السبت 23 نوفمبر 2024

أخبار

مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف المصرية

  • 29-3-2022 | 09:15

الصحف المصرية

طباعة
  • دار الهلال

سلط كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.

في صحيفة (الأهرام)، قال الكاتب جميل عفيفي إنه ربما لا يعلم الكثير الدور الحقيقي للجيش المصري في حماية الأمن القومي للدولة بمفهومه الشامل (سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وأمنيا وبيئيا)، فالجيش ليس مسئولا فقط عن حماية الحدود، ولكنه في وقت الأزمات أو أي تهديد للدولة في أي موقف، فعلى الجيش أن يكون مستعدا لدعم الدولة والوقوف بجانبها في أي مجال من المجالات السابقة والحفاظ على الأمن القومي للدولة.

وأضاف عفيفي - في مقاله بعنوان (الدور الوطني للجيش المصري) - أن هذا ما تابعناه جليا في العديد من الأزمات التي تواجه الدولة المصرية، وأخيرا الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع الأسعار، وجدنا الجيش المصري بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي يقوم بتوزيع مواد غذائية على المواطنين الأكثر احتياجا وفتح منافذ لبيع المنتجات الأساسية في كل المحافظات بأسعار مخفضة للمواطنين لمواجهة زيادة الأسعار، وهنا يجب أن نعلم أن تلك المنتجات بالكامل من إنتاج مصانع القوات المسلحة التابعة لجهاز الخدمة الوطنية، وهو بالأساس أنشئ من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي للقوات المسلحة، وعدم الاعتماد على موردين من خارج القوات المسلحة، ومع الاستراتيجية الجديدة للقوات المسلحة التي بدأت منذ عام 2014، ومن ضمنها التوسع في إنشاء مصانع ومزارع للقوات المسلحة لتعويض النقص في الأسواق وأيضا لمساندة القطاع الخاص وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء في وقت الأزمات العالمية وهو ما حدث بالفعل خلال أزمة كورونا وأخيرا بالنسبة للحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.

وتابع عفيفي إنه بالنسبة للجنود المنضمين للخدمة في جهاز الخدمة الوطنية فهم من خارج الوعاء التجنيدي للقوات العاملة ولا يمكن بأي شكل أن تؤثر في القدرة القتالية للتشكيلات العسكرية، ولهذا السبب أصبح الجيش المصري نموذجا للجيوش على مستوى العالم في دوره الوطني.

وفي صحيفة (الأخبار)، قال الكاتب كرم جبر إن النيل أضفى على المصريين تسامحًا وتعايشًا سلميًا، من فيض الخيرات على ضفافه، فلم نكن أبدًا قبائل تتحارب في الصحراء على بئر مياه، وإنما شعب تجرى في عروقه قطرات النهر العظيم، ومنذ توحيد القطرين على يد الملك مينا، ظلت مصر موحدة بسبب تلاحم شعبها وائتلاف سبل حياتهم المعيشية.

وأوضح جبر - في مقاله بعنوان (خطوط حمراء!) - أن عقيدة الشعب المصري بُنيت على إضفاء لمسات روحية بصبغة مصرية على كل الأديان، فلم يكن بيننا صراع مذهبي كالذي يكسر عظام شعوب أخرى تحت قسمة السنة والشيعة، وصار الإسلام جوهرًا مصريًا أصيلًا يشع نوره على الدنيا، أكثر من أي دولة أخرى، وعندما أراد حكم الإرهابية أن يجرها إلى الصراعات المذهبية الدموية، تصدى المصريون لمحاولات الفتن، وزادتهم الأحداث تماسكًا والتحامًا.

وأشار جبر إلى أن مصر حافظت على جوهرها على مر التاريخ، وخرجت من جميع الحروب والتحديات قوية شامخة، لم تنل منها ثقافات دخيلة، ولم تضعفها مؤامرات ضارية، وظلت تورِّث ثوابتها لأجيال بعد أجيال، يحافظون عليها، ويسلمون رايتها لمن بعدهم، لم تنكسر ولم تضعف، وزادتها المحن والأزمات قوة وصلابة.

وأضاف جبر أن عنصري الأمة عاشا على مر التاريخ نسيجًا واحدًا، لا يعرف الفرق في الأشكال والطباع بين مسلم ومسيحي، إلا أن بعضهم يذهب للمساجد وبعضهم يذهب للكنائس ولا فرق، وفى المحن يظهر المعدن الأصيل، ويدافع المسلم عن الكنيسة والمسيحي عن المسجد، وامتزجت دماء الاثنين على أرض سيناء الطاهرة، في أقدس الحروب التي خاضتها البلاد في أكتوبر 1973.

وتابع جبر إنه لم يُعرف عن الشعب المصري إلا احتواء جميع الطوائف والمذاهب وأصحاب الديانات، تحت مظلته الوارفة التي توحِّد ولا تفرق، تصون ولا تبدد، واكتست ملامح الناس بروح السماحة والتعايش الآمن، ولم تعرف البلاد حيًا أو شارعًا يقيم فيه المسيحيون بمفردهم، أو يجعله المسلمون حكرًا عليهم، واختلط الجميع في نفس الشوارع والبيوت وأماكن العمل، وسادت بينهم علاقات طيبة، جعلت الحفاظ على نسيج الأمة، قضية حياة أو موت للمصريين جميعًا.

ونوَّه جبر بأن الشعب المصري عُرف عنه عشقه للفنون والآداب والثقافة، ينهل منها ما يشكل قوته الناعمة التي لعبت في معظم المحن حائط صد، يمنع التشتت والانقسام، ويختزن في حضارته احتياطيا استراتيجيا يحمي هويته ويحفظ تفرده، ولم يأخذ من ثقافات الغزو والعدوان، إلا ما ينفعه ويتماشى معه ولا يمس ثوابته الأصيلة.

وأكد جبر أن تلك هي الخطوط الحمراء التي لا يجوز الاقتراب منها، أو دق أسافين في مكوناتها، أو افتعال أزمات بشأنها، نختلف ولا نتشاجر، نتناقش ولا نتصارع، وعند مفترق الطرق نعود إلى الثوابت والأصول، ومغزاها أننا شعب واحد تحت مظلة وارفة هي مصر، أم الدنيا وسيدة الكون، التي تزيدها المحن والأزمات بريقًا وتوهجًا، مستمدًا من وحدة وتماسك شعبها، الذي هو جوهر الدولة المصرية.

وفي صحيفة (الجمهورية)، قال الكاتب عبد الرازق توفيق إننا يمكننا أن نفهم الكثير من تداعيات الأزمة «الروسية الأوكرانية»، فمن الواضح أن مركز قيادة المؤامرة انتقل إلى مسرح عمليات آخر، لكن تداعياته على دولنا أخطر بكثير، إنها أفكار الشيطان التي سعت إلى خنق دول المنطقة اقتصاديًا، وتعطيل مسيرتها، خاصة الاقتصادات الناشئة والصاعدة بقوة.

وأوضح توفيق - في مقاله بعنوان (تغيير مركز قيادة المؤامرة) - أن قوى الشر خططت لضرب عشرات العصافير بحجر الأزمة العالمية، تريد إحداث وقيعة بين الدول وشعوبها بسبب تداعيات الأزمة، والتحديات الاقتصادية المترتبة عليها، لكن هناك دولًا واعية وملهمة في اتخاذ الإجراءات التي تمنع وتحول دون الإضرار بالمواطن أو الاقتصاد، الأزمة أيضا وما شهدته من ممارسات عنصرية وتمييز كشفت الوجه الحقيقي لقوى الشر المتشدقة بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وعدم التمييز، فالشعوب أصبحت أكثر وعيًا بالمؤامرات التي سوقوها للشعوب، فأصبحت الدول التي سقطت تحت شعارات الحرية والديمقراطية والازدهار سيفًا يقطع دابر الأكاذيب التي روجها الشيطان الأكبر، لذلك على الإعلام أن يمتلك الجرأة ليقول ويكشف الوجه الآخر «الشيطاني» لقوى الشر، وما فعله في دول كثيرة في المنطقة خرابًا وتدميرًا وإرهابًا وتشريدًا لشعوبها.

وأضاف توفيق أن وجود الصراع بين روسيا وأوكرانيا، بطبيعة الحال له تداعيات خطيرة وكارثية على دول العالم وفى القلب منها دول المنطقة العربية، وتضييق الخناق عليها، وتحد من تقدمها بوثبات وقفزات عالية، وتسعى قوى الشر للإضرار والوقيعة بعلاقة الدول بشعوبها مما يؤدي إلى احتقان بسبب تداعيات وتأثيرات اقتصادية سلبية على الدول والاقتصادات الناشئة، وهو الأمر الذي يحتم على هذه الدول ترتيب أولوياتها وإعطاء أولوية لأول الهدفين التاليين:

الأول: هو الحفاظ على حالة الرضا لدى المواطن بتوفير احتياجاته من السلع الأساسية والتوسع في إجراءات الحماية الاجتماعية ومحاربة الجشع والاحتكار والمغالاة في الأسعار وأيضًا زيادات في المرتبات والمعاشات لمواجهة التحديات الاقتصادية لتداعيات الأزمة العالمية.

الثاني: هو الحفاظ على الاقتصاد وبقدر الإمكان على معدلات النمو وتنشيط السوق واستمرار العمل والإنتاج، ومنح امتيازات للمودعين واتخاذ إجراءات تضمن توفر الدولار والاستغناء عن الأمور التي تعد من الكماليات والرفاهية ولا تعد سلعًا أساسية لتوفير الدولار، وطبعًا لفقه الأولويات الأساسية، وهو ما فعلته قوى الشر حيث تريد من خلال الإدارة الشيطانية للأزمة الروسية - الأوكرانية والعمل على مقاومة انتهائها تعزيز استمرار التداعيات لمزيد من خنق الدول بهدف إحداث بلبلة وسخط ووقيعة بسبب تداعيات الأزمة على المواطن، من هنا تسعى قوى الشر للتخلص من الصداع الروسي وتنفيذ مخططاتها ضد الدول التي دخلت ضمن ربيع الخراب العربي، بعد فشله في اصطيادها.

وتابع توفيق أن قوى الشر تريد من الأزمة العالمية أهدافًا كثيرة، لكن وعي الدول وكفاءة إدارتها تحول دون ذلك من خلال الإجراءات الاقتصادية، وأيضًا بوعي شعوبها، لكن قوى الشر تلعب على إطالة أمد الأزمة لإحداث أكبر قدر من الخسائر والتأزيم الاقتصادي، وتعطيل مسيرة الاقتصادات الناشئة والصاعدة بقوة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة