ما يمر به العالم من أزمات اقتصادية غير مسبوقة، ستفضى فى النهاية لخلق نظام مالى عالمى جديد.. فبالإضافة لما خلفته جائحة "كورونا"، جاءت الأزمة الروسية الأوكرانية وما أحدثته من تداعيات اقتصادية وموجات تضخم ضربت جميع الدول ومنها أعتى الاقتصاديات العالمية.

مؤخرا أعلن مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى رفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية للتعامل مع ما وصفه بأسوأ تضخم شهدته أمريكا منذ 40 عاما.. قرار الفيدرالى الأمريكى يعد محاولة لتقوية الدولار بعد أن تراجع أمام الروبل فى أوروبا، والذى شهد ارتفاعًا غير مسبوق فى تاريخه بعد قرار روسيا بربطه بصادراتها من الغاز والنفط، ويعد خطوة استباقية وما سيتبعه من عمليات رفع متوقعة لأسعار الفائدة من المركزى الأمريكى فى ظل استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية، ومع ما يتواتر من تقارير عن ربط صادرات النفط السعودية إلى الصين باليوان الصينى.

كل هذه الأزمات باتت تهدد عرش الدولار الذى لا يعدو كونه ورقة شجر مثل غيره من العملات، ولكن ربطه بالنفط بدلًا من الذهب منذ سبعينات القرن العشرين هو ما رفع قيمته دوليا.. وفى ظل الضبابية الاقتصادية التى تسيطر على العالم بات الرجوع للذهب وزيادة نسبة الاحتياطى منه ملجأ آمنًا للدول التى تنظر للمستقبل.