مع بداياته السينمائية حصر المنتجون الفنان فريد شوقي في أدوار الشر، وإن كان قد برع في تلك الأدوار الأولى والتي أسماها صناع السينما "نجاح بعيد المدى" إلا أنه رأى أن تلك الأدوار جلبت له الكثير من المتاعب في أول مشواره الفني، حسب ما أكده بقلمه لمجلة الكواكب عدد 5 مايو 1953 أي منذ 69 عاما بالتمام والكمال.. والتفاصيل في سطورنا التالية.

 

أكد الفنان فريد شوقي في مقاله بالكواكب أنه لاقى سخطا كبيرا من الجمهور وصل إلى حد الشتائم بسبب قيامه بأدوار الشر التي أجادها، ومن فرط إجادتها كرهه الجمهور، حتى تلقى نصيحة من صديق له يطلب منه تغيير شخصيته الفنية، لأن الناس أصبحت لا تذكر الشر إلا وأقرنت به إسمه.

 

 وأكد فريد أنه ليس كما يتصوره الناس وليس كما يبدو على الشاشة، وقال أن كل أصدقاءه يعلمون أنه طيب القلب إلى حد السذاجة ولا يضمر الشر لأحد، وأنه لا ذنب له على إجادته لتمثيل أدوار الشر التي يصر المخرجون على صلاحيته لتمثيلها.. وبسبب نجاحه في تلك الأدوار المكروهة حسب تأكيده، فقد روى عدة طرائف حدثت له بالفعل.

 

محضر تحقيق

من الطرائف التي رواها الفنان فريد شوقي أنه كان قد تأخر يوما وهو في طريقه إلى الأستوديو، وكانت سيارته معطلة عند الميكانيكي، فأسرع ليوقف سيارة أجرة، وعندما هم بالركوب استوقفه السائق معترضا وهو يقول:

ــ نعم ؟.. يا فتاح يا عليم !

ــ عايز أركب التاكسي

ــ ليه ؟.. عامل جريمة وعايزني أهربك ؟

ــ جريمة ايه يا راجل ؟.. أنا عاوز أروح الأستوديو

ــ وجاي منين دلوقت ؟

ــ وانت مالك ؟ .. من امتى بتحقق مع الزباين؟

ــ الزباين اللي زيك لازم أحقق معاهم علشان أنا أخاف على نفسي أخش في سين وجيم

ــ سين وجيم ايه ؟ .. هو يا راجل أنا اعرفك ؟

ــ لا .. انما أنا اللي اعرفك من السيما .. شغل البكش والأونطة اللي بتعمله على الستات الغلابة!

 

وبعد ذلك الحوار لم يفلح الفنان فريد شوقي في إقناع الرجل بأن هناك فارقا كبيرا بين حياته الشخصية وأدواره كممثل.

 

ربنا يهديه

يستكمل الفنان فريد شوقي طرائفه حول أدوار الشر فيقول .. عندما تزوجت من الفنانة هدى سلطان دق جرس التليفون في منزلنا، وتحدثت إلى زوجتي سيدة مجهولة وقالت لها " أنا آسفة .. لساني مش قادر يطاوعني على تهنئتك ، لكن ربنا يهديه ويعاملك كويس" وسألتها هدى سلطان " ليه ؟.. فيه حاجة ؟ " ، فأجابت السيدة" ليه ؟.. انتي متعرفهوش؟" .. متفرجتيش على أفلامه ؟.. روحي شوفيه وانتي تعرفي انتي اتجوزتي مين".

 

إلى هنا انتهت مقالة الفنان فريد شوقي بتلك الخاتمة الطريفة التي تعبر عن سذاجة بعض الجمهور، لكن بكتابته لتلك المقالة وما لاقاه من الجمهور بسبب أدواره الأولى التي بدأها عام 1946 بفيلم ملاك الرحمة مع فاتن حمامة استطاع أن يصبح بطلا للشاشة وتنوعت أدواره بداية من منتصف الخمسينيات بفيلمه الرائع "رصيف نمرة 5" و"بور سعيد" و"الفتوة"، حتى أصبحت أفلامه من علامات السينما المصرية، ورغم إطلاق لقب "وحش الشاشة" على الفنان فريد شوقي بسبب براعته في أدوار الحركة والمطاردات، إلا أنه برع أيضا في الأفلام الكوميدية ومنها "صاحب الجلالة" و"30 يوم في السجن". أما فيلم "كلمة شرف" فهو المؤكد على براعة فريد شوقي وقدرته على تقمص كل الإدوار، منها المحامي والضابط والطبيب.

فريد شوقي مع أنور وجدي وعبد العزيز محمود في فيلم شباك حبيبي