40 عاما مرت على رحيل اللواء عبد المنعم الميقاتي أول طيار حربي مصري أحد الأبطال الذين أسسوا سلاح الطيران في ثلاثينيات القرن الماضي، ورحل عن عالمنا في أبريل 1982، عن 78 عامًا.
كان اللواء الراحل عبد المنعم الميقاتي أول طيار مصري حيث تعلم الطيران ضمن 5 طيارين بمدرسة الطيران بإنجلترا، مع أحمد عبد الرازق، وأول شهداء القوات الجوية المصرية، مع فؤاد حجاج، استقبله الملك فؤاد الأول كأول طيار مصري، وأهداه وزميليه هدايا ذهبية.
اللواء عبد المنعم الميقاتي
ولد اللواء الراحل في 8 يوليو 1904، بمدينة رشيد وكان والده المرحوم محمود عبد الفتاح الميقاتي، ووالدته أنيسة المغربي، وتخرج في الكلية الحربية في 1 يوليو 1927، وخدم بالجيش بالمنطقة الجنوبية - منقباد - بأسيوط ما يقرب من العامين.
وبعد ذلك انتخب ضمن بعثة تعلم الطيران، وكان أقدم أفرادها، والتحق بكلية الطيران البريطاني، بابي صوير، في 9 أبريل 1929، وتخرج فيها 31 يناير 1930، قم أرسل إلى إنجلترا للتخصص في تسليح الطيران بمدرسة، ايست تشيرش، التابعة لسلاح الطيران البريطاني، وتخرج فيها 16 يناير 1931.
وبعد ذلك التحق بمدرسة هنلو لدراسة مظلات النجاة، وتخرج فيها، وقفز بالمظلة في 21 مارس 1931، وعند عودة إلى مصر خدم في سلاح الطيران المصري من يوليو عام 1931، حتى أبريل عام 1934، واشترك في هذه الفترة في إحضار أسراب سلاح الطيران المصري الأولى من إنجلترا إلى مصر 3 مرات.
محطات في مسيرته العسكرية
كما أرسل في بعثة إلى إنجلترا للتخصص في أعمال التعاون مع الجيش، وحصل علي شهادة التعاون من أولدسيرم في 25 يوليو عام 1935، والتحق بأسراب التعاون البريطاني رقم 16 برتبة اليوزباشي طيار في 26 يوليو 1935 لمدة 3 أشهر، ثم عاد ليخدم في سلاح الطيران المصري بالأسراب الأولى على الحدود الليبية أثناء حرب إيطاليا مع الحبشة 1935/1936.
ومن سنة 1937، حتى سنة 1940 خدم قائدًا للأسراب الأولى تعاون بالصحراء الغربية، والوحدات، والمنطقة الشمالية الساحلية، ومنطقة البحر الأحمر مؤديًا واجبات التعاون للقوات البرية، والبريطانية وحراسة القوافل ضد الغواصات، وبعد ذلك تم تعيينه قائدا لمحطة الماظة الجوية عام 1941، ثم انتخب لحضور فرقة أركان حرب، وأمضى بدرجة "ب" في 1 يناير 1943.
وعين وهو برتبة قائد جناح، نائبًا لمدير سلاح الطيران المصري، ثم قائدا فنيًا لسلاح الطيران، وهو برتبة قائد لواء جوي، ثم برتبة قائد فرقة جوية، ثم برتبة قائد الأسطول الجوي (لواء طيار)، إلى أن أحيل للتقاعد في 9 سبتمبر 1952 بعد أن أمضى برتبته 3 سنوات بناءً على القانون الساري وقتها.
وقد خدم الميقاتي في حرب فلسطين عام 1948، وعين مديرًا للطيران بالشركة المصرية للطيران، والسفريات في سبتمبر 1953، إلى أن جاء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، فعين نائبا للحارس العام عليها، وعلى شركتي "ساير" و"كولي" إلى أن بيعت الأولى، وصفيت الثانية، وفي عام 1957 أصبح عضوًا لمجلس الأمة عن مدينة رشيد مسقط رأسه.
كما انتخب عضوًا مؤسسًا في نادي روتاري مصر الجديدة سنة 1954، بالإضافة إلى افتتاحه مكتب توكيلات شركات الطائرات في سبتمبر 1959، وعندما ألغى ، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، التوكيلات الخاصة عام 1962، عين عبد المنعم الميقاتي مديرًا عامًا لإدارة التوكيلات بمؤسسة النقل الجوي لمدة 5 سنوات، وبعد أن احيل إلى المعاش للمرة الثانية في يوليو 1967 افتتح مكتبه الخاص ممثلًا لبعض الشركات الأجنبية.
تكريم عبد المنعم الميقاتي
وتقديرا لدوره العسكري وتاريخه، حصل الميقاتي على عدد من النياشين منها نيشان النيل من الدرجة الخامسة، والرابعة، والثالثة، ونجمة الملك فؤاد الأول العسكرية، وميدالية محمد علي، ونوط الشرف السوري المذهب من الطبقة الأولى، والوسام الحربي السوري، ونجمة فلسطين ومشبكها.