السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

معرض القاهرة الدولي للكتاب.. بين الواقع والمأمول

  • 10-3-2022 | 20:58
طباعة

لا ينكر قيمة معرض القاهرة الدولي للكتاب إلا جاحدٌ، ولا يتعامى عن الجهد المبذول من القائمين على فعالياته إلا أعمى البصر والبصيرة؛ فهو واجهة مصر الحضارية، ونافذةٌ رحبةٌ يطل منها العالم على مستجدات التطور المتلاحقة التي تبدو واضحةً جليةً لكل منصف.

ولأن قوة مصر الناعمة تتشكّل من خلال مثل هذه النشاطات الثقافية والإعلامية والفنية لاسيما الدورية منها، مما يعطي لدوائر التأثير اتساعاً وعمقاً، ويساعد في تكوين الرأي العام المستنير تجاه التحديات التي نواجهها، وهذا هو الهدف الأسمى من فعاليات معرض الكتاب.

فلم يكن الهدف المنشود من إنشاء معرض القاهرة للكتاب ربحاً تجارياً رغم ما يُحدثه من رواجٍ تجاريٍّ في سوق الكتاب من صناعةٍ ونشْرٍ وتداولٍ، ورغم ما يتوفر للمعرض في موقعه الجديد من إمكاناتٍ تجعل منه معرضاً يتفوّق على ما عداه من معارضَ دوليةٍ باتساعه وبنيته التحتية وكثرة مرتاديه، إلا أنني أراه قيمةً حضاريةً مُعطَّلةً فيما يخصُّ تكوين الرأي العام المستنير وسأُجْمل ذلك في إيجازٍ.

- كثرة المترددين على المعرض فقد تجاوزوا مليوني زائر لا يعني بالضرورة مشاركتهم في فعالياته، ولابد من استثمار ذلك لإنجاح المعرض، وبثِّ الحياة في قاعاته، ولولا جهود ضيوف الفعاليات ودعواتهم الشخصية لمحبيهم وأصدقائهم لصاروا كمن يؤذن في مالطة.

- عدم اهتمام وسائل الإعلام المرئية ببث فعاليات المعرض من خلال رسائل يومية بما لا يقل عن ثلاث رسائل، وبثِّ بعض هذه الفعاليات والمناقشات التي تجري ومحاولة معرفة أوجه الاستفادة التي حدثت في أذهان الحضور من خلال لقاءات حية ومباشرة بهم.

- تسجيل هذه الفعاليات المؤثرة، ثم بثها طوال العام من خلال برنامج أسبوعي على خريطة الإعلام الرسمي مع اختيار التوقيت الملائم، والتنويه عن ذلك.

- تهيئة الرأي العام قبيل موعد المعرض بوقتٍ كافٍ، بالتنويه عن فعالياته وكل أنشطته من خلال الإعلام الرسمي والخاص بصورةٍ مكثّفةٍ، والإلحاح في ذلك التنويه؛ لضمان التواجد الجماهيري الواعي المؤثر، وتكوين الرأي العام القادر على مواجهة كافة التحديات.

- الموعد الحالي للمعرض أراه غير مناسب؛ نظراً لتقلبات الطقس الحادة وإجراء امتحانات نصف العام لمعظم المراحل التعليمية وتصادمه ومباريات كأس الأمم الإفريقية كل عامين.. فلماذا لا يتم التفكير في موعدٍ جديدٍ مثلاً في أول مارس حيث يعتدل الطقس وتستطيع المدارس والجامعات القيام برحلات مقصورة على زيارته وحضور فعالياته بما يتناسب وأذهان هؤلاء الطلاب ولتكن هذه الرحلات موجَّهة للمتفوقين ومجانيِّة أو مدعَّمة؛ فهؤلاء مستقبل الوطن والمنوط بهم رفْع رايته في شتى المجالات.

الاكثر قراءة