الجمعة 22 نوفمبر 2024

أخبار

«الوزراء»: نهدف لمساهمة أنشطة الذكاء الصناعي بـ 7.7% من الناتج المحلي بحلول 2030

  • 20-2-2022 | 10:38

مركز المعلومات

طباعة
  • حسن محمود

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، عددًا جديدًا من سلسلة «رؤى على طريق التنمية»، بعنوان «التكنولوجيا المالية الفرص والتحديات»، بهدف دراسة قطاع التكنولوجيا المالية في مصر وتحليل أدواته والبحث عن تأثيره على الاقتصاد، ويمتد إلى تحليل التحديات التي تواجه توسع القطاع الخاص في خدمات التكنولوجيا المالية، كما يتطرق إلى تطور التكنولوجيا المالية عالميا وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويقوم بتحليل وضعها في مصر مع توضيح جهود الحكومة لدعم هذا القطاع.

وأشار التقرير إلى أن قطاع التكنولوجيا المالية شهد زيادة مطردة في حجم الاستثمارات العالمية خلال الفترة من 2017-2020، بنسبة 77.9%، وبدأ ظهور اتجاه عام بزيادة ثقة المتعاملين في قطاع خدمات التكنولوجيا المالية بحلول عام 2017؛ وأعرب 30% من المستهلكين عن خططهم لزيادة استخدام الخدمات المالية غير التقليدية في المستقبل، كما صرحت 77% من المؤسسات المالية عزمها زيادة الابتكار في خدماتها المالية، وأعقب ذلك ارتفاع معدل تبني المستهلكين التكنولوجيا المالية من 33% عام 2017 إلى 64% في عام 2019.

وأضاف المركز أن جائحة كورونا وما ارتبط بها من إغلاق جزئي أو كلي في مناطق مختلفة من العالم، ساهم بالإسراع من وتيرة التحول الرقمي، وزادت تفضيلات الأفراد للمعاملات المالية الرقمية والقنوات المصرفية الإلكترونية مقابل التعاملات النقدية، ما انعكس على زيادة حجم الاستثمار العالمي في هذا القطاع إلى نحو 105.3 مليار دولار في عام 2020، الأمر الذي دفع الحكومات لمزيد من الاهتمام بهذه الأدوات المالية الحديثة، ومن المتوقع سيطرة الأنشطة الاقتصادية الرقمية على 60% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي خلال عام 2022.

وذكر المركز أن الإحصاءات الأخيرة لعام 2019 أوضحت أن نحو 25% من المشروعات الصغيرة والمتوسطة حول العالم، تتعامل بخدمات التكنولوجيا المالية لتوفير وسائل دفع رقمية أكثر مناسبة لعملائها، والتغلب على صعوبات الملاءة المالية التي تشترطها المؤسسات المالية التقليدية، إضافة إلى أن خدمات التكنولوجيا المالية توفر خدمات مصرفية مرنة وآمنة وسريعة ومنخفضة التكاليف مقارنة بالخدمات التقليدية نتيجة للمرونة التي تتمتع بها نماذج الأعمال التي تقدمها في مواجهة الاحتياجات المختلفة، مضيفا أنّه رغم المزايا التي تمنحها خدمات التكنولوجيا المالية لجانبي العرض والطلب، فإنّها تحمل عدد من المخاطر ترتبط بطبيعة نماذج الأعمال التي تخلقها، وتعد مخاطر الأمن السيبراني Risks Cyber أحد أهم هذه المخاطر.

وأضاف التقرير أن صناعة التكنولوجيا المالية تُعد هي الصناعة الأكثر رواجا في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية، وحصد القطاع نحو 237 مليون دولار و181 صفقة في الفترة من 2015 إلى 2019، واستحوذ على 16% من الصفقات في النصف الأول فقط من عام 2020 بنسبة زيادة 2% عن عام 2019.

وأشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إلى بذل الحكومة المصرية جهدًا وفيرًا لتهيئة بيئة تشريعية وتنظيمية مواتية لاستيعاب خدمات التكنولوجيا المالية، في إطار استراتيجية «رؤية مصر 2030»، لخلق اقتصاد رقمي تنافسي والتحول إلى اقتصاد غير نقدي، ومن أهم هذه الجهود حركة الشمول المالي التي يقودها البنك المركزي المصري، وتتضمن سلسلة من المبادرات والسياسات التي أطلقت خلال العامين الماضيين، منها إطلاق استراتيجية الابتكار والتكنولوجيا المالية في مارس 2019 وإنشاء مركز التكنولوجيا المالية، وتخصيص مليار جنيه في 2019 لتمويل استثمارات الابتكار في التكنولوجيا المالية، وإنشاء المجلس القومي للمدفوعات، وإطلاق منظومة المدفوعات الإلكترونية من أجل تحسين أداء المالية والموازنة العامة للدولة.

ونتيجة لذلك حقق القطاع نجاحا ملحوظا خلال العامين السابقين، حيث أعلن تقرير لصندوق النقد العربي عن تصدر مصر المركز الأول ضمن 9 دول عربية في عدد منافذ خدمات الدفع الإلكتروني والمحافظ الإلكترونية، وجاء ترتيب مصر الثالث عربيًا في توفر حلول التكنولوجيا المالية، كما ظهر استحواذ مصر على 25% من صفقات منطقة الشرق الأوسط في قطاع التكنولوجيا المالية خلال عام 2019 بعد الإمارات، وحققت مصر زيادة قدرها 18% في نسبة الصفقات خلال الفترة 2018- 2019، وتقدم ترتيب الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر 43 مركزًا في مؤشر القواعد التنظيمية للمحافظ الإلكترونية للهاتف المحمول الذى تصدره الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول GSMA.

وفى الإطار ذاته، أشار التقرير إلى أن عدد شركات التكنولوجيا المالية العاملة في مصر قفز خلال الأعوام الماضية، فوفقا لإحصاء في يوليو 2020، تقدّم نحو 84 شركة خدماتها في قطاع التكنولوجيا المالية المصري، وتتوزع نسب الخدمات المقدمة على عدة قطاعات حيث يستحوذ قطاع المدفوعات على نسبة 47% من الشركات التي يتركز عملاؤها في شرائح الدخل المنخفض، وتبلغ نسبة خدمات التكنولوجيا المالية في قطاع الإقراض 20%، وتظهر منتجات للتمويل الاستهلاكي، وتشكل كل من خدمات قطاع تكنولوجيا التأمين، وقطاع الإدارة المالية، وقطاع تكنولوجيا التنظيم نسبا متساوية 4% لكل منها.

وأكد التقرير أن مصر تهدف إلى الوصول بنسبة مساهمة أنشطة الذكاء الصناعي إلى 7.7% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، ويتطلب ذلك إحراز تقدم كبير في مجال التحول الرقمي وجمع البيانات التي تعتمد عليها تطبيقات الذكاء الصناعي، وترتبط بذلك كثافة في استخدام خدمات التكنولوجيا المالية أيضا.

ويقترح التقرير 5 محاور لتطوير بيئة عمل قطاع التكنولوجيا المالية في مصر، مشيرًا إلى أن هذه المحاور تتمثل في محور السياسات المتعلقة بالإجراءات والبيئة التنظيمية عبر تخفيف القيود على الاستثمارات الأجنبية الممولة لخدمات التكنولوجيا المالية وتوفير المزيد من رؤوس الأموال، ومحور السياسات المتعلقة بحماية المستهلك وأمن وسلامة المعلومات بحيث يتم من خلاله وضع إطار للأمن المعلوماتي، يهدف إلى رصد الهجمات الإلكترونية، وتوفير خطط الوقاية والتعافي منها، ومحور السياسات المتعلقة بالدعم الفني والتمويلي، من خلال دعم الشراكات بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية، لتوسيع قاعدة المتعاملين والاستفادة من حجم البيانات الكبيرة وتطوير الخدمات المقدمة، ومحور السياسات المتعلقة بتشكيل بيئة الإبداع وتوليد الأفكار، من خلال بناء روابط وتشابكات بين كل الجهات التي قد تلعب دورًا في عمليات الإبداع والابتكار، ومحور السياسات المتعلقة ببيئة العمل والنفاذ إلى الأسواق عبر تطوير بنية تحتية أساسية رقمية ومالية تُمكن من عملية جمع البيانات ومعالجتها ونقلها بكفاءة.

الاكثر قراءة