كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن القوات المسلحة البيلاروسية تدفع طالبي اللجوء من الشرق الأوسط الذين حوصروا في البلاد إلى العبور نحو دولة أوكرانيا، وذلك بعد أن تلقوا وعودا بالعبور إلى الاتحاد الأوروبي سابقا.
واستندت الصحيفة - في تقرير عبر موقعها على الإنترنت، اليوم /الاثنين/ - إلى شهادات أشخاص في معسكرات بيلاروسيا، حيث قالوا "إن مجموعة من الجنود البيلاروس أمرت في 5 مارس عشرات من طالبي اللجوء بمغادرة المبنى تحت تهديد السلاح، وخيرتهم بين أمرين: إما عبور الحدود إلى بولندا، حيث قام الحراس بضربهم، أو دخول أوكرانيا".
ونسبت الصحيفة إلى أحد الرجال ممن وصلوا إلى بيلاروسيا الخريف الماضي، رفض الكشف عن اسمه وجنسيته لأسباب أمنية، قوله "لقد دخلت مجموعة من سبعة من ضباط حرس الحدود لم نرهم من قبل المبنى وكانوا يرتدون ملابس عسكرية، وللمرة الأولى دخلوا المخيم حاملين أسلحة وقاموا بضربنا وأخبرونا أن أمامنا خيارين، إما العبور إلى بولندا أو الذهاب إلى أوكرانيا".
وتمكن المئات من الفرار من الشرطة البولندية عن طريق الاختباء في الغابات، لكن تم القبض على آخرين وإعادتهم بعنف إلى بيلاروسيا.. ومع انخفاض درجات الحرارة، بدأت السلطات البيلاروسية في نقل أولئك الذين لم يتمكنوا من عبور الحدود إلى بولندا إلى مستودع جمركي عملاق، تحول إلى مهجع بعد ذلك.
وفي ذلك الوقت، ذكرت المجموعة العسكرية أنها تلقت أمرا بإخلاء المهجع.. وأوضح الرجل: "لقد أجبرونا على الجلوس على الأرض، وسأل الضابط الناس مرة أخرى عما إذا كانوا يريدون الذهاب إلى بولندا أو أوكرانيا".
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من وصول أكثر من مليون أوكراني نازح إلى بولندا، لم تتوقف المؤسسات الخيرية التي تركز على اللاجئين في البلاد عن دعم الأشخاص الذين عبروا الحدود البولندية البيلاروسية.
ونسبت الصحيفة إلى آنا ألبوث المسئولة بجمعية "ماينوريتي رايتس جروب"، وهي شبكة بولندية من المنظمات غير الحكومية التي تراقب الوضع على الحدود، قولها "إنهم لاحظوا زيادة في عدد طالبي اللجوء الذين يعبرون من بيلاروسيا إلى بولندا مؤخرا، مما يؤكد الشهادات من المهاجرين الذين أُمروا بمغادرة المخيم في بيلاروسيا".. مضيفة "لا يزال حرس الحدود البولنديون يدفعونهم للعودة إلى بيلاروسيا كل يوم.. حتى يوم أمس، كنا على اتصال بعائلة سورية مكونة من 10 أفراد بينهم عدد قليل من الأطفال، ولسوء الحظ لم نتمكن من مساعدتهم بالطعام والملابس، لأنهم تم إعادتهم بالفعل إلى بيلاروسيا".
وبحسب الصحيفة البريطانية، تخشى المؤسسات الخيرية من أن يتم استغلال طالبي اللجوء مرة أخرى كأسلحة، مما يفتح الباب لأزمة جديدة على الحدود الشمالية الشرقية البولندية التي تخاطر بإثارة فوضى سياسية ولوجستية غير مسبوقة في بلد يكافح في مواجهة للتعامل مع الهجرة الجماعية للأوكرانيين.