السبت 29 يونيو 2024

العلاج بالقرآن.. انتبه من فضلك أنت تتعرض للنصب

2-7-2017 | 21:33

مع زيادة البطالة وارتفاع نسب الفقر  يلجأ الكثير من ضعاف النفوس للبحث عن مصدر للرزق، والتربح حتى لو كان ذلك عن طريق استغلال  المواطنين  واللعب بعقولهم واستغلال ما يمرون به من ظروف نفسية أو اجتماعية وأسرية، وإيهامهم بأنهم يستطيعون حل كل هذه المشاكل.

وظهرت كلمة معالج قرآني كثيرا خلال الفترات الماضية لتصبح مهنة يتربح منها الكثيرون من خلال اللعب على وتر المشكلات النفسية والاجتماعية، وظهرت الكثير من الإعلانات للمعالجين في القنوات الفضائية، فهل كل من يطلق على نفسه معالج قرآني يستطيع ذلك؟

السطور التالية تجيب على هذا السؤال:

في البداية تقول سالى  44 عاما : لاحظت منذ سنوات تزايد كبير في أعداد من يطلقون على أنفسهم لقب معالجين، مضيفة أن الرقية الشرعية موجودة على شبكة الإنترنت، ومن الممكن سماعها فى أي وقت للشعور بالراحة النفسية،  لأن القرآن يبعث الراحة والطمانينة والاستعاذه بالله هى ملجأنا إليه.

وأضافت أن لديها العديد من الصديقات اللاتي ذهبن إلى المشايخ لأسباب كتأخر الإنجاب والزواج، وتعرضوا كثيرا للنصب من المشايخ دون نتيجة.

وقالت إن الإنسان عندما تحدث له مشكلة يتعلق دائما بأي أمل لحلها ولكن يجب أن يكون قلبه معلقا بالله لأنه سبحانه وتعالى قال فى كتابه الكريم (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)  فاللجوء يجب أن يكون لله فقط.

وتقول ابتهال 30 عاما: إنها كانت تعاني منذ سنوات بفشل فى حياتها من شغل  وزوا ج فبدأت تطرق أبواب هؤلاء المعالجين، وذهبت لأحدهم، وكان في البداية يقول إنه مبياخدش فلوس وإنه بيعالج لوجه الله، ثم يطلب فلوس علشان زيت مقروء عليه، وفلوس للأعشاب، دون جدوى، واستمررت على ذلك من معالج لآخر حتى أصابتني حالة من الاكتئاب  الشديد ثم هداني ربي  للوضوء وقراءة القرآن،  فالله سبحانه وتعالى وضع فى القرآن كل ما ينجينا من المهالك ولكن الاستسلام للتفكير  والخوف من المشكله سيلقي بالإنسان إلى دوامة هؤلاء التجار باسم الدين .

وتضيف سعاد 26 عاما: إنها تقدم لخطبتها أكثر من شاب ولم يستمر  الموضوع، ثم بدأت والدتي تبحث عن معالج لأنها شكت أن يكون أحد أقاربى عملي سحرا  فوصفت لنا إحدى صديقاتنا  معالجا وقالت مبياخدش فلوس، فوالدتى قالتلي اكيد ده معالج صادق، ومش دجال وعندما ذهبنا لمقره وجدنا أعدادا كبيرة منتظرين الدخول ورسوم الخول 20 جنيها والمستعجل 30 جنيها،  وانتطرت فوق الثلاث ساعات حتى تمكنت من الدخول  وبعدها  قرأ على رأسى وقال  عندك مس شيطاني، وأعطاني زيتا وورقا مكتوبا عليه آيات قرآنية، وقال لي ادفعي عشرين جنيها ثمن الزيت شعرت كأني في عيادة دكتور وثمن الكشف والعلاج وأخدت العلاج، ولم أشعر بتغير أموري للأفضل و أدعو الله أن يمن عليا بالشفاء .  

 

ويعلق الدكتور حسن الخولي أستاذ علم الاجتماع على ذلك قائلا: إن الإعلانات التي نراها على شاشات التلفاز عن معالجين بالرقية لعلاج السحر والمس لا يدل غير أن هناك علامة انحراف  فكري في المجتمع.

وأضاف الخولي أن الإعلام لابد ألا يكون أداة لإلقاء هذه الخرافات والأشياء الغيبية فى عقل المشاهد  لأن الإعلام مهمته  هو إنارة العقول وليس وسيلة للربح فقط وإلا أصبح الإعلام  مهمة تجارية  ولم يكن ذلك  هو الهدف الحقيقي للإعلام، وقال الخولي إنه يدعو الموطنين إلى الابتعاد عن هؤلاء الدجالين وألا ينساق وراء مثل هذه الإعلانات عن علاج السحر  والمس  وغيرها حتى لا يقع ضحية النصب.

ويؤكد الخولي أن الجهل وراء انتشار هذا العدد الكبير من هؤلاء الرقاة  والتى تعد ظاهرة سلبية وأضاف أن المشاكل الأسرية هي المدخل الرئيسي لسيطرة تلك الأفكار على العقول ليقعوا ضحية جرائم نصب واحتيال .

 

 ويشير  الدكتور أحمد كريمة استاذ الشريعة  الإسلامية بجامعة الأزهر إلى أن المجتمع إذا كثر فيه التخلف المعرفي  سيسير بالفعل وراء الشعوذة والدجل مؤكدا أنه لا يوجد في الإسلام  شيء اسمه علاج بالقرآن، لأن الله سبحانه وتعالى ذكر فى كتابه الكريم: ( لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين).

ويضيف كريمة أن الرسول صلى الله عليه وسلم  أمرنا بالتداوي وقال: “إن الله ما أنزل داء إلا وأنزل له الدواء”،  ووصف ما يدعيه البعض بعلاج  الامراض العضوية بسور القرآن  بأنه افتراء على الدين  وأن الامراض العضوية من يقوم بعلاجها هو الطبيب.

وأضاف كريمة بأن الوهابية هم الذين نشروا هذه البدع والخرافات لأن الروح لا تمرض، والنفس هى التي تمرض، والكثير يعاني من أمراض نفسية علاجها الطب النفسي،  وليس هؤلاء المدعين.

وقال كريمه كلما كان الإنسان تقيا وعنده يقين بالله  يصبح قويا لا يهدد بسحر ولا مس، مشيرا إلى ضرورة النظر للشعوب الغربية،  لماذا لم ينساقوا وراء هذه الأفكار  فالعرب فقط هم من ينساقون وراءها  فلابد من عدم تضخيم الموضوع لأنها اصبحت مظهرا من مظاهر التخلف فى مجتمعنا.

وأكد كريمة على ضرورة معاقبة هؤلاء الدجالين بتهم  النصب على المواطنين وان تكون هناك أحكام رادعة  ضد هؤلاء ومحاكتهم بتهمة ازدراء الأديان

كما ناشد كريمة مؤسسة الأزهر بتكثيف التوعية العلمية والتوعية من خلال المساجد والقنوات الفضائية.