الأحد 12 مايو 2024

المترجم الروسى: رواية رمضان المسيحى تكشف المستور العمل يعيد دور المثقف والعمل لاقى انبهاراً على الجانب الروسى

8-2-2017 | 10:59

تقرير : وليد محسن

احتفلت قاعة «ضيف الشرف» بمعرض القاهرة الدولى للكتاب بصدور الترجمة الروسية لرواية رمضان المسيحى الصادرة عن روايات الهلال والمجموعة القصصية البابا مات الصادرة عن دار روافد للكاتب عادل سعد مدير مركز «الهلال» للتراث ومدير تحرير مجلة المصور.

أنس الوجود رضوان نائب رئيس تحرير الوفد قالت لقد تفاجأت بالعنوان والغريب أننى تقابلت فى أوربا بنموذج رمضان المسيحى وتذكرت العنوان على الفور.

 

وقال الدكتور حسين الشافعى رئيس المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم نحن مهتمون بالتواصل العربى الروسى ونمارس حوارا ثقافيا دوريا ودوما يتم دعوة ممثلى الهيئات الثقافية العربية والمعاهد الثقافية العربية ومراكز الاستشراق ومعاهد البحوث الثقافية الروسية ودول الاتحاد السوفييتى سابقا، لكى يتم طرح موضوعات ثقافية وعلمية تهم الطرفين وخلال العامين السابقين تم إصدار مجموعة من الكتب تزيد على السبعين كتابا مترجمة من اللغة العربية إلى الروسية والعكس، أما بالنسبة للمجموعتين القصصيتين البابا مات ورمضان المسيحى وكيف تم تقديمهما للقارئ الروسى، فأنا أعتبر أن الكاتب فى هاتين القصتين كاتب تحريضى فلا يمكن بعد قراءة هاتين القصتين أن أعود كما كنت عليه قبل قراءتهما، فتلك المجموعة القصصية أعادت القيمة للكاتب والمثقف والمفكر الذى يطرح قضايا غاية فى الخطورة ويشرح الطبيعة الاجتماعية والمعيشية والإنسانية للطبقات المهمشة البسيطة وتحت البسيطة بقوة وقسوة شديدة قد تصل إلى إيلام الذات فلا يمكن قراءة هاتين القصتين وتمر بهما مرور الكرام، فلابد أن تستدعى كل حواسك لكى ترصد ما فيهما من موبقات وتتبنى معه الدعوة لإصلاح الناس لهذا الكون الذى تركناه دون أن نلتفت إلى شرائح كبيرة فى المجتمع والتى ينكرها المثقفون ورجال الإحصاء والتى فاقت نسبة الـ ٩٥ فى المائة والتى تعيش فى مجتمعاتنا العربية فى ظروف غير إنسانية، ويدعونا الكاتب والذى أظنه محرضا للاندفاع والثورة على هذه الأوضاع المقلوبة وإيقاف التدهور الأخلاقى والإنسانى الذى يدور فى مجتمعنا ليس المصرى فقط بل العربى كله، وعندما قرأت العمل قمت بإرساله إلى مجموعة كبيرة من المثقفين وأيضا قمت بتحويلهما إلى نسخة إلكترونية، وقمت بإرساله إلى مجموعة من المستشرقين الروس فى مراكز الأبحاث الشرق أوسطية وجميعهم يتحدثون اللغة العربية بطلاقة، وكان الانبهار من الجميع بأنهما نوع جديد من الأدب فى رسائل قصيرة لكنهما رسائل مركزة فلا تمعن فى السرد بل هى رسائل ملخصة وقصيرة وواضحة فيما تطرحه من قضايا، وبعد الانبهار الكبير بهاتين القصتين البابا مات ورمضان المسيحى رأينا جميعا أنهما خير ما نبدأ به فى تقديم كاتب روائى جديد للمستشرق والمثقف الروسي، وقمنا بالتنسيق مع معهد الدراسات لدول آسيا وإفريقيا لكى ترسل مبعوثا ليقوم برسالة ماجستير لكى يقوم بدراسة اللغة العامية المصرية، لأن اللغة المكتوبة فى هاتين القصتين غاية فى الصعوبة لدارسى اللغة الفصحى واستخدامها للتعبيرات قد تكون غير مألوفة للقارئ المصرى رغم استخدامها فى حياتنا اليومية بكثرة ولكنها لدارسى اللغة الفصحى صعبة فى الترجمة، وجاء أحد الأصدقاء والذى عكف لمدة عام للعمل فقط على ترجمة هاتين القصتين بلغة أدبية لا تقل عن اللغة التى كتبت بها هاتين القصتين من حيث الحنكة والحبكة، وهذا الصديق الذى يدرس الدكتوراه فى اللغة العربية الفصحى قد قام بمرافقة الكاتب أربعة أشهر كاملة قبل أن يبدأ بكتابة كلمة واحدة، ولم تخل هذه المرافقة من المناقشات لتوضيح بعض التعبيرات والمفاهيم عن دارسى اللغة العربية الفصحى خاصة فى اللغة المصرية، واستمرت عملية الترجمة ثمانية أشهر بالكامل بالرغم من قلة حجمهما، وخرج لنا عملا البابا مات ورمضان المسيحى أجمل ما يمكن أن يخرج عمل مصرى مترجم إلى الروسية، وتم الاتفاق مع مدير مركز الدراسات الشرق أوسطية فى روسيا أنه سيتم تنظيم احتفالية خاصة بإصدار الترجمة الروسية لهاتين القصتين لنحتفى بهما مع القارئ الروسى الذى رأى فيهن لغة جديدة تتحدث عن الصعاليك فى المجتمع العربى بلغة أكثر ما تكون إلى التجريح والنظر إلى الفوارق الاجتماعية الضخمة التى نشأت من خلال سيطرة وتزاوج رءوس الأموال بالسلطة التى أصبحت غالبة فى المجتمع العربى رغم أنه فى تراثنا الحضارى والإسلامى لا يجب أن يجتمع المال والسلطة ولكن نحن نتطلع أن يكون الغد أفضل.

وقالت الروائية سلوى بكر، إن رواية “رمضان المسيحي” تنتمى إلى ما عرف حديثا بأدب السفر، الذى ظهر بعد أن تحولت مصر لبيئة طاردة للسكان، مشيرة إلى أن الرواية قدمت صورة مبسطة عن أهل قرية “درونكة” ومدى تهميشهم وفقرهم وعزلتهم عن العالم، وتتناول سفر الطلاب المصريين إلى أقرب بلد بالنسبة لهم، وهى “اليونان”، بمنطق غزو اللحم الأبيض، وكيف أنهم كسروا كل التابوهات المتعلقة بالجنس فى بلادهم، وضربوا بها عرض الحائط، حيث إن الجنس هو الخيط الرابط بين خيوط العمل، فى ضوء تقديم نماذج إنسانية شديدة الخصوصية. خاصة بطل الرواية “رمضان” الذى قبل أن يغير ديانته ويتنصر مقابل الحصول على المال.

وأوضحت “بكر”، خلال مناقشة رواية “رمضان المسيحي”، بقاعة ضيف الشرف، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي، أن الرواية تحمل قدرًا كبيرًا جدًا من السخرية، المعتمدة على المفارقة، كذلك تعبر عن الدين الشعبى فى مصر، الذى هو جملة من الطقوس البعيدة عن فلسفة الدين، مشيرة إلى إمكانية تصنيف الرواية بانتمائها إلى الواقعية القذرة، من حيث تناول القاع الاجتماعى المصري، بعوالمه المتباينة، وتناقضاته، وإنسانيته، حيث حرص المؤلف على تصوير الشخصيات داخليًا كتعبير قوى عن ذلك العالم السفلي.

وأضافت “بكر”، أن هذا العمل وثيقة تتعلق بجانب مجهول من تجربة إنسانية عاشها شباب مصريون، وهى ظاهرة تكررت عبر عقود ممتدة من القرن الماضى وحتى الآن، وتضم عوالم شديدة الخصوصية، تعبر عن المسكوت عنه والمهمش فى الحياة. مؤكدة أن اللغة شديدة التعبير عن الشخصيات المحركة للأحداث، وتعبر عن مرجعياتهم.

 

 

    Dr.Radwa
    Egypt Air