الجمعة 17 مايو 2024

مؤرخ سياسي: غزو روسيا لأوكرانيا سوف يغير وجه الحياة في أوروبا إلى الأبد

المؤرخ السياسي تيموثي جارتون

عرب وعالم25-2-2022 | 16:53

دار الهلال

أعرب المؤرخ السياسي تيموثي جارتون، في مقال بصحيفة "الجارديان" البريطانية عن دهشته لماذا يكرر الغرب نفس الأخطاء مراراً وتكراراً.

ورجع جارتون، بالذاكرة إلى الوراء مُذكرا بما حدث إبان الحرب العالمية الأولي حين نظر الغرب إلى المسألة على أنها مجرد مشكلة في البلقان أعقبها حادث إغتيال في سراييفو ليستقيظ العالم ذات يوم عليى الحرب العالمية الأولي.

وأشار المؤرخ السياسي، إلى أن الغرب ارتكب تفس الخطأ حين نظر إلى الخطر الذي يمثله هتلر على تشيكوسلوفاكيا عليى أنه خلاف في بلد بعيد لا يمثل أي أهمية للغرب ليجد نفسه مرة أخري أمام الحرب العالمية الثانية. ويتكرر نفس الخطأ حين ينظر الغرب إليى استيلاء جوزيف ستالين عليى بولندا بعد عام 1945 على أنه مسألة لا تعنيه لتؤدي تلك الخطوة إلى الحرب الباردة.

وأوضح جارتون، أن الغرب يكرر نفس الخطأ حالياً ولن يفيق إلا بعد فوات الأوان ليتخذ موقفا إزاء التداعيات الناجمة عن حصار فلاديمير بوتين للقرم عام 2014. ونحتاج في مثل هذه اللحظات إلى الحزم والشجاعة ولكن ما نحتاجه أكثر هو الحكمة والتي تستلزم الحرص في استخدام هذه الحكمة. هذه المرة إنها ليست حرباً عالمية ثالثة ولكنها خطر أكبر من مجرد غزو السوفييت للمجر عام 1956 أوغزوها لتشيكسلوفاكيا عام 1968. لقد واجه السوفييت مقاومة شجاعة في المجر عام 1956 ولكن الأن نجد في أوكرانيا دولة ذات سيادة لها جيش كبير وشعب أعلن عن عزمه المقاومة لأنهم إن لم يقاوموا سيكون البديل هو احتلال بلادهم وإذا قاوموا ستكون أكبر حرب اندلعت في تاريخ أوروبا منذ عام 1945.

وتلك المقاومة تواجه قوة من أقوي جيوش العالم تتمتع بمهارات عالية وتدريب جيد ومسلحة بأسلحة تقليدية وحوالي 6000 سلاح نووي. لقد أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صراحة في إعلانه الحرب، أمس الخميس مهدداً الجميع حين قال إن من يحاول أن يقف في طريقنا عليه أن يتحمل عواقب وخيمة غير مسبوقة. لقد كان يهددنا بحرب نووية.

وأشار كاتب المقال، إلى أن الغرب كان من الممكن أن يكون لديه الأن الوقت لتدارك أخطاء الماضي إذا بدأ عام 2014 في التعامل مع بوتين على نحو أكثر جدية فقام بمساندة أوكرانيا لتعزيز قدرتها العسكرية وسعي إلى تقليل اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية وفرض المزيد من العقوبات على نظام بوتين. وتابع جارتون قائلا، إذا كان الغرب اتخذ مثل هذه الإجراءت في وقتها فربما كان موقفه أقوي الأن.

وأضاف المؤرخ السياسي: "والأن ومع بداية انتشار غبار حرب قد بدأت لتوها أري أن على أوروبا وجميع الدول الغربية أن تقوم بأربع خطوات أولها تأمين دفاع كل حبة رمل في أراضي الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ولاسيما الواقعة على الحدود مع روسيا وبيلاروس وأوكرانيا ضد أي هجوم . ثانياً، علينا أن نقدم كل الدعم والمساندة للأوكراينيين الذين اختاروا أن يقاوموا للدفاع عن حرية بلادهم . ثالثاً، يجب فرض المزيد من العقوبات إلى جانب العقوبات الاقتصادية لتكون عقوبات شاملة تشمل طرد أي روسي له صلة بنظام بوتين. ورابعاً وأخيراً، يجب على الروس أنفسهم أن يعلنوا رفضهم للحرب بدعوي أن تلك الحرب من أجلهم". 

وأوضح جارتون: "أخيراً وليس أخراً يجب علينا أن نستعد لصراع طويل قد يستمر لعدة سنوات وربما لعدة عقود كنتيجة حتمية لما حدث يوم 24 فبراير".