقت من أجل التغير، ولابد من وجود طاقة تغيير بالشباب وهم في المقدمة للمضى قدما لانهم الصوت القومي الواعد صاحب الطاقة.. منوهة إلى أنه من مصر قد أظهرت قيادة رائعة ، وإنها سوف تقود مؤتمر التغير المناخي نهاية العام بشرم الشيخ وسوف نستمر في العمل معا في المستقبل، ومعا يمكننا تغيير العالم ، والشباب هم العنصر الفاعل.

من جانبها، أكدت المدير العالمي لفريق فقر الأطفال والمناخ والحضر بمنظمة إنقاذ الطفولة الدولية، يولين درايت، إن أزمة المناخ تمثل مشكلة كبيرة للشباب والأطفال، خاصة الرضع منهم؛ لأنهم سيعيشون في مناخ مختلف تماما.

وقالت درايت ـ في كلمة لها عبر تقنية (فيديو كونفرانس) ـ أن هناك بحثًا مشتركًا مع جامعة بروكسل يتعلق بالأطفال المواليد في 2020، ويقارن المناخ الذي ولدوا فيه بالمناخ الذي ولد فيه أجدادهم، وأشار إلى أن "أطفال 2020" سيواجهون حرائق وفيضانات أكثر بكثير.

وبالنسبة للدول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قالت درايت إن "عدد الموجات الحارة المتطرفة ستزيد أكثر بثلاثة أضعاف، وسوف يكون هناك المزيد من الفيضانات أكثر بثلاث أضعاف أيضا، وهذه الآثار تلقي بظلالها على الجميع في أنحاء العالم كافة".

وأضافت أن "التغيرات المناخية تحدث من الوقت الحالي وليس في المستقبل، ولم يعد هناك أي شك في أنها تحدث من صنع الإنسان"، مشددة على ضرورة أن يصلح الإنسان ما صنعه وإلا سوف يعاني الأطفال أكثر من أي فئة أخرى.

وأشارت درايت إلى تقرير الأمم المتحدة الذي لفت إلى أن نحو 247 مليون شخص سيحتاجون إلى المعونة الإنسانية في هذا العام بسبب الجائحة والنزاعات، وكذلك التغير المناخي، مضيفة أن هناك دول تعاني - مثل مدغشقر والفلبين - ودول أخرى آسيوية بسبب زيادة درجات الحرارة، مؤكدة أهمية تمويل مشروعات الطاقة المتجددة؛ كالتي تدعمها مصر بشكل جيد.

وبدوره، أكد بلوير مراسل شؤون المناخ في (سي ان ان) أنه راقب الحرائق البرية بالغرب الامريكي ورأي الاعاصير التي بدأت في السواحل الامريكية وغرق العديد من المنازل فضلا عن الظواهر والكوارث التي حدثث عام 2021 وادت إلى ازهاق الكثير من الأرواح.
وأوضح أن هناك الكثير من القصص التي تتحدث عن التغيرات المناخية .. مشيرا إلى أن مؤتمر (COP 26) تحدث عن الكثير من المشكلات والتحديات التى تواجه العالم بسبب التغيرات المناخية.. مضيفا أن "هناك الكثير من المفاوضات، وعلينا أن نقوم بتمهيد الطريق من أجل الحفاظ على البيئة الايكولوجية". 

وأشار إلى الإنجازات العلمية التي تمت خلال جائحة كورونا والاستجابات السياسية والعالمية من خلال توافر المخزون من اللقاء.. معربا عن أمله في أن نستخلص الدروس من هذه الازمات.. موضحا أن الطريق مازال طويلا أمامنا ويجب ان يكون لدينا القدرة على التكيف مع هذه التغيرات.