الأحد 16 يونيو 2024

"واشنطن بوست": الصين تسير على حبل مشدود في التعامل مع الأزمة الأوكرانية

القوات الأوكرانية

عرب وعالم22-2-2022 | 14:04

دار الهلال

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على موقف الصين من التحركات العسكرية الروسية في أوكرانيا، واصفة رد فعل بكين وتصريحات دبلوماسيها بأن الصين "تسير على حبل مشدود" فيما يخص أزمة شرق أوروبا.

وفي تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية الصيني وانج يي التي دعا فيها كل الأطراف الضالعة في الأزمة لضبط النفس وحل الأزمة من خلال المفاوضات، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي أنطوني بلينكن، لكنه ذكر في الوقت نفسه المخاوف الأمنية الشرعية للبلاد، في موافقة ضمنية منه إلى اعتبار روسيا لأوكرانيا مصدر تهديد لأمنها القومي.

ومن ناحية أخرى، حث سفير الصين لدى الأمم المتحدة خلال الاجتماع الطارئ الذي انعقد ليلة أمس الاثنين، كل الأطراف إلى السعي لحلول معقولة ومعالجة مصادر القلق لدى كل دولة بناء على المساواة والاحترام والمتبادل، فيما أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الثلاثاء، إلى أنها في تواصل مع كل الأطراف المعنية بالأزمة.

ورأت الصحيفة أن تعليقات الدبلوماسيين الصينيين بعد التزام روسيا بنشر قواتها في المناطق الانفصالية بأوكرانيا، دونيتسك ولوهانسك، والتي يعترف بوتين باستقلاليتها، يسلط الضوء على موقف الصين المتضارب بينما تتكشف أزمة أوكرانيا على خلفية العلاقات الدافئة بين موسكو وبكين.

ونوهت الصحيفة بأن بكين تؤكد دائماً أن سياسة عدم التدخل في شئون الآخرين واحترام الأراضي السيادية هما جوهر سياستها الخارجية، لكن بالنسبة للصين فإن دعم التحركات الروسية في أوكرانيا سيضر بعلاقاتها المتدهورة بالفعل مع دول الغرب، وفي الوقت نفسه فإن بكين حريصة على تعزيز علاقتها المزدهرة مع موسكو لمواجهة الجهود الأمريكية لقعمها كقوة عالمية.

وفي هذا الصدد، قالت بوني جلاسر، مديرة برنامج الدراسات الآسيوية في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة -مركز دراسات وأبحاث أمريكي رائد- إن "الصين ترغب في الحفاظ على علاقتها بروسيا، والالتزام بمبادئها، وتجنب العلاقات الضارة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

وأضافت جلاسر أن "إدارة تلك الأزمة قد تكون أصعب التحديات الدبلوماسية التي اضطر أن يواجهها (الرئيس الصيني) شي جين بينج".

ولفتت الصحيفة إلى الانسجام الروسي - الصيني مدللةً على ذلك بتوقيع روسيا والصين خلال افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في بكين هذا الشهر على بيان مشترك تتعهدان فيه بعلاقات غير محدودة بين البلدين، وكان ذلك مع تصاعد وتيرة أزمة أوكرانيا .. منوهةً عن أن التحرك الأخير لروسيا في أوكرانيا لم يحدث إلا بعد يوم من انتهاء فعاليات أولمبياد بكين.

وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن السفارة الصينية في أوكرانيا أصدرت، أمس الاثنين، تحذيراً لرعاياها هناك بتجنب المناطق غير المستقرة، لكنها لم توجههم لإجلاء شامل كما فعلت العديد من الدول الأخرى بعد التحرك العسكري الروسي.

وفي هذا السياق، قالت أماندا هسايو محللة الشؤون الصينية لدى مجموعة الأزمات الدولية إن الصين: "تواجه مأزقاً في هذه الأوضاع" .. موضحةً أن جهود بكين الدبلوماسية تركز على الحفاظ على تضامنها مع روسيا دون إثارة المزيد من العداء مع الولايات المتحدة وأوروبا.

وأضافت هسايو أن "بكين لن تُدين التحركات الروسية، لكنها لن تعترف أيضاً باستقلال دونيتسك ولوهانسك"، إلا أنها من المُرجح أن تزود روسيا بالدعم المعنوي وربما بعض الدعم المالي في حالة فرض عقوبات غربية ضد موسكو".