الخميس 21 نوفمبر 2024

ثقافة

مساجد مصر.. الصالح طلائع (30-30)

  • 1-5-2022 | 15:21

مسجد الصالح طلائع

طباعة

قديما كان يطلق على القاهرة مدينة الألف مئذنة لكثرة عدد مآذن المساجد بها، البالغ عددها 500 مسجد، ربما قيلت تلك المقولة قديمًا، قبل أن تنهار مئات المآذن بفعل الكوارث الطبيعية، مثل زلزال 1302 ميلادية، أو حتى زلزال 1992، وكذلك بفعل حرائق الفسطاط، أو تتابع الدول والممالك على مصر، أو ربما قيلت في مرحلة متأخرة، حيث زادت عدد المساجد بشكل كبير خلال القرون الأخيرة، حيث أن بيانات إحصائية أخيرة قالت إن إجمالي عدد المساجد والزوايا الموجود بمصر بلغ 132 ألفًا و809 مساجد وزاوية، منها 102 ألف و186 مسجدًا، و30 ألفًا و623 زاوية.

ونستعرض معكم عبر بوابة دار الهلال، خلال شهر رمضان الكريم يوميًا، أحد أشهر المساجد التاريخية في مصر، ونتناول اليوم مسجد الصالح طلائع.

مسجد الصالح طلائع بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، هو آخر ما بناه الفاطميون في القاهرة "555 هـ ــ 1160م"، قبل سقوط الدولة الفاطمية بـ 11 عامًا، وأمر بإنشائه الوزير الصالح طلائع بن رزيك، والذى كان وزيرًا للخليفة الفاطمي الفائز، ثم للخليفة العاضد من بعده.

وأمر "ابن رزيك" ببناء المسجد ليدفن فيه رأس الإمام الحسين لكن الخليفة الفاطمى الفائز لم يمكنه من ذلك، حيث أشار عليه خواصه بأن رأس الإمام الشهيد جد الفاطميين يجب أن تكون في القصر، فأعّد له الفائز مشهدًا خاصًا داخل باب الديلم أحد أبواب القصر الفاطمي.. وهو المشهد القائم حاليًا.

ورغم إتمام بناء الجامع في المعاد المحدد 555 هـ إلا أن أول صلاة جمعة تقام فيه كانت بعد 100 عام من إنشائه، وبالتحديد في عهد السلطان المملوكي عز الدين أيبك "1250 هـ ـ 1257م"، ليصبح بعد ذلك مسجدًا جامعًا.

جامع الصالح طلائع أحد المساجد الكبيرة، وتبلغ مساحته 1522 مترًا، ويطلق عليه الجامع المعلق، نظرًا لأنه كان يرتفع عند بنائه 4 أمتار عن مستوى الشارع الأرض، وللمسجد 4 وجهات مبنية بالحجر والوجهة الغربية أهم وجهات الجامع وبها الباب العمومي أمامه رواق محمول على 4 أعمدة من الرخام تحمل عقودًا مزخرفة عليها أفاريز من كتابات قرآنية بالخط الكوفي المزهر.

يحتوي جامع الصالح طلائع على زخارف متنوعة تملأ مسطحاته الداخلية والخارجية والتي تتميز بالدقة في عناصرها الهندسية، إلى جانب الكتابات القرآنية الكوفية المزهرة التي تدور حول عقود رواق القبلة ونوافذ الجامع.

والجامع مستطيل يتوسطه صحن مكشوف مساحته 454 مترًا مربعًا، وبه صهريح أرضي يحيط بالصحن 4 أروقة أكبرها رواق القبلة الذي يتكون من 3 بائكات، والثلاثة الأخرى يتكون كل منها من بائكة واحدة فقط، ذات عقود محمولة على أعمدة من الرخام ويعلو كل عقد شباك صغير مفرغ بزخارف نباتية.

وبحسب البيانات الصادرة مؤخرًا عن جهاز الإحصاء، فإن محافظة الشرقية تأتي في المركز الأول من حيث انتشار عدد المساجد والزاويا بها، يليها محافظة البحيرة، ثم القاهرة، وتمثل هذه المساجد تطورا في فن العمارة والتي تطورت تطورًا سريعًا ساير ركب الحضارة الإسلامية فتتعدد أشكالها وأساليبها تبعا لتعدد وتغير وظائفها، فالعمارة الإسلامية بدأت ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا على أننا إذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيها، وعلى ذلك نجد أن أول عمل قام به الرسول صلى آله عليه وسلم عند هجرته من مكة إلى المدينة هو بناء المسجد في مربد التمر الذي بركت فيه ناقته وكان بناؤه بدائيا بسيطا فكانت مساحته 60 في 70 ذراعًا وجدرانه من اللبن وسقف جزء منه بسعف النخيل وترك الجزء الآخر وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل، نهج بعد ذلك المسلمون هذا المنهج في بناء مسجد البصرة عام 14 هـ ومسجد الكوفة عام 18 هـو كانت مساجد الكوفة والبصرة خالية من المحاريب المجّوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة