الجمعة 10 مايو 2024

الإعلام.. والأهداف الوطنية

مقالات19-2-2022 | 19:48

من المهم للغاية أن يكون إعلامنا وإعلاميونا هدفهم الوحيد هو مصلحة الوطن والحفاظ على أمنه القومي.. وتحقيق وترسيخ الوحدة والاصطفاف.. وبناء الوعى الحقيقي.. والفهم الصحيح وعدم تشجيع الرديء والإساءة إلى منظومة الأخلاق المصرية ومؤسسات الدولة.. وعدم المساس بالثوابت الدينية واحترام رموز الأديان.. لكن هناك قليلاً من الإعلاميين لديهم «هوس» الظهور، و«خالف تُعْرَف».. ويجدون لذة ومتعة فى محاولة شق الصف، وبث الفتنة والإساءة إلى الأنبياء والخلفاء، بما يخالف ما تربينا عليه.. وإحداث الشقاق فى المجتمع.. واستفزاز بعض فئاته بالتقول عليهم بما يخالف عاداتهم وتقاليدهم.

من هنا يحدث الخروج عن المسار.. وتغييب أهداف ومصلحة الدولة التى يسعى الإعلام المصرى بكل شرف ودأب لتحقيقها فى مرحلة دقيقة تتسابق قوى ومنابر الشر فى محاولة للنيل من الوعى والعقل والوجدان المصرى بأساليب كثيرة باءت جميعها بالفشل.. لذلك علينا أن نعى خطورة ما يفعله «بهلول» عفن اللسان والشكل، والمظهر والمضمون وصديقه الآخر «المسعور» مالاً ودُنيا وتدنياً.. الذى لا يشبع من المال، وجاهز لبيع أى شيء.

الدولة المصرية أهدافها واضحة.. وسياساتها أكثر وضوحاً.. أصبح المواطن البسيط، ولا أقول النُخب والإعلاميين والصحفيين يحفظونها عن ظهر قلب، بل والعالم أصبح يفهم أهداف مصر وسياساتها.
الدولة المصرية تريد وضع هذا الوطن على طريق البناء والتقدم والتنمية الشاملة والمستدامة، وامتلاك القوة والقدرة المؤثرة.. وطن قوى وقادر على تحقيق آمال وتطلعات الشعب، واستعادة الأمجاد والمكانة المصرية على كافة الأصعدة داخلياً وإقليمياً ودولياً، وأن هذا لن يتأتى إلا بالأمن والاستقرار واللُّحْمَة والاصطفاف.. وأن نكون جميعاً كما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى مراراً وتكراراً على قلب رجل واحد.

وحدة الشعوب لا تأتى صدفة أو من فراغ فى ظل هجمات وحملات ممنهجة لضرب التلاحم الوطنى بالأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك، ومحاولات لبث الفتنة والانقسام والتشرذم، وأفكار غريبة ومستوردة تخالف منظومة القيم الأخلاقية المصرية، وتجافى تعاليم الأديان، ولا تناسب مجتمعاتنا، ولا تتماشى مع الهوية المصرية والعادات والتقاليد الراسخة.

الدولة المصرية أيضاً تكافح التطرف والتشدد والتعصب، الذى أفضى إلى الإرهاب الأسود، والقتل وسفك الدماء باسم الدين والمتاجرة به، وتهدف إلى تجديد الخطاب الدينى بما لا يمس الثوابت الدينية، وبما يواكب ويناسب، وبما لا يخالف النصوص الثابتة والمستقرة، التى اتفق عليها علماء وأئمة المسلمين من أهل العلم والذكر الموثوق فى علمهم.

الدولة المصرية أيضاً تدعو العالم المأزوم، وتضع رؤيتها للنجاة من براثن التطرف والتشدد والإرهاب من خلال احترام الأديان والمعتقدات والرموز الدينية سواء فى الدين الواحد، أو مختلف الأديان.. لذلك العالم حتى يتمكن من ترسيخ ونشر التسامح والتعايش واحترام الآخر.. مطالب بالوصول إلى صيغة ورؤية لإرساء قواعد الاحترام المتبادل للأديان ورموزها الدينية، وأيضاً فإن أصحاب الدين الواحد أو على مستوى داخل الدول على الجميع أن يحترم خصوصية هذا الأمر، وعدم بث الفتنة والشقاق من خلال تشويه معتقدات الناس وتعاليم الأديان الثابتة والمستقرة، والخروج على إجماع الأئمة والمؤسسات الدينية المصرية العريقة، التى يأخد منها الناس دينهم.

إن أخطر وسائل نشر الفتنة وضرب اللُّحْمَة وإحداث الاحتقان فى الشارع.. وأجواء الريبة والتشكك، هى الإساءة للأديان والرموز الدينية.. والتجرؤ عليهم والتقليل من شأنهم والتقول عليهم.. ونشر الأكاذيب عنهم.. والسماح لغير المتخصصين وأهل العلم المتعمق فى التعاطى مع القضايا الدينية وسِيَرِ الأنبياء والصحابة والصالحين عن جهل ودون علم، فقط لمجرد مشاعر كراهية وروائح إلحاد تُزْكِم الأنوف.. واستيراد أفكار غريبة تتبناها بعض القوى الإقليمية فى إهانة الصحابة والتجرؤ عليهم.. وتنفيذ مشروعات مشبوهة لصالح دول وأجندات.

إن كل محاولات اختراق الوعى والعقل المصرى باءت بالفشل.. وفشلت أيضاً جميع محاولات ضرب اللُّحْمَة المصرية، وسقطت كل محاولات الإرهاب والإعلام المعادى الذى يبث السموم والأكاذيب والشائعات، ويحاول هز الثقة والوقيعة بين مؤسسات الدولة والشعب، لذلك نرصد الآن محاولات من نوع جديد تسعى لتحقيق نفس الأهداف التى فشلت فيها كل المحاولات السابقة والقديمة.

أيضاً الدولة المصرية لديها أهداف واضحة فى العمل على استعادة قوة وتوهج قواها الناعمة التى نجحت خلال عقود طويلة فى بناء الوعى والوجدان العربى والأفريقى وكافة شعوب المنطقة سواء فى الفنون مثل السينما والمسرح والغناء.. وهناك رموز وأعلام فى هذا المجال، بالإضافة إلى قوة الثقافة المصرية وتنوعها وعمقها الإبداعى والحضارى حتى نالت مصر من خلال أديبها العالمى نجيب محفوظ جائزة نوبل.. وهناك أيضاً عبقرية الإنسان المصرى فى كل المجالات من الذين كانت لهم بصمة فى معظم دول العالم المتقدم مثل الدكتور أحمد زويل، ومصطفى السيد، وفاروق الباز، وهانى عازر، ود.مجدى يعقوب.. وغيرهم الكثير والكثير، الذين أشاعوا العلم والإبداع والاختراعات والابتكارات، التى أضافت قدراً هائلاً على طريق التقدم البشرى والإنسانية.

الدولة المصرية أيضاً، وحتى نصل إلى ما نريد الحديث عنه فى هذا المقال، لديها هدف استراتيجى يمثل أهم أدواتها وأسلحتها فى الحفاظ على أمنها القومي.. اصطفاف ووحدة شعبها، هو بناء الوعى الحقيقي.. والفهم الصحيح سواء لتحدياتنا التى تواجه الدولة المصرية وما أكثرها، أو للتواصل مع المواطن وإحاطته بجهود وإنجازات ونجاحات الدولة، سعياً لتحقق آماله وتطلعاته فى «حياة كريمة» ودولة متقدمة.. أو بناء الفهم الصحيح والإلمام بالمتغيرات الإقليمية والدولية وتأثيراتها على مصر.. وكذلك كشف حقيقة الكيانات والدول التى تعيث فى المحيط الإقليمى من أجل تنفيذ أجنداتها وأطماعها وأوهامها.. وفضح الكيانات الإرهابية التى تبث سموم التشدد والتطرف والإرهاب، ووضع المواطن المصرى أمام حقيقتها وأهدافها، وما يحاك لمصر من مؤامرات ومخططات لضرب الوعى المصري.. واختراق الهوية المصرية.. وترسيخ ثقافات وسلوكيات وأفكار غريبة وشاذة فى الوجدان المصري.

إذن.. هل لدينا وقت أو مجال للتشرذم والاختلاف والانقسام وإحداث الفتنة من خلال أحاديث وإعلام لا يسمن ولا يغنى من جوع؟.. هل فى كل هذه الأهداف والثوابت والتحديات والحروب الثقافية والإعلامية الطاحنة التى تستهدف مصر، هل لدينا وقت لإشاعة مناخ الفوضى الإعلامية.. والحديث فى أمور تبعدنا عن تحدياتنا وأهدافنا الحقيقية.. وتسمح لأعدائنا باختراق عقولنا.. واستغلال المهاترات التى يروجها بعض الإعلاميين فى الحديث فى أمور دينية ليس لهم علاقة بها.. أو الترويج لأفكار شاذة وغريبة، أو التمادى فى الإساءة للأديان والثوابت والرموز الدينية؟.

السؤال أيضاً: هل فى ظل التحديات والأهداف المصرية وأبرزها بناء الوعى الحقيقي، واستدعاء وهج القوة الناعمة المصرية، يخرج علينا البعض فى الاستخفاف بعقول الناس، والسعى لبث الفتنة من خلال سلاح وأمر خطير جداً، وهو الدين؟.. وهل هؤلاء الذين يفتون ويتحدثون دون علم وبجهل مطبق، لا يدركون خطورة ما يفعلون من خلال الانحراف عن الأهداف المصرية ومعاكستها، وضرب الاصطفاف واللُّحْمَة الوطنية؟

هل من المقبول أن تسعى الدولة بكل مؤسساتها الثقافية والإعلامية والفنية، ونقاباتها المهنية لترسيخ الارتقاء بالذوق العام، والعمل على النهوض والارتقاء بالقوى الناعمة المصرية، وتحارب الرديء والمبتذل، والفن الهابط.. ونرى أن هناك من يشجعهم ويدعمهم ويقويهم ويهاجم القرارات التى اتخذها أهل التخصص والمسئولية.

إن هناك أموراً تثير الشك والريبة.. وأنا هنا لا أتهم أحداً ممن يتحدثون فى أمور تخالف وتجافى الأهداف التى وضعتها الدولة المصرية فى بناء الوعى الحقيقي، وتعزيز القوى الناعمة المصرية والحفاظ على مصداقية المؤسسات الدينية والثقة الدولية فيها.. من خلال خطاب إعلامى يفتئت على أهدافنا وثوابتنا.. ويخرج عن المسار الذى وضعناه من أجل الحفاظ على الوحدة والتلاحم المصري، الذى هو أهم سلاح.

الحقيقة أن هناك محاولات كثيرة لإحداث وقيعة بين فئات الشعب المصري.. وباءت جميعها بالفشل.. فالمصريون على قلب رجل واحد.. والوحدة الوطنية فى أوج ازدهارها،والعالم يشيد بنا فى التسامح الديني.. ولكن من الواضح أن هناك وسائل خبيثة أخرى تريد وتسعى للنيل منا سواء فى استهداف قوانا الناعمة، وتشويه الفن المصرى ورموزه.. أو استهدافنا بالأعمال الفنية التى تحمل أفكاراً وسلوكيات وثقافات شاذة ومستوردة، سواء من خلال الترويج للإباحية والدياثة والمثلية، ومصر لا تعرف هذه الثقافات.. لكن هناك موجة غريبة وممنهجة وممولة لاختراق العقل والوجدان والمعتقدات ومنظومة القيم المصرية والعربية، أمام كل هذه الاستهدافات، ومحاولات الاختراق، يجب ألا نخرج عن النص والمسار ونركز فى تحقيق أهدافنا من خلال إعلام قوى يهتم بالقضايا الجادة والرسائل المهمة، ولا يغذى القضايا الجدلية وترويج الإساءات أو محاولات المساس بالثوابت والقيم، وتكريس الاختلافات بهذه الأجواء، لا يمكن أن تَمَكَننا من مواجهة تحدياتنا وتحقيق أهدافنا.

محاولات الإساءة على سبيل المثال إلى أهالينا فى الصعيد، والتقول عليهم بأشياء لا تمت للحقيقة، أو الواقع والتاريخ بصلة.. والسؤال: ما فائدتها سوى إضاعة الوقت وإهدار الطاقة، وشق الصف، وترويج الفتن.. لذلك على هؤلاء المنظرين والمدعين والمندسين أن يفهموا ويقرأوا صيغة الأهداف المصرية.. فإذا كان الجهل بها وحُسن النوايا وعدم القصد، فهناك أمل فى الإصلاح والتقويم.. أما إن كانت النوايا خبيثة ومتعمدة إحداث الفتنة، وشق الصف من خلال محتوى إعلامى ليس له علاقة بالإعلام الوطنى الذى يوحد ولا يفرق.. ويحترم الثوابت ولا يسيء إلى فئة أو شريحة.. يعمل على تحقيق أهداف الدولة الوطنية ودعم مؤسساتها.

فى اعتقادى أن مخالفة الأهداف الوطنية فى السير عكس توجهاتها وبوصلتها هو خيانة.. وكذلك فإن السعى لإحداث الشقاق والفتنة وضرب اللُّحْمَة والاصطفاف الوطنى وتزييف الوعى هو خدمة لأعداء مصر وتدعيم لأهدافهم الشيطانية.. وتحقيق ما فشلوا فيه خلال سنوات طويلة.

من هنا علينا ألا نترك الأمور للفوضويين والمرضى والمنظرين «الفشنك» عُتاة الجهل والكراهية والموالين لأجندات غريبة وشاذة، فإنى أشتم رائحة فى أحاديث الإفك التى يروجها هذا المعتوه المختل المدعي، فى مضامين تبثها قنوات تابعة لإحدى الدول فى الإقليم، تسب وتسيء إلى الصحابة وتفسر الدين ونصوص القرآن على هواها.

فى اعتقادى أن هذا المدعى عفن اللسان لابد أن يتوقف.. على غرار إماطة الأذى عن طريق الوحدة، فأمثاله لا نرجو منهم نفعاً أو فائدة.. يعانى من تضخم وانتفاخ الذات، والاستعلاء الممقوت، ويمثل خطراً حقيقياً على وحدة الصف واحترام الثوابت والأخلاق والأديان والرموز والتقاليد الراسخة.

هناك أيضاً من لا يعرف سوى عبادة المال، لا تحكمه قيمة أو مبدأ، أو أخلاق أو وطنية.. يبيع كل شيء من أجل المزيد من المال.. لذلك فلا عجب فى تبنيه للفن الهابط والمبتذل، وعدم السير فى ركاب أهداف الدولة فى ترسيخ الرقى والإبداع والفن الحقيقي.. ويتحدث بلسان الآخرين الطامحين إلى اختطاف مقومات مصر فى امتلاك القوى الناعمة.. ونسى أن هذه الأمور لا تُباع ولا تُشْتَري، بل هى قدر ومؤهلات حضارية وتاريخية وبشرية وجينات من الإبداع تسرى فى دماء المصريين.. ومهما أنفقت على محاولة امتلاكها، فهو درب من دروب الخيال.. فإن للإبداع والرقى والثقافة والحضارة دولها وشعوبها.

الحقيقة أن الانحراف عن الأهداف المصرية من قبل البعض يمثل خطراً كبيراً، ومن المهم للغاية أن نمسك بتلابيب مسارنا الصحيح، نحو تحقيق أهدافنا.. وفى اتجاه بناء الوعى الحقيقي.. واستعادة قوانا الناعمة.

تحيا مصر

Dr.Radwa
Egypt Air