الأربعاء 22 مايو 2024

الرئيس الصيني يبدأ زيارة إلى هونج كونج المقسومة سياسيًا

29-6-2017 | 09:42

وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى هونغ كونغ الخميس في أول زيارة له كرئيس للمشاركة في احتفالات الذكرى العشرين لعودة هذه المستعمرة البريطانية السابقة إلى الصين، غداة اعتقال نشطاء كانوا يشاركون في اعتصام احتجاجي في هذه المدينة المقسومة سياسيا.
وفرضت إجراءات أمنية مشددة وأغلقت أجزاء كبيرة من المدينة التي تعج بالحركة، ونشر الآلاف من عناصر الشرطة لإبعاد متظاهرين يحتجون على تعزيز سلطة بكين على المدينة البالغ عدد سكانها نحو 8 ملايين شخص.
وتعكس هذه الإجراءات حرص بكين على عدم السماح لأي شيء بإفساد الزيارة التي تجري قبل مؤتمر مهم للحزب الشيوعي في وقت لاحق هذا العام من المتوقع أن يعزز موقف الرئيس شي كالزعيم الصيني الأقوى في جيل.
ولا يزال أكثر من 20 ناشطا، بينهم جوشوا وونغ والمشرع الشاب ناثان لو، في السجن غداة توقيفهما بتهمة "الإزعاج العام" خلال تظاهرة مساء الأربعاء.
وزيارة شي التي تستمر 3 أيام هي الأولى له منذ توليه الرئاسة عام 2013. وتأتي بعد 3 سنوات على احتجاجات مطالبة بالديموقراطية أطلق عليها "حركة المظلات" شلت المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.
ووصل شي جينبينغ إلى مطار تشيب لاب كوك برفقة زوجته بينغ ليوان على متن طائرة تابعة لخطوط الصين. وكان في استقبالهما لدى نزولهما من الطائرة مجموعة من الأطفال الذين كانوا يلوحون بأعلام.
وعلق شي مبتسما على الطقس الحار وشكر الناس لانتظارهم في الشمس المحرقة.
وقال في المطار "بعد تسع سنوات أطأ مجددا أرض هونغ كونغ. أشعر بسعادة بالغة. لهونغ كونغ دائما مكان في قلبي".
وأضاف أن الصين تدعم تنمية هونغ كونغ وتحسن معيشة الناس "كما فعلت دائما" لكنه أضاف بأنه يشعر أن المدينة باستطاعتها أن تكون أفضل قائلا أنه "يأمل بصدق أن تتمكن هونغ كونغ من استعادة رخاءها".
وقال إنه يريد أن يرى اتفاق "بلد واحد، نظامان اثنان" لهونغ كونغ المبرم مع بريطانيا والذي يمنحها امتيازات غير موجودة في البر الصيني، "في طريق مستقر وطويل الأمد".
ويقول النشطاء المؤيدون للديموقراطية إن هذا النظام يتلاشى والحريات يتم تقييدها وسط تدخل الصين في عدد من المسائل من السياسة إلى التعليم والإعلام.
وتجري الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام وسط إجراءات أمنية مشددة.
فقد نشرت حواجز ضخمة معبأة بالمياه حول المنطقة المحيطة بمركز المؤتمرات، وقالت الشرطة إنها تطبق "إجراءات أمنية لمكافحة الإرهاب" لضمان سلامة شي.
وتصاعدت مشاعر العداء تجاه بكين مؤخرا وخصوصا بين فئة الشباب.
ففشل التظاهرات العارمة في 2014 للحصول على إصلاحات ديموقراطية، أثار موجة جديدة من النشطاء "المحليين"، الحريصين على تأكيد هوية هونغ كونغ الخاصة بها، وبعضهم يطالب بالانفصال التام عن الصين.
وعشية وصول شي اعتقلت الشرطة عددا من النشطاء المؤيدين للديموقراطية بتهمة "الإزعاج العام" بعد أن كانوا يشاركون في اعتصام احتجاجي أمام مركز المؤتمرات الذي سيستضيف عددا من فعاليات الاحتفالات، على بعد مسافة قريبة جدا عن الفندق الذي يقيم فيه شي.