'مَشْبوهٌ على الدوام!!!'
'مَنْ كافور العبد الأسود؟ ومَنْ سيِّدُه الحرُّ الأبيض...؟ ومَن الخلْقُ ...؟ أبقى مع الله لأحدٍ مُلْكٌ أو شراكةٌ...؟ ... تلاشىَ الخلْقُ كلهم... أجلْ لم يكتب كافور الإخشيدي شعراً ولا نثراً، لكنه لخّص في هذه الكلمات القلائل السابقة ما حباه الله من علْمٍ عميقٍ ، وجسَّده سلوكاً في حياته، والعجيب أنَّ معظم الذين سمعوا بكافور الإخشيدي في هجاء المتنبي، لم يكلِّفوا أنفسهم مشقة البحث في تاريخه، ولم يحاولوا تجاوزَ هجاء المتنبي له فظلوا أسرى سِحْر شعره ... وإن خالف الحقائق التاريخية... فهل يعلمون عن كافور الإخشيدي مثَلاً ... أنه كان حاكماً لمصر والشام والحجاز كسب حب الرعية بعدله وحسن إدارته ..؟ وهل يعلمون أنه كان يُدْعَى له في الحرمين الشريفين والمنابر الإسلامية المشهورة....؟ وليس أدلّ على علوِّ شأن كافور من أن المتنبي نفسه قَصَدَه متكسِّباً، ومدَحه بأجمل قصائده ... . ولولا أن المتنبي ما لبث أن ارتد عن مدْح محاسن كافور الإخشيدي - وهي جليةٌ للباحثين عن التاريخ الحقيقي - وشَغَل العالَم بهجائه الظالم له، أقول لولا ذلك لدام كافور في أذهان الناس مثلاً يُحكى ، ليس فقط في علوِّ الهمة والطموح والتن'