«أرحب بكم من كل قلبي».. هكذا كان الاستقبال غير العادى من رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، للرئيس السيسي، الذي

على مدى ثلاثة أيام فى أعمال قمة تجمع «الفيش جراد»، الذى يضم المجر والتشيك وبولندا وسلوفاكيا، والمجر، خلال أولى زياراته للمجر تلبية لدعوة أوربان، لتكون مصر أول دولة من الشرق الأوسط تدعى لحضور هذه القمة، ولم يسبقها سوى ألمانيا واليابان فقط، مما يعنى إدراك دولها لأهمية مصر الإستراتيجية، وتأثيرها كقوى محورية فى منطقة الشرق الأوسط.

تجمع الفيش جراد يعتبر تحالفا سياسيا وثقافيا يجمع الدول الأربع بهدف تعزيز اندماجها فى الاتحاد الأوربى، وتقوية التعاون بينهم خاصة فى المجالات الاقتصادية والعسكرية والطاقة والهجرة.

وقد أقيمت للرئيس مراسم استقبال رسمية، واستعرض خلالها حرس الشرف وعزفت الموسيقى العسكرية والسلامان الوطنيان لمصر والمجر، كما تزينت شوارع العاصمة المجرية بالأعلام المصرية تزامنا مع الزيارة، وكان فى استقباله وزير الدفاع المجرى وعدد من كبار المسئولين، إلى جانب أعضاء السفارة المصرية ورموز الجالية بالمجر، وسفراء الدول العربية والإفريقية المعتمدين لدى المجر.. واستهل السيسى نشاطه فى اليوم الأول بالتوجه إلى ساحة الأبطال، لوضع إكليل من الزهور على النصب التذكارى الرسمى.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السياسى، فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى عقب المباحثات مع رئيس الوزراء المجرى، أن مصر ليست فقط قيادتها، التى تحارب الإرهاب، وإنما الشعب كله يتصدى للأفكار المتطرفة، التى تتنافى تماما مع مبادئه والنجاح، الذى تحقق فى هذا الصدد هو نتيجة توحد الشعب المصرى واصطفافه فى مواجهة الإرهاب والتطرف.

وأضاف الرئيس السيسى، أنه من المجر وفى هذا الجو الودى الذى تجرى فيها المباحثات مع الجانب المجرى، يؤكد أن الشعب المصرى يسعى إلى تغيير واقعه وبإجراءات اقتصاية كان يصعب على دول كثيرة أن تتحملها، ولكن الشعب المصرى تقبلها بكل ثقة رغم قسوتها بقناعة منه بأهمية الاستقرار وتحمل تكاليف الاستقرار سواء فى مواجهة الإرهاب أو فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصاي.

وأكد الرئيس السيسى، أننا لا نميز بين المصريين على أساس دين ومن حق كل المصرين توفير الحماية والأمان والحقوق لهم جميعا دون استثناء ولا يجب أن نُشكر على حماية أهلنا.

من جانبه أكد رئيس الوزراء المجر فيكتور أوربان، على تفهم المجر، والتأكيد على ضرورة أن تدعم أوربا استقرار الاقتصاد المصرى، وأبدى خلال كلمته فى المؤتمر الصحفى، تقديره للرئيس السيسى لما تم بذله لحماية كل عناصر المجتمع المصرى، وخاصة الأقباط ودفاعه عنهم وحمايته لهم فى مواجهة التطرف والإرهاب.

وقال فيكتور أوربان، أثناء فاعليات منتدى رجال الأعمال المصرى المجرى: «بدون استقرار مصر لن تكون أوربا مستقرة، لذا فإن نجاح مصر يصب فى صالحنا، وانظروا إلى ما يحدث فى سوريا، وتخيلوا مصر بدون الرئيس السيسي، لذا يجب على أوربا أن تقدم التقدير والاحترام لمصر”.

مؤكدا أن هناك بعض التشابه الفلسفى بين الرئيس السيسى وأفكار السياسيين، الذين يقودون المجر حاليا، ويجب على أوربا أن تقدم التقدير والاحترام لمصر.. السيسى تحمل المسئولية وتحمل مسئولية اتخاذ أصعب القرارات حتى يحقق الاستقرار لمصر واليوم المجر تستقبل شخصية تاريخية”.

وتابع:»نحن شكلنا سياسة مرنة داعمة لمصر، ونفهم رأى المصريين بأنهم يرفضون التدخل فى شئونهم الداخلية ويجب أن نحترم قراراتهم وعلى الاتحاد الأوربى الاقتراب من مصر بشكل أفضل، وأن يدخل فى محادثات مباشرة مع مصر، فمصر أمام تحديات صعبة سواء الأمن الداخلى وكبح جماح الإرهاب، وتبنى برنامجا اقتصاديا يعيد لها مكانتها.

ودعا إلى إعطاء دفعة أكبر التعاون بين البلدين لمضاعفة حجم التعاون التجارى والاستثماري، مشيرا إلى نمو حجم التجارة بين البلدين، داعيا إلى العمل على تعميق التعاون الاقتصادى بصورة أكبر من خلال الاستفادة من الثقة المتبادلة بين قيادة البلدين.