أصيب شخص واحد على الأقل بجروح خطرة في كولومبو، حيث فرضت السلطات حظر تجول إثر محاولة مئات المتظاهرين اقتحام منزل الرئيس جوتابايا راجاباكسا، احتجاجاً على إدارة حكومته للأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في البلاد منذ 7 عقود.
وأطلقت قوات الأمن النار لتفريق الحشود، ولجأت إلى قنابل الغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، الذين كانوا يطالبون باستقالة راجاباكسا.
وأشعل المتظاهرون النار في حافلة للجيش وسيارة للشرطة في حي ميريانا السكني حيث منزل الرئيس، وهدموا جداراً قريباً، واستخدموا حجارته لرشق الشرطة والجيش، وقالت مصادر رسمية إن "راجاباكسا لم يكن في منزله خلال هذه المواجهات".
وإثر المواجهات العنيفة فرضت السلطات حظر تجول في العاصمة إلى أجل غير مسمى، وبعد أربع ساعات من اندلاع العنف كانت المنطقة لا تزال مغلقة أمام حركة السيارات.
وتفجر الغضب بسبب أزمة اقتصادية غير مسبوقة في البلاد منذ 7 عقود، واعترفت الحكومة بأنها الأسوأ منذ الاستقلال في 1948، ففي السنوات الماضية تعرضت البلاد التي خرجت من عقود من الحرب الأهلية في 2009 لكوارث وأحداث مؤلمة.
وعانت الزراعة جفافاً كارثياً في 2016، وقضت هجمات إرهابيين على السياحة في أحد عيد الفصح في 2019 أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 279 شخصاً، ثم جففت جائحة كورونا تحويلات السريلانكيين العاملين في الخارج.
وتشكل السياحة وتحويلات المغتربين المصدر الأساسي للعملات الأجنبية التي تحتاجها البلاد لسداد كلفة الواردات وخدمة الدين الخارجي البالغ 51 مليار دولار.
وبسبب النقص الشديد في العملة الأجنبية، عجزت الجزيرة عن استيراد سلع حيوية، فتشكلت طوابير طويلة أمام محطات الوقود، ولم تعد أدوية كثيرة متوفرة في الصيدليات، بينما يمضي كثيرون الليل على ضوء الشموع بسبب انقطاع الكهرباء.