فى اعتقادى أن تصنيف موقع جلوبال فاير باور ركز على العناصر «المنظورة» فى ترتيبه لجيوش العالم، خاصة وأن الجيش المصرى العظيم رغم تقدمه فى الترتيب العالمى وتصدره جيوش المنطقة.. لديه مكونات أخرى للقوة وأسميها «قوة كامنة» لا تأخذها مؤسسات التصنيف فى الاعتبار لكن يتفرد بها جيشنا العظيم ترتبط بالعقيدة والشجاعة وصلابة المقابل وخصوصية ورصيد الخبرات والبطولات والانتصارات سواء فى الحروب التقليدية النظامية أو غير التقليدية الجديدة.. قوة وصلابة وعظمة الجيش المصرى ليس فى تطوره وامتلاكه لأحدث منظومات التسليح فى العالم فى مختلف التخصصات فحسب.. ولكن قوته وتفرده يكمن فى خصوصية أبطاله ورجاله وعقيدتهم فى الفداء والتضحية والشهادة ومما يعكس فلسفة ان السيارة «السيات» تفوقت على المرسيدس فالجندى المصرى هو خير أجناد الأرض.. وقوانا الكامنة هى سر تفوقنا على الجميع.
«جلوبال فاير باور».. عناصر ومحاور كامنة لم تؤخذ فى الاعتبار
رغم أن تصنيف ‹جلوبال فاير باور› منح الجيش المصرى العظيم مرتبة متقدمة بين أقوى جيوش العالم.. ووضعه فى المرتبة الأولى على رأس أقوى 10 جيوش فى المنطقة وفى الصدارة على مستوى الشرق الأوسط، إلا أن لى وجهة نظر أخرى تدفع بالجيش المصرى العظيم إلى مراتب أكثر تقدماً بين أقوى جيوش العالم.. فالموقع المتخصص فى الشئون العسكرية استند إلى عناصر ومحاور فى ترتيب الجيوش ترتكز على أعداد الأسلحة والمنظومات القتالية فى مختلف التخصصات وأعداد المقاتلين والأسلحة المتطورة التى تمتلكها الجيوش، وربطها بعناصر اقتصادية أخرى ربما تتفوق فيها الدول المتقدمة ذات التجارب التى يبلغ عمرها عقوداً طويلة، مثل القدرة على الإنفاق والميزانيات المخصصة وغيرها، لكن هناك عناصر وقوى كامنة فى الجيش المصرى ربما تكون غير منظورة وغير مأخوذ بها فى تصنيف وترتيب الجيوش.. هذه العناصر ترتبط بقدرات وجاهزية وعقيدة الفرد المقاتل.. وإذا أخذنا بمقولة الخبراء العسكريين ان الفرد المقاتل أهم من المعدة وهو ركيزة النصر فإن ذلك يصب فى مصلحة الجيش المصرى.
لا شك أن الجيش المصرى العظيم يشهد أكبر عملية تحديث وتطوير وامتلاك أحدث منظومات التسليح والقتال فى العالم، وهو انعكاس للقرار التاريخى للقيادة السياسية بامتلاك أعلى القدرات الدفاعية وامتلاك جيش وطنى عظيم قوى وقادر يحمى، ولا يعتدى فى ظل منطقة نعيش فيها شديدة الاضطراب وعنيفة الصراعات وتزخر بالمشروعات الشيطانية التى تقودها قوى إقليمية فى سياق أوهام وأطماع ومخططات ومؤامرات، لإسقاط الدولة وتقسيمها ومحاولات سلب أمنها واستقرارها وثرواتها ومقدراتها وحقوقها وما تشهده المنطقة من تهديدات مستجدة وما يموج به العالم من تحديات وأطماع وصراعات.
الحقيقة الراسخة والثابتة أن امتلاك القوة والقدرة على الردع هو من يحمى السلام ويدمر الأطماع ويرسخ الأمن والاستقرار الذى هو القاعدة التى ينطلق منها البناء والتنمية والمشروع الوطنى للتقدم.
الحقيقة وقبل الخوض فى حيثيات امتلاك الجيش المصرى لقدرات كامنة تجعله متفرداً بها وتدفع به إلى مراكز أكثر تقدماًَ بين أقوى جيوش العالم.. فإن المشهد فى المنطقة قبل عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، كان يشهد اختلالاً خطيراً فى موازين القوة لصالح قوى إقليمية وأن معادلة القوة فى المنطقة لم تكن لصالح العرب.. لكن الاستراتيجية.. والقرار التاريخى الذى اتخذه الرئيس السيسى بتطوير وتحديث الجيش المصرى ورفع قدراته وتزويده بأحدث منظومات القتال والتسليح فى العالمـ بالإضافة إلى التوسع فى إقامة القواعد العسكرية على أحدث مستوى فى العالم فى اتجاهات إستراتيجية تشهد تهديدات ومخاطر على الأمن القومى المصرى نجح فى استعادة توازن القوة فى المنطقة بل وتفوق لصالح مصر وجيشها العظيم.
أن استراتيجية ‹العفى محدش يقدر ياكل لقمته.. والقوى محدش يقدر يقترب منه›.. وأننا نعيش عصر الأقوياء هى التى انطلقت منها قوة مصر وقدرتها على الردع ونجاحاتها فى استعادة التوازن فى موازين القوة وأيضا نجاح سياسة ‹الخطوط الحمراء›.. وحقوق مصر وثرواتها التى لم يستطع أعداؤها الاقتراب منها.
العالم يشهد متغيرات حادة وعنيفة وهناك مشروعات اقليمية شرسة ترتكز على الأطماع والأوهام وإعادة صياغة المنطقة وتقسيمها والسطو على ثرواتها ومقدراتها وفى ظل تراجع موازين القوة العربية بعد ما جرى فى العراق وسوريا وليبيا.. كان لابد من استعواض هذه القوى التى كانت مهمة وفى ظل أيضاً تنامى المخططات الدولية والاقليمية وتصاعد الهجمة الإرهابية فى المنطقة على دول العرب.. لذلك نجحت استراتيجية مصر الدفاعية فى امتلاك القوة والقدرة على الردع فى لجم أطماع وأوهام القوى الاقليمية المعادية.. والحفاظ على الدولة المصرية وإتاحة وتهيئة المجال للبناء والتقدم والتنمية وهو ما ظهر جلياً فى نجاحات وإنجازات مصر وتجربتها المهمة على مدار 7 سنوات.
وحتى نمنطق ما نقوله عن القدرات والقوى الكامنة فى الجيش المصرى وأنها أقوى من أحدث منظومات التسليح ذات التكنولوجيا العصرية رغم أهميتها الكبيرة فإننا نسوق هذا المثال الذى أكد عليه الرئيس السيسى فى إحدى الندوات التثقيفية فى ذكرى ملحمة العبور أكتوبر 1973.. فلم نكن الأفضل على مستوى التسليح والمعدات فى مختلف التخصصات من الجيش الإسرائيلى.. ولكننا حققنا انتصاراً ساحقاً.. وسطرنا معجزة عسكرية توقفت عندها وأمامها أكبر المعاهد العسكرية وغيرت الكثير من المفاهيم التى كانت مستقرة بفضل ملحمة وإبداع الجيش المصرى خلال حرب أكتوبر وهو ما عبر عنه الرئيس السيسى بأن السيارة ‹السيات› تفوقت على السيارة المرسيدس وسبقتها.. لكن ما هو سر الانتصار وما هى القوى التى امتلكها الجيش المصرى ليتفوق ويبدع؟
أولاً: العقيدة الوطنية الشريفة التى ترسخ الشجاعة والفداء والتضحية والبطولة وأيضاً الحفاظ على الأرض المصرية ورفض احتلالها حتى لو كانت الشهادة هى المقابل.
ثانياً: الروح العالية.. والمعنويات المرتفعة وامتلاك إرادة النصر لإعادة الأرض وتحريرها من دنس الاحتلال، بالإضافة إلى المساندة الشعبية والفخر والاعتزاز بجيش مصر وبطولاته وتضحياته.. واستعادة الثقة خلال حرب الاستنزاف التى سطر فيها أبطالنا ملاحم تاريخية واستعادة الثقة فى القيادة والسلاح، وإدراك أننا أمام عدو روج أوهاماً وأكاذيب عن قوته وبطولاته وخطوطه الدفاعية، وأنه الجيش الذى لا يقهر لكن إرادة وصلابة وشجاعة المقاتل المصرى وإيمانه بقضيته العادلة صنعت الفارق وأنجزت هذا النصر العظيم.
ثالثاً: جاهزية المقاتل المصرى.. وما يمتلكه من تجارب وخبرات مع عظمة التخطيط وعبقرية التنفيذ.. واستعداد المقاتل المصرى للبذل والعطاء والتضحية والشهادة.. كل ذلك جعله يقاتل بشجاعة نادرة ولقن العدو درساً قاسياً فى الشجاعة والقتال.
رابعاً: أن قوة وتفرد الجيش المصرى وما يميزه عن جيوش العالم هو خصوصية المقاتل المصرى صاحب العقيدة الوطنية الاستثنائية.. بالإضافة إلى القدرات البشرية من جاهزية واستعداد قتالى وروح قتالية ومعنوية عالية.. هذه الروح التى تجلت فى أكتوبر 1973.. وتجسدت فى الحرب على الإرهاب وحققت انتصارات كبيرة فى زمن قياسى فى عرف الحروب على الإرهاب الأسود ليجمع الجيش المصرى بين التفرد والتميز فى الحروب التقليدية والنظامية وأيضا فى الحروب غير التقليدية وغير النظامية مثل الحرب على الإرهاب التى تحتاج لأساليب وخطط ومقاتل مختلف فنجحت مصر بمفردها واعتماداً على قدراتها وابطالها فى تحقيق ملحمة أخرى أبهرت العالم وحطمت كل المؤامرات والمخططات الشيطانية.
أن المقاتل المصرى وعبقريته وجاهزيته وخصوصيته وعقيدته هو أهم سلاح تمتلكه مصر، بالإضافة إلى الخبرات المتراكمة والإبداع فى توظيف السلاح الحديث والمعدات العصرية وأصبحت شجاعة واحترافية المقاتل المصرى تضيف بعداً ورصيداً آخر على قوة السلاح.
أن القوات والعمليات الخاصة وقوات النخبة المصرية هى بعد آخر لا تملكه جيوش تسبقنا فى التصنيف الأخير وهذه القوات المصرية قادرة على تنفيذ أى مهمة فى مختلف مسارح العمليات وفى مختلف الأجواء والظروف.. ناهيك عن الرصيد غير المحدود الذى يمتلكه الجيش المصرى من الخبرات المتراكمة سواء فى الحروب التقليدية النظامية أو الحروب غير التقليدية الجديدة.
إن ثروة مصر وقواتها المسلحة تكمن فى قوة وصلابة المقاتل المصرى الذى وصفه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه ‹خير أجناد الأرض›.. ثروتها فى شجاعته وبسالته وعقيدته وعبقريته وقدرته على التخطيط والتحمل والفداء والتضحية والبطولات فما كان خط بارليف وأكبر ساتر ترابى وحصون إسرائيل التى قهرها المقاتل المصرى إلا درسا لأعداء مصر لن ينسوه مهما مضى من سنين وعصور.. فأبطال الجيش المصرى كانوا ومازالوا هم أهم أسلحة القوة والقدرة على الروح.. ومع امتلاكنا لأحدث منظومات التسليح والقتال والتأهيل والتدريب والجاهزية والروح القتالية وعقيدتنا الوطنية النبيلة فى الولاء والانتماء لهذا الوطن ومصالحه العليا وأرضه وسيادته وحدوده فإننا أقوى جيوش الأرض بإرادتنا.. وعدالة قضيتنا.
نفخر بترتيبنا المتقدم وفقاً لجلوبال فاير باور ولكننا نستحق الأفضل طبقا للمنظور الواقعى على الأرض.. فرصيدنا من الإرادة والصلابة والشجاعة والعقيدة لا يتوفر لجيوش الأرض.
تحيا مصر