الجمعة 26 ابريل 2024

هدى العجيمي

مقالات26-3-2022 | 21:10

أستاذتي، ومعلمتي الفاضلة هل تعلمين يا سيدتي أنني جزء من صناعة برنامجك الناجح مع الأدباء الشبان!، لقد كان هذا البرنامج جزءًا من كياني.

كان صوتك يؤنس وحدتي حين ينصرف الجميع وأبقى بمفردي في المنزل ببعض الأحيان، كاد هذا البرنامج أن يتحول إلى إنسان غالٍ أفتقده وأنتظر مجيئه، وأستقبله حين يعود كما يستقبل الصغار الأعياد!، أستحضر الآن أيام دراستي بالمرحلة الإعدادية، والثانوية، وقت أن كان الراديو هو وسيلتي الوحيدة التي تحقق لي المتعة، والإشباع الأدبي قبل قراءة الكتب، فقد كان ملازمًا لي في كل وقت حتى في أثناء مذاكرتي كان كائنًا حيًا بالنسبة لي! كم أحببتك سيدتي، وكم عانقت صوتك العذب، وأنا أستمع لبرنامجك حتى أن موسيقاه كانت تطربني، فأخشى أن أبدأ في الاستماع إليه متأخرة عن موعده، فتضيع عليّ فرصة استماعي إليها.

كم عشقت الاستماع إلى ضيوفك الكرام الذين كنت تختارينهم بعناية، أستمع إليهم وأحدث نفسي بعدها، قائلةً: هل يمكن أن يأتي يوم أكون فيه مثل هؤلاء؟! تنكر نفسي عليّ حديثي، فأوبخها، وأقول ليس هناك شيء على الله ببعيد، كانت كلمة الشبان تطربني أيضًا فأشعر أني واحدة من هذا الجمع الذي توجهين إليه رسالتك، وبأنني في المستفبل قد أصبح أديبة! كم أحببت أيضًا هذا الصوت الآتي من السماء للإذاعي القدير الراحل فاروق شوشة، رحمة الله عليه، حين ينطق بكلماته كنت أشعر أنني أحبس أنفاسي خشية أن تؤثر على استماعي إليه بشكل جيد!، كان يقول: مع الأدباء الشبان، ويعود مكررًا لها مرة أخرى مع الأدباء الشبان تعده، وتقدمه هدى العجيمي.

أستعد لتلقي كل كلمة ستقال كطالب مجتهد دأب على الاستماع لمعلميه مقدرًا لدورهم، كم شاركتمونا أجمل لحظات العمر!، حين كنا عبارة عن براعم صغيرة، واعتنيتم بنا حتى تفتحنا، وأصبحنا زهورًا.

اسمحي لي سيدتي من فضلك اسمحي لمن كانت وما زالت تستمع إليك أن تعبر عما يجيش بصدرها، حتى بعد أن كبرت وصارت أمًا لأبناء كبار، أن تُبلغك محبتها لشخصك الكريم، ولأدائك المتميز.

أعلم أنني تأخرت كثيرًا أعلم هذا جيدًا، ولكنني لم أكن لأتوقع يومًا أن يأتي إلينا العلم بهذا الساحر الذي سيجعلنا نجد من أحببناهم على صفحاته!، إن مواقع التواصل الاجتماعي كانت لي، ولمن يشبهونني أشبه بساحر بارع يتمكن من إحضار من نحبهم في ثوان حينما يصفق بيديه!، أجل سيدتي عثرت على حبيبة قلبي وجدت كنزي المفقود حين وجدت صفحتك، وأسرعت بإرسال طلب الصداقة، لقد تحققت المعجزة، ونلت شرف صداقتك!، وها أنا ذا أقولها بملء فمي للجميع: إن إعلام الزمن الجميل كان قادرًا على صنع المعجزات كان يسكن الوجدان، ويذوب مع من يجدون أنفسهم فيه، يقرب الأمنيات يجمعها يحققها، ولو طال الحلم بداخلنا، أو بقى حبيسًا لسنوات! شكرًا معلمتي، وأستاذتي القديرة هدى العجيمي.

Dr.Randa
Dr.Radwa

الاكثر قراءة