يشيع اعتقاد أن الإحتفاء بعيد الأم مستوحى من عادات غربية مع أعياد الربيع اليونانية والرومانية التي خصصت لألهة الأمهات في التقاليد الأوروبية منذ القرن السابع عشر، لكن الواقع يقول عكس ذلك، حيث جائت الاحتفالات الأولى بالأمومة في مصر كتقليد فرعوني، فكان القدماء المصريون يحتفون سنويًا لتكريم إيزيس، التي مثلت الأم والزوجة المثالية وراعية الطبيعة والسحر، وفقًا للأساطير المصرية القديمة.
وتم تصوير إيزيس لأول مرة وهي تحمل عرشًا فارغًا على رأسها، تجسد القوة الكامنة وراء الفرعوني، وتم تمثيلها، وأظهرت بعض الرسوم التي تصور إيزيس أنها ترضع ابنها حورس.
وتم تقديم دين إيزيس إلى العالم الهلنستي من قبل الحاكم بطليموس الأول سوتر، كوسيلة لتوحيد الإغريق والمصريين في مملكته التي انتشرت عبر مصر الحديثة في الثقافة اليونانية الرومانية، وارتبطت إيزيس بالآلهة ديميتر وعشتروت وأفروديت، مما عزز علاقاتها الرمزية بالأنوثة.
كما شارك الإغريق القدماء في طقوس الربيع لتكريم ريا، والدة زيوس وأم كل الآلهة، حيث كانوا يقدمون قرابين من كعك العسل والمشروبات الفاخرة والزهور عند الفجر، وكان مهرجان هيلاريا الروماني احتفالًا لعدة أيام ترتكز على الاعتدال الربيعي لشهر مارس لتكريم سايبيل، أم الآلهة الخاصة بهم، والمعروفة أيضًا باسم ماجنا ماتر (الأم العظيمة).
من إلهي إلى علماني
وتنتقل احتفالات الأمومة بعيدًا عن التصورات الإلهية ونحو الأفراد أنفسهم، بالمملكة المتحدة ، في أحد الأمومة، الموافق الأحد الرابع من الصوم الكبير، تقليدًا علمانيًا، حيث يمكن للعمال أن يأخذوا إجازة للعودة إلى ديارهم وزيارة أمهاتهم.
وتُنسب ولادة عيد الأم الحديث في الولايات المتحدة إلى آنا جارفيس، التي دافعت عن عطلة رسمية تكريماً لتضحية جميع الأمهات المستوحاة من والدتها الراحلة، الناشطة والأخصائية الاجتماعية، وأقامت جارفيس عيد الأم الأول في عام 1908 كخدمة تذكارية لوالدتها في الكنيسة الميثودية في ولاية فرجينيا الغربية، وفي عام 1914 نجحت هي وأنصارها في جعله عيدًا وطنيًا يتم الاحتفال به في يوم الأحد الثاني من شهر مايو.
ويتم الاحتفاء بعيد الأم في جميع أنحاء العالم، عادةً في مارس أو مايو وفقًا لاختلاف التقاليد في كل بلد، وتقديم الهدايا أو الزهور أو إعداد وجبات الطعام للتعبير عن الامتنان للأمهات موجود في كل مكان.
عيد الأم المصري
وتعود جذور التكرار الحديث لعيد الأم في العالم العربي مرة أخرى إلى مصر، ساعد الصحفي الرائد مصطفى أمين، على الترويج لإقامة عيد الأم، ولاحظ أمين الطريقة التي ضحت بها العديد من الأمهات من أجل أطفالهن دون اعتراف وواصلت حملة لجعل عيد الأم عطلة رسمية في مصر عام 1956، ونجح أمين وتم الاحتفال بأول عيد للأم رسميًا في مصر في 21 مارس، أول أيام الربيع، وسرعان ما انتشر التقليد إلى بقية المنطقة.