الخميس 25 ابريل 2024

الاختيار الثالث.. ليفل الوحش!

مقالات4-4-2022 | 20:41

لايزال الترقب سيد الموقف كل عام، منذ بدأ المخرج بيتر ميمى تحديه الأقوى فى مشواره الفنى بمسلسل "الاختيار" ليظل السؤال: ماذا سيفعل فى العام التالى مع اختياره؟

فكل الملايين المترقبة للاستمتاع والتى تراهن على النجاح وتنتظر أن ترى تفاصيل ما حدث متجسداً على الشاشة، تواجه أخرى متعطشة للهجوم المباغت، فهاهو ككل عام بين شقى الرحى يسعى لتجاوز ذلك الحصار، ويحلق فى مساحته الخاصة؛ باحثاً عن الجديد.

 

فبعد أن أنهى اختياره الثانى كان "موساه" العصا الذى حلق به فى سينما يسعى من خلالها لخلق طريق خاص، وتصاحبه بعدها "الغزالة" الرايقة فى منطقة أخرى، هاهو يعود لاختياره بالجديد متمكناً من أدوات التوثيق التى بدأها فى الاختيار الأول، الذى رغم المساحة المحددة للشخصيات والتوقيت، استطاع أن يقدم خطوات فى طريق الدراما التوثيقية محورها وجهها الوفاء والخيانة، ثم كانت المرحلة الثانية لفترة تاريخية من عمر الوطن تحدياً آخر، فكيف يقدم ما نعرفه جيداً من أحداث وتفاصيل؟.. لكنه الآن فى اختياره الثالث يقابل "الوحش" حيث الكثير من اللحظات التى عليه أن يوثقها بأدواته الدرامية ويصنع منها الحالة الاختيارية.

 

الاختيار الثالث هو اللقاء الثانى ما بين بيتر ميمى والكاتب هانى سرحان، الذى جاء انسجامهما واضحاً فى الثانى وتطورت تجربتهما فى المزج بين الدراما والواقع، لتضيف مساحة أخرى يصاحبها عادةً التحديات، لدرجة يختلط فيها على المشاهد المسافة بين الواقع والتمثيل وتتلاشى فى لحظات حوائط الإبداع ليرى ما حدث، وكأنه إفاقة حلم بُعثت من جديد، وتبدو المفاجأة هذه المرة ما قبل تتر البداية أو مقدمة المسلسل، وكأنه يبدأ من النهاية جامعاً كل الخيوط غير مبالٍ بعبء الحلقات المقبلة فيفاجأ الجميع بالشخصيات رأى العين ما بين واقع ودراما وما يشكله ذلك من صعوبة، فالكل يعرفونهم "نفر ... نفر" ويعرف ما حدث وما قيل إنه حدث، لكن المفاجأة أن "كله مكتوب" صوت وصورة، يمزجه بيتر ميمى كمايسترو يمتلك أدواته بكل اقتدار ويساعده فى تحقيق ذلك فريق عمل يدرك ثقل المهمة، فيغزل بالصوت وملامحه وكافة تفاصيل الصورة دقات الزمن وملامح التاريخ.

 

تحية لفريق عمل الاختيار الثالث على ملحمة الحلقة الأولى التى ستثقل كاهل الحلقات التسعة والعشرين، فعبء البداية أقوى بكثير خاصة أنه بدأ بلحظة الذروة وتقرير المصير لوطن كان جريحاً فى أزمته، ينتظر الخلاص ولا يدرى أين السبيل.

هذه البداية تخبرنا أننا سنرى ما حدث بالفعل، ونفتح أبواب الخفايا التى كانت على مدى السنوات الماضية لا تتجاوز القيل والقال، وسيأتينا الاختيار الثالث بمفاجآت الواقع من خلال فريق عمل تم اختياره ببراعة، جعلتنا نتساءل كيف استطاع هؤلاء أن يأتونا بشخصيات رأيناها وسمعنا صوتها ورأينا حديثها ونعرف جيداً ردود أفعالها؟.. سحر المفاجآت التى صاحبت البداية تجعلنى على يقين أن ذلك الفريق بقيادة المايسترو المتألق قادر على إبهارنا فى المقبل، ويمكنه تجاوز كل المستويات واستغلال كل العوامل والتحديات والصعود بها نحو النجاح، فما بالنا وهو يمتلك كل عوامل الفوز على الجميع.

Dr.Randa
Dr.Radwa