يأتي شهر رمضان من كل عام مصطحبًا معه عاداته وتقاليده الجميلة التي ينتظرها الناس بفارغ الصبر وبشغف كبير من عام لعام، كالفوانيس وتعليق الزينة، ومسلسلات رمضان، والبرامج الترفيهية التي تمثل جزءً كبيرا من احتفالات الشهر الكريم، بجانب طبعًا الجوانب الروحية الأساسية المتبعة في هذا الشهر المبارك، ومن ضمن هذه الأشياء المنتظرة التي تحيى طبيعة الشارع والمجتمع في رمضان بالطبع أغانيه الخاصة التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا به على مر سنوات طويلة، وعلقت في أذهاننا نحن الشعب المصري، والتي تعبر عنه وعن أخلاقه وفضائله، وترحب به، وتشعر الناس بقدومه، وتشاركهم أفراحهم به، وقُدمت الأغاني لرمضان بأنواع مختلفة، كالأغاني الاجتماعية الرمضانية والأغاني والأدعية الدينية، فلكل منَّا أغنية معينة يحبها، وترتبط بذهنه ويسترجع معها ذكرياته في هذا الشهر.

أغنية أهو جه يا ولاد

تعد أغنية أهو جه يا ولاد من أشهر الأغاني التي تتردد في مجتمعنا المصري منذ أكثر من نصف قرن مضى، تجدها مذاعة في كل مكان في الشوارع وفي الحارات وفي وسائل الإعلام معلنة عن قرب قدوم أعظم شهور السنة شهر رمضان الكريم.

قدمت هذه الأغنية عام 1959م،  فرقة "الثلاثي المرح" أشهر فرقة غنائية في ذلك الوقت وكانت تضم  وفاء محمد مصطفى وصفاء يوسف لطفي وسناء الباروني (شقيقة سهير الباروني) خريجوا معهد الموسيقي العربية، حيث ظهرت هذه الفرقة في الخمسينيات من القرن الماضي، وتميزت بأعمالها الاجتماعية الخفيفة التي تناسب جميع المستويات المختلفة، وكانت تقدم لون جديد نال على إعجاب كبير من الجمهور.

كتبت كلمات الأغنية نبيلة قنديل وقام بتلحينها زوجها الموسيقار علي إسماعيل، وتقاضى وقتها نظير تلحينه مبلغ 20 جنيهًا، بينما تقاضت فرقة الثلاثي المرح مبلغ 140 جنيهًا لأدائها، وقدمتها الإذاعة المصرية للجمهور، ويأتي مطلعها:

أهو جيه يا ولاد.. هيصوا يا ولاد

أهو جيه يا ولاد.. زقططوا يا ولاد

في كل عام ويانا معاد

وعمره مابيخلفش معاد