توصل باحثون نيوزيلنديون إلى أن تكوين المواد الكيميائية المسببة للسرطان في القناة الهضمية يرتبط بفهم كيف تسهم المستويات المرتفعة من عنصر "النترات" في مياه الشرب في زيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء (القولون والمستقيم).
وأوضح الباحثون في جامعتي "أوتاجو" و"أوكلاند" في نيوزيلندا، في دراسة حديثة نشرت نتائجها في عدد مارس من مجلة "الصحة العامة"، أن فهم هذا الارتباط هو المفتاح لتقييم المخاطر المحتملة التي تنطوي عليها المستويات العالية من النترات في المياه، وما يشكله ذلك من خطورة على صحة الإنسان.
وتزيد مستويات النترات في مياه المصدر نتيجة تكثيف النشاط الزراعي، لا سيما ارتفاع أعداد الماشية.
وقال الدكتور تيم تشامبرز، رئيس قسم الصحة العامة في جامعة "اوتاجو"، في العاصمة النيوزيلندية ويلينجتون، إنه عند تناول النترات، فإن درجة تعديلها في الجسم تعتمد على مستويات البكتيريا التي تقلل النترات، وكمية الحمض ومضادات الأكسدة الموجودة في المعدة مثل فيتامين "سي" ومركبات تسمى الأمينات المشتقة من البروتينات مثل تلك الموجودة في اللحوم الحمراء، مضيفًا أن الإمداد الزائد من النترات، خاصة في حالة عدم وجود مضادات الأكسدة، قد يؤدي إلى تكوين مركبات (N-nitroso NOC)، التي ثبت أن العديد منها يسبب السرطان.
وفي العام الماضي، قدر الدكتور تشامبرز وزملاؤه الباحثين أن تلوث مياه الشرب بالنترات يمكن أن يتسبب في ما يصل إلى 100 حالة من حالات الإصابة بسرطان الأمعاء في نيوزيلندا سنويًا؛ مما يؤدي إلى وفاة 40 شخصًا.