أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ضرورة زيادة موازنة البحث العلمي وإعطاء فرصة لجيل الشباب، وإعداده ليكون قادراً على مواجهة تحديات القرن الحالي، وبما يسمح له بالندية الكاملة والمنافسة مع المجتمعات الأخرى، وذلك لاستدراك التأخير، مشيرا إلى أن ما تعانيه المنطقة العربية من أزمات خانقة انعكست على واقعها، خاصة على مستويات التعليم وتراجع البحث العلمي في الجامعات ومراكز البحوث.
جاء ذلك في كلمة أبو الغيط اليوم/السبت/ خلال الاحتفال الذي استضافته العاصمة اللبنانية "بيروت" للإعلان عن الفائزين بالجائزة العربية لأفضل أطروحة دكتوراه في العلوم القانونية والقضائية في الوطن العربي، والذي نظمه المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية التابع لمجلس وزراء العدل العرب بجامعة الدول العربية، وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس الدورة 37 لمجلس وزراء العدل العرب وزير العدل الجزائري عبد الرشيد طبي ووزير العدل الفلسطيني محمد شلالدة ووزير التربية والتعليم العالي في لبنان القاضي عباس الحلبي ووزير العدل اللبناني هنري خوري ورؤساء الهيئات القضائية والعسكرية والدبلوماسية والنقابية وعدد من الشخصيات العامة.
ونبه أبو الغيط ، في كلمته،إلى أن الجامعات العربية بشكل عام لا تزال تعاني من انخفاض تصنيفها على مستوى العالم لافتقارها إلى وسائل الابتكار والرصانة في البحث العلمي وأيضاً لتضاؤل حجم النشر العلمي في الدوريات المعتبرة.
وأكد أن رفع مستويات البحث العلمي والابتكار ،ركيزة أساسية من ركائز ما يسمى بـ "مجتمع المعرفة" الذي يقوم على توليد المعرفة ونقلها ونشرها بين أبنائها ويمتلك الأدوات اللازمة لذلك وفي مقدمتها البحث العلمي، مشيرا إلى أنه حرص على تبني الجائزة وتشجيعها لأنها تتقاطع مع اهتمامات الباحثين في مختلف ربوع الوطن العربي، وتمنح الحافز للمجدين والمبتكرين من بينهم.
وأوضح أن الحفل ينظم انطلاقا من مبادرة الأمانة العلمية لمجلس وزراء العدل العرب ممثلة بالمركز العربي للبحوث القانونية والقضائية وبمباركة المجلس الوزاري لإطلاق هذه الجائزة العربية في مجال القانون والقضاء، مؤكدا اعتزازه بأن تحتضنه مدينة بيروت منارة العلم التي لا تألو جهداً في دعم وتأييد كل نشاط يثري العمل العربي المشترك في كافة مجالاته.
وشدد أبو الغيط على أن الحفل يستمد أهميته من أهمية القضية التي يتناولها، فضلاً عن تجسيده للاهتمام العربي المتزايد بأدوات البحث العلمي وأثرها على دور الباحث في مواجهة التحديات المعاصرة.
وأشار إلى أن الحضارة العربية شهدت أزمنة من التألق والازدهار كانت فيها حضارة علم وتعليم، وثقافة ومعرفة ، معتبرا أن تلك هي القيم التي ينشد استحضارها في النهضة العربية المعاصرة.
وتابع أبو الغيط : "ما شهدناه من عمل جاد ودقيق من قبل الأمانة الفنية للجائزة لمتابعة سير المسابقة وجهد لجنة التحكيم العلمية يعكس قناعتنا وإيماننا بمكانة البحث العلمي وأهميته في رفع قدرات الدول العربية في مجال القانون والقضاء، وهو مجال يجب علينا دعمه وترسيخه حتى تتمكن أمتنا العربية من التغلب على ما يواجهها من تحديات".
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن تقديره للدور العلمي الذي يقوم به المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية، ولكل الجهود التي تبذل من أجل النهوض بالبحث العلمي بكافة المجالات، كما توجه بالشكر إلى الجمهورية اللبنانية دولة مقر المركز على حفاوة الاستقبال واحتضان الاحتفال في السراي الكبير مقر الحكومة اللبنانية.
ووجه أبو الغيط التهنئة إلى مجلس وزراء العدل العرب للجهود التي بذلت، معتبرا أن المبادرات التي جرى تتويجها مؤخرا بمشاريع عربية على كافة المستويات ومنها هذه الجائزة العربية يعد أبلغ دليل على الرغبة والعزم في تحقيق مزيد من التطور والارتقاء بأوضاع التعاون العربي القضائي والقانوني.
وعبر أبو الغيط عن يقينه بأن جهود مجلس وزراء العدل العرب لتوحيد جهود المؤسسات المعنية بشئون القانون أو القضاء، سوف تحقق نقلة نوعية في عملها وتزيد تأثيرها في المجتمع العربي.