أكد المشاركون في ندوة "المعجم التاريخي للغة العربية"، التى عقدها مجمع اللغة العربية بالشارقة بالتعاون مع اتحاد المجامع اللغوية بالقاهرة اليوم الجمعة ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولى فى دورته ال53 ، أن فكرة المعجم هي "ضرورة هوية" ومسألة جوهرية لمستقبل العرب جميعا.
وقال الدكتور مأمون وجيه عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة وأستاذ النحو بكلية دار العلوم ورئيس اللجنة العلمية بالمعجم التاريخي، إن المعجم أحد أهم المنجزات في سبيل التوصل إلى إجابة على سؤال الهوية، واللغة هي أصل الهوية وأداة تسجيل التاريخ والتراث بوصفها الوعاء الذي يتشكل بداخله الفكر وتتطور الشخصية، بوصفها ضرورة هوية.
وأوضح أن المجتمعات تنشأ المعاجم التاريخية للتأسيس وتأصيل هويتها، مشيرا إلى أن اللغة الإنجليزية وضعت معجمها التاريخي نهاية القرن18 بينما وضعت اللغة الفرنسية معجمها في أواخر القرن 17، لافتا إلى أن من المعوقات التي واجهت إنشاء المعجم كان على رأسها الدعم المادي وصعوبة العمل الجماعي، وأبرزها كان موقف اللغة العربية من الحوسبة والبرمجة فلا يوجد مدونة رقمية تشمل علوم ومصادر اللغة العربية.
وألمح وجيه إلى أن أول خطوة في إنشاء المعجم التاريخي العربي هي تهيئة الجو عن طريق اتحاد المجامع العربية وإنشاء مقر له برعاية الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة.
وفي السياق نفسه، أكد الدكتور محمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع الشارقة للغة العربية والمدير التنفيذي لمشروع المعجم العربي التاريخي أن صعوبة مشروع تأريخ اللغة العربية يأتي من قدمها إذ أنها تبدأ منذ 900 سنة قبل الإسلام بينما تاريخ اللغة الإنجليزية كله 800 عام، لافتا إلى أن ذلك ما أخر إنشاء المعجم التاريخي للغة العربية عن باقي اللغات على الرغم من أن العالم يشهد أن العرب هم أول من أنشأ المعاجم.
وأوضح أن مشروع إنشاء المعجم التاريخي العربي يعود إلى 85 عاما منذ إنشاء مجمع اللغة العربية في القاهرة، وحينها طرحت الفكرة وترأس اللجنة وقتها المستعرب أوجست فيشر متأثرا بالمعجم التاريخي للغة الألمانية الذي وضع في القرن 19 واستغرق الانتهاء منه 130سنة.
وحول ضرورة المعجم التاريخي للغة العربية، أشار إلى أن المعجم يتتبع تاريخ الألفاظ وليس معاني الكلمات وأصولها ومشتقاتها، لافتا إلى أن المعاجم القديمة كانت عامة وليست على منهج دقيق.
وفي نوفمبر الماضي تم اطلاق 17 مجلدا الأولى خلال الدورة ال٤٠ من معرض الشارقة للكتاب.
وانطلقت الدورة الـ53، من معرض القاهرة الدولى للكتاب وتستمر حتى 7 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، والتي تحتفي بيحيى حقي وعبد النواب يوسف كشخصيتي المعرض، وتحل علي المعرض دولة اليونان كضيف شرف، ومن المقرر أن يشهد المعرض العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية، مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية للوقاية من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
وكانت اللجنة العليا للمعرض قد قررت اختيار محور "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل" كشعار للدورة الحالية.