الأربعاء 8 مايو 2024

الدنمارك تعرب عن أسفها لتجربة أطفال جرينلاند في خمسينيات القرن الماضي

رئيسة وزراء الدنمارك

عرب وعالم10-3-2022 | 10:11

دار الهلال

قدمت رئيسة وزراء الدنمارك ميت فريدريكسن اعتذارًا وجهاً لوجه لستة أشخاص من بين مجموعة تكونت من 22 طفلاً كانوا ضحايا لتجربة اجتماعية جرت في الخمسينيات من القرن الماضي، بعدما أخذتهم السلطات من عائلاتهم في جرينلاند وإرسالهم إلى الدنمارك ليتم دمجهم في المجتمع الدنماركي.

ونقلت قناة "آسيا نيوز" الإخبارية عن فريدريكسن قولها، أمام جمهور ضم ستة ناجين في حفل أقيم في المتحف الوطني الدنماركي، "لقد أثرت قصصكم فينا بعمق ولهذا السبب تقول الدنمارك اليوم الكلمة الوحيدة الصحيحة التي يجب قولها: نعتذر منكم. ما تعرضتم له كان خطأ، وكان غير إنساني وغير معقول وكان قاسيا".

وكانت فريدريكسن قد أرسلت اعتذارًا مكتوبًا للضحايا الستة في ديسمبر 2020، إلا أن اعتذار اليوم للناجين يعتبر أول اعتذار شخصي عن التجربة المروعة التي تمثل نقطة حساسة في العلاقات بين جرينلاند والدنمارك.

وكان الأطفال، الذين تراوحت أعمارهم حينذاك بين أربع وتسع سنوات، قد نقلوا من جرينلاند إلى الدنمارك، التي كانت هي القوة الاستعمارية آنذاك، في عام 1951 في محاولة لإعادة تشكيل شخصياتهم وتثقيفهم بالثقافة الدانماركية، وكان من المفترض أن يعود الأطفال إلى موطنهم بعد أن يصبحوا جزءًا من النخبة الجديدة الناطقة باللغة الدنماركية والتي من شأنها أن تساعد في تطوير وتحديث سكان الإنويت في الجزيرة القطبية الشمالية.

إلا أن الأطفال لم يُعادوا أبدًا إلى عائلاتهم، بل تم تبنيهم من قبل عائلات دنماركية أو إعادتهم إلى جرينلاند ليتم وضعهم في دار للأيتام، حيث أُجبروا على التحدث باللغة الدنماركية ولم يكن لديهم تواصل يُذكر أو معدوم مع ذوويهم.

وكانت التجربة جزءًا من جهد أوسع من قبل الدنمارك لإقناع الأمم المتحدة بأن جرينلاند، وهي مستعمرة دنماركية حتى عام 1953، جزءًا لا يتجزأ منها.

وتعهدت الدنمارك والقوى الاستعمارية الأخرى بالعمل من أجل إنهاء الاستعمار عند انضمامها إلى المنظمة العالمية في عام 1945. 

تجدر الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من سكان جرينلاند البالغ عددهم 57 ألف نسمة هم من الإنويت الذين ينتشرون بشكل ضئيل عبر جزيرة شمال الأطلنطي الشاسعة القاحلة والتي تبلغ مساحتها ربع مساحة الولايات المتحدة. ولا تزال جرينلاند، التي تعتبر أكبر جزيرة في العالم، جزءًا رسميًا من مملكة الدنمارك، غير أنها اكتسبت منذ ذلك الحين حكمًا ذاتيًا واسعًا وتحتفظ بالحق في إعلان استقلالها.

Egypt Air