الخميس 16 مايو 2024

الجارديان: بوتين يسعى لتجميل صورة حرب أوكرانيا أمام شعبه

الرئيس الروسي

عرب وعالم10-5-2022 | 11:18

دار الهلال

 قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى مقالة افتتاحية أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حاول خلال كلمته التى وجهها للشعب الروسى فى ذكرى النصر فى الحرب العالمية الثانية أمس الإثنين أن يُجمل صورة الحرب الروسية فى أوكرانيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين حين أصدر القرار بشن العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا فى فبراير الماضى كان ينوى أن تكون عملية سريعة وخاطفة بحيث يحتفل بانتصاره فى أوكرانيا مع احتفالات ذكرى النصر فى التاسع من مايو إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن، فقد ألقت المشاكل التى يواجهها الجيش الروسى فى أوكرانيا بظلالها على احتفالات ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية فلم تخرج بالشكل المعهود كل عام. فعلى سبيل المثال، خلت احتفالات هذا العام من عروض الطيران العسكرى التى كانت القوات الجوية الروسية تقدمها فى الاحتفالات السابقة.

وتضيف الصحيفة إلى أن القوات الروسية لم تتمكن حتى الآن من تحقيق انتصاراً مؤكداً فى أوكرانيا مما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد أن كلمة بوتين فى احتفالات ذكرى النصر هذا العام سوف تتضمن الإعلان عن إجراءات تصعيدية جديدة فى أوكرانيا ولكن حسناً فعل بوتين أنه لم يعلن عن أى خطوات تصعيدية ولم يوجه تحذيرات للدول الغربية بشأن قدرات موسكو النووية وخلت كلمته كذلك من إعلان حرب والذى كان سيقتضي استدعاء جميع قوات الاحتياط فى الجيش الروسى.

ولكن بدلاً من كل ذلك، فقد استغل بوتين الفرصة لتجميل صورة الحرب فى أوكرانيا أمام الشعب الروسى وتبرير العملية العسكرية هناك بدعوى أن كييف تسعى لامتلاك أسلحة نووية وأن القوات الروسية فى أوكرانيا تقوم بالدفاع عن مناطق دونباس والقرم من غزو قوات مدعومة من أمريكا.

وتشير الصحيفة إلى أن بوتين أوضح فى معرض دفاعه عن العملية العسكرية فى أوكرانيا أن القوات الروسية تدافع عن أراضى تنتمى إلى روسيا الأم كما فعل أباؤهم وأجدادهم فى السابق. وتضيف الصحيفة أنه كلما طالت مدة الحرب فى أوكرانيا كلما زادت التوقعات أن العقوبات المفروضة على روسيا سوف تؤدى إلى انكماش اقتصادى قد يصل إلى 12 بالمائة بنهاية العام الحالى فى الوقت الذى يسعى فيه الاتحاد الأوروبى إلى التوصل لاتفاق لفرض حظر على صادرات الغاز الروسية.

وتؤكد الصحيفة أنه فى الوقت الذى تزداد فيه شعبية الرئيس بوتين داخل روسيا حيث تشير استطلاعات الرأى إلى أن نسبة التأييد له تجاوزت 80 بالمائة مقارنة بالشهور السابقة، إلا ان القلق والخوف مازالا يسيطران على قطاع من الشعب الروسى بسبب الحرب فى أوكرانيا.

وتختتم الصحيفة المقال بالإعراب عن اعتقادها أن معارضة جانب من الشعب الروسى للعملية العسكرية الحالية قد لايمثل أهمية ذات بال بالنسبة للرئيس بوتين فى الوقت الحالى ولكن مع استمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا وطول مدة الحرب التى تستنزف الكثير من الموارد الاقتصادية ستمثل معارضة الشعب الروسى لهذه الحرب مشكلة حقيقية للرئيس بوتين.