لا يعلم الكثير أن المقاهي المصرية تعدّ جزء يمثِّل تاريخ مهم من تاريخ جمهورية مصر العربية، وأنها ليست مجرد أماكن للتجمعات وقضاء أوقات الفراغ كما يظن البعض، فداخل مصر العديد من المقاهي ذات التاريخ والأثر، الذي يفوح منه عبق التاريخ، وقد شهدت المقاهي المصرية إنطلاقًا فكريًّا وثقافيًا كبيرًا، على مر حقبات زمنية مؤثرة استطاعت تغيير التاريخ، حيث جمعت المقاهي كافة الطبقات الاجتماعية أسفل سقفها، واكتسبت شهرتها من قامات مرتاديها، على كافة المستويات الفكرية والثقافية وفي مختلف المجالات، السياسية والفنية والأدبية وغيرها.
يعد مقهى رضا علوان من أشهر وأبرز مقاهي بغداد الثقافية، حيث يعود تاريخ إنشائه إلى الستينيات من القرن الماضي، تأسس عام 1960م، كمحل بسيط لبيع القهوة في بغداد ولكنه لا يزال يحافظ على تراثه حتى الآن مثل باقي المقاهي التراثية الأخرى في بغداد مثل مقهى الزهاوي والشابندر.
يعتبر المقهى من أهم الأماكن التي تقام فيها منتديات ثقافية متنوعة ما بين أمسيات شعرية وعروض مسرحية وفعاليات خيرية، ويرتاده أبرز الشخصيات الثقافية والفنية، من مثقفين العراق والوطن العربي، والعديد من الشخصيات رفيعة المستوى من السياسيين والدبلوماسيين.
ويتميز المقهى بجوه الصحي، حيث تمنع فيه تقديم الشيشة والتدخين بوجه عام، وعدم إذاعة الأغاني مما يخلق جو هادئ يجب إليه طلاب الجامعات والثانوية لأداء واجباتهم، كما يتوفرؤ داخل المقهى العديد من الكتب والجرائد للقراءة من قبل رواده.