الأحد 23 يونيو 2024

«الميتافيرس».. باكورة ندوات الأعلى للثقافة بمعرض الكتاب

جانب من الندوة

ثقافة28-1-2022 | 21:27

أبانوب أنور

أقام المجلس الأعلى للثقافة، تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، وأمانة الدكتور هشام عزمي، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي؛ ندوة «الميتافيرس: رؤية مستقبلية للواقع الجديد»، في تمام الساعة السادسة من مساء الخميس الموافق 27 يناير الحالي، بمعرض الكتاب بقاعة ضيف الشرف «بلازا 2» بمركز مصر للمعارض بالتجمع الخامس، ضمن إطار البرنامج الثقافي للدورة 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

أدار الندوة الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وشارك بها: الدكتور حسام لطفي مقرر لجنة حماية الملكية الفكرية بالمجلس، والإعلامي حسين حسني عضو لجنة الشباب بالمجلس، والمهندس زياد عبد التواب مقرر لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس، والدكتور محمد أحمد مرسي نائب مقرر لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية بالمجلس، والدكتورة منى الحديدي أستاذة علم الاجتماع ومقررة لجنة الشباب بالمجلس، والدكتور هشام عبد الحميد أستاذ علم النفس عضو لجنة التربية وعلم النفس بالمجلس.

واستهل الدكتور هشام عزمي الندوة بالإشارة إلى أهمية ذلك الموضوع الذي لم يمر على إثارته أكثر من شهرين، ولكن له أبعادًا تثير الكثير والكثير من التساؤلات، البداية كانت في الثامن والعشرين من أكتوبر الماضي، عندما أعلن مارك زوكربيرج عن فضاء الميتافيرس، والذي تترجم في اللغة العربية إلى «ما بعد الكون»، أو ما وراء الكون، قائلًا: «اعتدنا أن نعيش في كون واحد، فعندما يكون الأمر مرتبطًا الآن بعوالم جديدة، فلن يكون هناك عالم واحد، بل عوالم متعددة افتراضية كلها تعمل تحت مبادرة ما يمكن أن يعرف بالميتافيرس».

وأضاف: «واقع جديد قد فرض نفسه في فترة قصيرة جدًّا، وأثار العديد من التساؤلات عن ما هو المستقبل، وإذا كانت شبكات التواصل الاجتماعي فيما نعرفه الآن، وبخاصةٍ «فيس بوك» الذي بدأ عام 2004، جاءت لتحمل تحديات كثيرة، كما حملت فكرًا جديدًا، وأسلوبًا جديدًا قرر المجلس اتجاهًا جديدًا في التعاطي بشراكة شبه كاملة من المستخدم الذي أصبح منتجًا للمعلومات بعد أن كان مجرد مستقبل، هذه الشراكة التي أخذت في التطور وفي التنامي للتواكب مع تطور هائل في مجال المعلومات، في سرعة في عمليات نقل الصوت والصورة».

وتابع: «هناك أبعادًا كثيرة للموضوع سنحاول في تلك الندوة أن نلقي الضوء على الجوانب المتعلقة بالميتافيرس، سواء اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية أو معنوية».

وتوجه عزمي بالسؤال إلى المهندس زياد عبدالتواب، عن مدى جاهزية مصر للتعامل مع الوافد الجديد، ومدى الجاهزية الثقافية للمتعاملين مع ذلك الوافد الجديد، والذي يرى أن الميتافيرس حسب ما يقولون سيبدأ في أوروبا وأمريكا، ولكن الواقع يؤكد أن متوسط سرعة الإنترنت في مصر يجعلها من الدول المهيئة لعمل الميتافيرس بصورة مستقرة.

مع جهود الدولة وشركات القطاع الخاص في تقوية شبكات المحمول فسوف تزيد سرعة الإنترنت بما يسمح بالدخول إلى الميتافيرس، الذي هو تواصل اجتماعي ثلاثي الأبعاد، فكل مستخدم سيُمثَّل بما يطلق عليه الأفاتار، وهذا الأفاتار يشبه ذلك الموجود حاليًّا على شبكات التواصل الاجتماعي، ولكنه في الميتافيرس ثلاثي الأبعاد، وكأن اللقاء بيننا الآن سيكون حينها ثلاثي الأبعاد وكأننا بالفعل موجودون معًا في الواقع. فسوف يكون التعليم بتقنية الميتافيرس أكثر جاذبية وتقدمًّا بواسطة نظارة الميتافيرس، حتى إن الطلاب سيتجولون بين المجرات وفي أعماق البحار وكأنهم في رحلة واقعية إليها، وكذلك في كل الأنشطة والمجالات.

على مستوى الجغرافيا يمكننا السفر إلى أي مكان، وعلى مستوى التاريخ يمكن أن نعود بالميتافيرس إلى أقدم العصور، وتلك هي الجوانب الإيجابية، وأما السلبية الوحيدة حتى الآن هو ارتفاع سعر أدوات الميتافيرس، كالنظارة والقفازات. وحاليًّا بدأ العمل على نطاق صغير في أمريكا، وخلال سنوات قليلة ستكون منتشرة في كل مكان.

ولا يقتصر الميتافيرس على فيس بوك فقط، ولكن الشركات الكبرى الأخرى بدأت تسعى لعمل ميتافيرس خاص بهم، وستنشأ مشكلة جديدة هي كيفية الربط بين تلك العوالم المتعددة للشركات المختلفة.

ثم وجه عزمي السؤال إلى الدكتور محمد أحمد مرسي حول ماذا عن حقوق الإنسان في عوالم الميتافيرس؟ والذي تحدث حول التغيرات التي ستنشأ نتيجة ذلك الوافد الجديد، ففي إسبانيا مثلًا تتحدث كتالونيا عن استقلال افتراضي فهل سيسمح الدستور الإسباني بذلك؟ وعلى مستوى المستخدمين، سوف تنشأ قبائل افتراضية تكون نوعًا من الأفكار الجديدة التي تبدأ في نشرها وتغيير النظم السياسية للمجتمعات، ولا بد من دراسة ذلك ودراسة تأثيره والاستعداد له.

وعلى صعيد آخر، رأت الدكتورة منى الحديدي أن للميتافيرس مخاطر عديدة على المستوى الاجتماعي والسياسي، وحتى على مستوى التفاعل بين البشر.

وتحدث الدكتور هشام عبد الحميد حول العلاقة بين علم النفس والتكنولوجيا، ولا سيما ما يعرف بالميتافيرس، وقارن الإعلامي حسين حسني بين وسائل الإعلام وكيف يحل بعضها محل بعض، وطرح تساؤلًا حول استعداد شركة ميتا أو فيس بوك سابقًا هي الشركة التي تسيطر بنسبة كبيرة جدًّا على سوق الإعلام الجديد، أن يتنازل عن هذه السيطرة القوية على وسائل الإعلام؟ وتحدث الدكتور حسام لطفي حول خطورة الذكاء الاصطناعي، وجمع البيانات، مشيرًا إلى ما يمكن تسميته بالقرين المعلوماتي، يعلم تمامًا كيف يفكر الشخص، لدرجة قدرته على توقع المستقبل، وحلول محل الشخص ذاته.