الجمعة 26 ابريل 2024

في محبة أصحاب العلم.. سارة حجي وأخواتها

مقالات31-1-2022 | 16:25

يشعلون الضوء من أجل الإنسانية، يعيدون كتابة التاريخ، يشيدون قصورا من علم، ويرسمون صورة استثنائية تمزج بين تاريخ الأجداد العظام واستشراف المستقبل، ينفضون التراب عن ذلك العقل الذي استسلم للكسل في بعض من تاريخه.

 في محبة أصحاب العلم أسطر قليلا من كثير في حق سارة حجي وأخواتها، في محبة من قالوا نحن أحياء نملك عقول مبدعة تساهم في تضميد جراح الإنسانية، من قالوا بعلمهم نحن أحفاد من عجز الباحثين في أعرق جامعات العالم اقتحام أسرار علومهم نحن أحفاد من شيد الأهرامات وسبر أغوار العلم، نعم نملك العلم والقدرة على البناء.

حينما فقدت الباحثة المصرية في بحوث السرطان بجامعة هايدلبرغ الألمانية، سارة حجي، إحدى قريباتها قبل عشر سنوات والتي كانت تستعد لحفل زفافها بسب السرطان شكل ذلك الحدث المؤلم نقطة تحول في حياتها، كان دافعًا لها لمساعدة المصابين بهذا المرض اللعين، من خلال البحث واكتشاف طرق علاج متطورة.

سارة حجي خريجة كلية الصيدلة بالجامعة الألمانية بالقاهرة عام 2012، حصلت على ماجستير على نفقتها الخاصة انتهيت منها عام 2015، ثم بدأت رسالة الدكتوراة عام 2017، وبدأت بحثها العالمي عن السرطان منذ عام 2014.

وحصلت على درجة الدكتوراة عام 2020، وتمت التوصية بنشر رسالة الدكتوراة في الموسوعات العالمية، وبالفعل تم نشر بحثها .

في مجال السرطان عام 2020 في مجلة نيتشر العالمية، والتي تعد أرقى المجلات العلمية، وأوسعها انتشارا في العالم وفي الأوساط العلمية.

فازت "حجي" بجائزة "ريشتسينهاين" من المركز الألماني لأبحاث السرطان كأفضل بحث في مجال السرطان في ألمانيا.

والنموذج الثاني هو الدكتور أحمد صادق الفائز بجائزة ألمانية مرموقة، لاكتشافه إنزيما جديدا يساعد في فهم عدم استجابة بعض مرضى السرطان للعلاج المناعي.

خلال 3 سنوات من 2018 إلى 2021 نشر 14 ورقة بحثية في مجلات علمية مرموقة مثل Cell وNature Communication، كما سجل 3 براءات اختراع دولية، وحصل على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف من جامعة هايدلبرغ في ألمانيا في الأحياء والمعلوماتية الحيوية.

أما النموذج الثالث هو للمهندسة رانيا الغباشي أول وأصغر مهندسة ميكانيكا مصرية وأفريقية وعربية تفوز بجائزة "ستيفي" للسيدات في مجال الأعمال لفئة صناعة السيارات، متفوقة على 1500 مهندسة من 33 دولة في العالم، تخرجت من جامعة المنوفية، وبعدها واجهتها صعوبات متعلقة بعدم قبولها في عدد كبير من الوظائف كونها أنثى، لكنها بدأت العمل في مصنع لصناعة الألواح المعدنية فيما بعد.

وأنا أسطر تلك الكلمات في محبة هؤلاء العلماء أشعر بالفخر لأني أقدم نماذج حقيقية تملك أدوات تحقيق الحلم تلك النماذج هي التي يجب أن تسود في عالمنا العربي والمصري، هؤلاء هم من يصنعون المجد ويسطرون كتب التاريخ، ويشيدون وطن قوي قادر علي تحقيق التنمية والرفاهية، علينا إدراك أن لدينا مسئولية خطيرة وعظيمة، فمن يملك القلم والقدرة علي صناعة المحتوي والتأثير، يمكنه أن يساند وطنه بتسليط الضوء علي تلك النماذج وإلا دفع المجتمع والأجيال المقبلة إلي الهوية والجهل، وهجرة العقول وإفراغ الوطن من أهم وأغلى ثرواته.

خلال العام 2008 سافرت في رحلة عمل إلى الولايات المتحدة، وعلى هامش الرحلة وفي مأدبة عشاء بدعوة كريمة من السفير سامح شكري سفير مصر بالولايات المتحدة الأمريكية آنذاك التقيت بعدد من أساتذة الجامعات المصريين العاملين في الجامعات الأمريكية، وخلال المناقشات حول أهمية العلم أدركت أن معظم الجامعات والمراكز البحثية هناك تعتمد علي جذب العقول المهاجرة، وهو ما تقيم علية الولايات المتحدة حضارتها، وجانب ليس بقليل من تلك العقول مصريين بالأساس، وفي اعتقادي إنهم الثروة الحقيقة لبلادنا.

وعلينا أن نطور من نماذج المراكز البحثية لدينا، وندعمها ماديا بقدر ما نستطيع، وأن نربط بين الأبحاث العلمية وحل المشكلات التي تواجه الصناعة لتقديم منتج مصري خالص قادر علي المنافسة، فالعلم هو شعلة الضوء التي تضيء الطريق للتنمية المستدامة.  

وقناعتي الراسخة أن دعم العلم والعلماء هو السبيل للصعود إلى قمة سلم الحضارة، فهؤلاء هم من يمكنه اكتشاف دواء لداء فتاك، يمكنهم تطوير أجهزة تساهم في تطوير حياة الإنسان.

Dr.Randa
Dr.Radwa