الجمعة 27 سبتمبر 2024

يسري عبدالله : علاء أبو زيد يحول الواقع إلى فن بنعومة شديدة

جانب من الأمسية

ثقافة23-2-2022 | 12:22

عبدالله مسعد

قال الناقد الدكتور يسري عبدالله، الأستاذ بكلية الآداب في جامعة حلوان" في قصة "بيت وراء المدينة" يدخل القاص علاء أبو زيد للحدث القصصي بلا مقدمات، في نص يستعيد سردية العناوين الكلاسيكية البطل المركزي فيه صبي نستطيع أن نتلمس ملامح بيئته الاجتماعية من الإشارات المتناثرة التي يصنعها الكاتب، ثمة وعي بحركة الشخصية داخل المكان، والدارجة بمثابة عين على العالم تطوف به وبنا في مفرداته المختلفة.. الكتابة هنا إدراك جمالي للعالم، حيث التمرد عبر مجلات الجنس، القنبلة القابلة للانفجار في حقيبة الصبي، والفرح بها، والخائف من أن يراها أحد معه في آن، فالخوف والرغبة شريكان داخل سيكولوجية الولد.

وأضاف عبدالله، خلال أمسية ثقافية بمنتدى المستقبل للفكر والإبداع، مساء أمس، أما الفتاة المغايرة شكلًا وروحًا فهي مبتغى الفتى، والمنطق الجمالي هو الذي يطرح نهاية النص بالذهاب معها إلى منطقة نائية في آخر البلدة، لنتبين هنا ملامح المكان، حيث أطراف البلدة ومركزها يتجادلان، وعزلة الأغراب في نهايتها دون الإلحاح على المعنى.. نص يواصل ما يصنعه علاء أبو زيد من تحويل الواقع الحي إلى فن بنعومة شديدة.

وتابع، وفي قصة "سجن الروح فعل أمر" للقاصة والروائية رباب كساب، ثمة وحدتان سرديتان يهيمن عليهما شعور عارم بالوحدة التي تغاير العزلة هنا، الوحدة التي تورث الاكتئاب، التي تستجلب معها الألم والإحباط، واللاجدوي، الرجل والمرأة يحييان في المربع ذاته.. تحاول الزوجة ضبط إيقاع الحياة التي تتفلت من بين يدي الزوج الذي يقبل على الموت، كل شيء نمطي وبالأمر، من حلاقة الذقن إلى الشعر إلى الإفطار بالأمر، من تحايا زملاء المكتب والعمل إلى اضطراب حركة السيارات، إن المشاعر هنا يتم التعبير عنها من زوايا الفعل السردي حيث الطرقات المتتالية والحركة المستمرة التي تتجه للفناء، في مفارقة ينهض عليها النص القصصي، أما بعدها الثاني الذي ترتكز عليه فهو البعد النفسي ورصد المشاعر الداخلية للشخصية المركزية.

وأشار، الموت مصير محتوم في الواقع وفي القصة معا.. إن اللافت هنا لدى الكاتبة وفي مشروعها السردي يكمن في الاستغراق النفسي؛ حيث الفقد محدد أساسي في أعمالها المختلفة.

وواصل، وفي قصة "حقيبة فريدة" للقاصة علياء مصطفى، ثمة توظيف لتكنيك الحلم منذ المفتتح وحتى الختام، وجدل خلاق بين الابنة والأم، وإحالة على تيمة التماهي بينهما، عبر الانتقالات الزمنية المكثفة، فيبدو النص مثل حلم عابر لكنه موغل في الذاكرة، يبدو مثل طيف يقدم من بعيد، في كتابة تحتفي بالمشاعر الداخلية للإنسان الفرد بنعومة، وتظلل الحكاية بنية دائرية، مترعة بتيمات الفقد والموت وفراغ العالم، تستعير السرد الوصفي وتعتمد عليه.

شارك في الندوة الناقد الدكتور يسري عبدالله، والقاص علاء أبو زيد، والقاصة والروائية الدكتورة رباب كساب، والقاصة علياء مصطفى، وأدارها الإعلامي عمرو الشامي.