لا أدرى ما الذى يدفع بعض المواطنين أن يسلموا أنفسهم وأموالهم للنصابين والمستريحين.. فهل الطمع أم الجهل أم الأفكار المضللة أم افتقاد القدرة على إقامة مشروع أو استثمار.. يقيناً لا ينجح «المستريح» إلا إذا وجد الطماع.. فحالة اللطم على الخدود، وشق الجيوب، والعويل والصراخ والندب التى يعانى منها ضحايا المستريحين، لا مبرر لها على الإطلاق.. فجرائم توظيف الأموال ينشرها ويتحدث عنها الإعلام بغزارة.. الناس لم تتعظ ولم تتعلم الدرس.
ظاهرة «المستريحين» لا تقتصر فقط على الأموال، ولكنها موجودة فى السياسة.. فنصابو السياسة أشد خطورة من «المستريحين» بتوع توظيف الأموال.. فلطالما خدعوا الناس، وغرروا بهم بالشعارات الحنجورية والمتاجرات والمزايدات، والنضال الكرتوني.. مجرد «عواطلية».. يعيشون حياة الأثرياء.. فمن أين لهم هذا؟
من توظيف الأموال إلى «مصطفى البنك».. الضحايا يُلدَغُون من نفس جحر النصابين عشرات المرات.. ولا يتعظون.. ومستريحو السياسة.. أشد خداعاً وتدليساً.
قولاً واحداً.. لا حجَّة ولا مبرر لضحايا المستريحين والنصابين فى مصر الذين يجمعون أموالاً طائلة، تصل على حد المعلومات والبيانات إلى المليارات، فعلى مدار 4 عقود كاملة لم يتعظ المواطن من قضايا النصب وتوظيف الأموال من الريان والسعد إلى مصطفى البنك، نصاب أسوان، وفى المنتصف هناك مستريحون كُثُر نهبوا وخدعوا عشرات الآلاف من المواطنين، ناهيك عن ظواهر أخرى على رأسها تبييض الأموال أو خضوع المواطنين للنصب بمنح بياناتهم ومعلوماتهم البنكية وأرقام حساباتهم للنصابين، ثم تتوالى وتتعالى الصرخات والاستغاثات بعد أن فقدوا أموالهم.. وخلع بها هؤلاء النصابون لتبدأ صفحات جديدة من الندم والحسرة والألم.
الإعلام لم يقصِّر فى توعية المواطن بأفعال وإجرام وألاعيب النصابين، ولطالما نشرت الصحف مطولات عريضة عن جرائم النصب وتوظيف الأموال، والتوعية بعدم التساهل فى منح أى شخص بيانات وأرقام حسابات المواطنين فى البنوك.. ولطالما حذرت البرامج التليفزيونية وتناولت مثل هذه القضايا وأسهبت فى عرض أساليب النصب وألاعيب النصابين.. لكن الغريب أن مثل هذه الجرائم والحوادث مازالت موجودة حتى وقتنا هذا، دون أن نتعظ أو نتعلم الدرس.. ولا أدرى ما هى الدوافع التى تجبر المواطنين على التفريط فى أموالهم بهذه السهولة، رغم أنهم عانوا وشقوا وتعبوا فى جمعها، أو هى نتاج تحويشة العمر، أو حصيلة بيع أراضٍ وعقارات وممتلكات.
سبحان اللَّه.. قارنت بين مشهدين فى فيديوهين يعرضان على السوشيال ميديا.. الأول لفلاح يحصد محصول القمح من أرضه، ويرقص على أنغام الموسيقى فرحاً وسعادة بحصاد جهده وتعبه، وحصاد ما زرعه من خير.. على النقيض يظهر فى فيديو آخر أحد ضحايا المستريح فى أسوان «يتمرمغ» فى الأرض، ويهيل على نفسه التراب.. ويلطم ويندب حظه.. ويصرخ بهيستيريا نتيجة وحصاداً للطمع وعدم الاعتبار والعظة من دروس الجرائم الماضية.
نخرج من المشهدين.. الفلاح الذى زرع وحصد، والطماع الذى سلم أمواله للمستريح، بدرس مهم.. أن «اللى تعب عاش مستور، ونام مسرور.. واللى طمع عاش أو مات مكسور مقهور».. وعلى رأى مسرحية محمد نجم «واحد ليمون.. والتانى مجنون» نقول على ضحايا المستريح.. والفلاح الذى زرع وحصد: «واحد مستور مسرور.. والثانى مكسور ومقهور».
بطبيعة الحال هناك أسباب وراء ظاهرة «المستريح»، فلن ينجح نصاب أو مستريح بدون طماع جشع لا يشبع.. لذلك فإن الطمع هو أول أسباب الظاهرة، فالنصاب يجد ضالته وفريسته فى الطماع.. «السبب الثانى».. هو الجهل بكيفية الاعتماد على النفس فى استثمار المال سواء فى مشروع أو مجالات محددة للاستثمار، ولعل شهادات البنوك مثل شهادة البنك الأهلى وبنك مصر ذات العائد 18٪ أفضل بكثير من اللجوء إلى «المستريحين» وخسارة المال والحسرة والندامة على فقدان تحويشة العمر، ويدخل فى هذه النقطة أيضاً عدم قدرة المواطن على الفرز.. ويمكن أن نقول إن الطمع أعمى البصر والبصيرة والوعي، فكيف أقتنع بكلام وحديث نصاب يغرينى بأننى سأحصل على ضعف رأس المال.. فمثلاً مستريح أسوان.. كان يغازل الناس أو الضحايا بأنه سيشترى البقرة أو الجاموسة بضعف ثمنها، فإذا كانت بـ25 ألف جنيه.. سيدفع 50 ألف جنيه، ولكن بعد 3 أسابيع.. ثم لا يحصد سوى الندم والحسرة.. فكيف للمواطن أن يصدق مثل هذا الحديث ويستسلم لعملية النصب، وهذا الحديث غير المنطقي؟.. فإذا كان المستريح سوف يشترى البقرة بضعف سعرها.. فما هو مكسب المستريح؟.. وهل هو ملاك الرحمة والإنسانية.. إذن المشكلة لدى المواطن الضحية.. فلم يستمع لنداء عقله.. لذلك فالضحية لا يلومَنَّ إلا نفسه، وعليه أن يعترف بذلك.. «فالقانون لا يحمى المغفلين».. وهذه مقولة تاريخية وتعد فى قاموس المأثورات، لذلك فإلقاء اللوم على الحكومة هو كما يقولون استهبال وجنون، فالحكومة لم تكن طرفاً بين النصاب والضحية، ولم تكن ضامناً، أو حتى شاهداً لما تم الاتفاق عليه بينهما.. إذن فلماذا نلوم الحكومة، ولا نلوم أنفسنا؟.. الدولة اتخذت الإجراءات القانونية حيال هذا النصاب وحريصة على استرداد حقوق المواطنين.
فى اعتقادى أن الحديث عن التصدى لهذه الظاهرة التى لا تتوقف، وكل فترة نجد جرائم نصب وتوظيف أموال دون عظة ودرس ووعى من الماضي.. فمازال المواطن الضحية يقدم على نفس السلوك.. وكأنه يردد مقولة الفنان سعيد صالح فى إحدى مسرحياته: «بتشده ليه.. علشان يلسعني.. وسيبه.. واسيبه ليه».. فلم تُجدِ النصائح والتجارب والجرائم نفعاً مع المواطن حتى يتعلم الدرس، ويتحلى بالوعي.
لكن ما هو الحل الذى نستطيع من خلاله أن نتصدى لمثل هذه الظاهرة، طالما أن هناك أموالاً ورغبة فى استثمارها، وحتى لا يقع المواطن البسيط ضحية للنصابين، ماذا نفعل؟..
الأمر الأول: الحقيقة أن هناك أموالاً طائلة بالمليارات مازالت فى جيوب الناس، أو تحت البلاطة، فى البيوت أو المنازل، وهناك رغبة فى استثمارها.. فلماذا لا تستفيد منها الدولة وفق تصور ورؤية واستراتيجية تحقق من خلالها أهدافاً جيدة للمجتمع، ويستفيد منها المواطن صاحب المال؟.. والحقيقة أن هناك قطاعاً من المواطنين ربما أسقطناهم من حساباتنا، لا يعرفون ثقافة التعامل مع البنوك.. ربما لجهل، أو لأفكار مضللة تحتاج وعياً.. ويجد فى طريق النصابين فرصة أفضل، ثم يستيقظ على كارثة «لا طال بلح الشام.. ولا عنب اليمن».. ويخرج خالى الوفاض، وربما يسقط صريعاً بسبب ذلك، لذلك نحتاج مبادرة توعية من البنوك بالتعاون مع الإعلام، نقدم لكل المواطنين جميع الوسائل والأساليب والمبادرات للاستفادة من أموالهم المخزنة لتحقق لهم عوائد جيدة، ولابد أن تتشابك مبادرة أو استراتيجية البنوك مع رجال الدين أو المؤسسات الدينية، لتطمئن الناس عن مشروعية إيداع المال فى البنوك، وأن الفوائد أو العوائد حلال، حلال.. ولابد أن تعلن دار الإفتاء المصرية هذا بوضوح للناس.
الأمر الثاني.. أن هناك ثقافة غائبة عن الناس، وهى كيف يتاجرون ويستثمرون أموالهم فى مشروعات صناعية أو تجارية أو المساهمة فى مشروعات.. فلا أدرى أين هذه الثقافة، ومَن المسئول عنها، ولماذا لا تعقد دورات، وأين الحديث عن ريادة الأعمال، وأين المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر؟.. هناك قطاع غير قليل لا يعرف شيئاً عن هذه الأمور، لذلك علموهم كيف يقيمون مشروعات إنتاجية فى مجال الثروة الحيوانية أو الزراعية أو الداجنة، أو المواد الغذائية، أو مجال الصناعة والتجارة.. لابد أن تساهم الدولة فى نشر هذه الثقافة لدى مختلف الأجيال، خاصة الأجيال الجديدة لتمنحهم فرص عمل اعتماداً على ذاتهم وبأموالهم.
لكن السؤال المهم: لماذا لا نفكر فى تدخل الدولة لحماية وإفادة المواطنين.. بمعني.. من الممكن أن يتشارك القطاع الخاص مع المساهمين من المواطنين فى مشروعات كبرى تحقق أرباحاً طائلة وتشرف الدولة على نصيب المواطنين، ومن الممكن أن تختار مجالات أو قطاعات محددة تحقق لها أهدافاً استراتيجية، ومن ثم تستثمر أموال المواطنين الراغبين فى مشروعات مضمونة.. ومن الممكن أن تحصل الدولة على نسبة من الإشراف، وكونها الضامنة لطمأنة الناس، وبالتالى تحقيق صالح القطاع الخاص، والمواطنين الذين قد يقعون فى فخ النصابين والمستريحين.. ونحقق أهداف الدولة فى توفير احتياجات الدولة من سلع ومواد وإنتاج معين، وتوفير فرص عمل حقيقية للمواطنين.
من الواضح أننا نعانى من «أمِيَّة» فى مجال استثمار أموالنا.. ولا نجيد توظيفها فى مشروعات ذاتية تحقق لنا النجاح، فنحن أمام مجموعة من الطرق.. منها أن نعلم الناس ونكسبهم ثقافة الاستثمار والعمل الخاص، أو وضع الأموال فى البنوك أو الشركات التشاركية بين القطاع الخاص «رجال الأعمال» الذى يدخل بحصة أو نسبة.. والمواطنين الراغبين بحصة أو نسبة أو أسهم تدر عليهم دخلا سنوياً أو شهرياً بضمان الدولة وإشرافها.. ومن هنا لا يكون أمام المواطن أى حجة أو شماعة أو ذريعة لأن يقع فى شباك المستريحين والنصابين.
الوعى مطلوب.. ونشر ثقافة ريادة الأعمال والاستثمار وكيفية إقامة المشروعات التى تدر الدخل الوفير على أصحابها مطلوب.
«المستريح» .. فى مجال السياسة
للأسف الشديد.. إن ظاهرة «المستريح» لا تقتصر على مجال المال وخداع المواطنين الضحايا لنهب أموالهم.. ولكن ظاهرة «المستريح» موجودة فى السياسة أيضا.. فلطالما انخدع الناس وتم تضليلهم والنصب عليهم باسم الزعامة والشعارات الحنجورية وتصدير البطولات الزائفة والانحياز للبسطاء والخوف على الشعب باسم النضال والكفاح والزعامة.. أحدهم خرج علينا على تليفزيون الـ»بي.بي.سي» الذى وجد ضالته فى رئيس حزب الكرامة أحمد الطنطاوي، الذى يملأ السواد والحقد والكراهية قلبه على أى نجاح.. وللأسف يعانى عمى الألوان السياسي، فلم ير على مدار 8 سنوات أى إنجاز أو نجاح، رغم أنه يخرق عينيه.. ليثبت أنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور.. هذا الغرور والصلف والعجرفة التى بدا عليها السيد الطنطاوي، وكأنه «جيفارا» أو عبدالناصر، أو موحد القطرين، لا أجد لها أدنى مبرر سوى «أحاديث إفك» تطلقها حنجرته المسمومة.. ويحاول أن يروج لنا «ندية» وزعامة وقدرة.. وهو يعانى «أمية» سياسية يستطيع أن يكشفها فاقد العقل.
«مستريح السياسة».. أخطر بكثير من نصابين المال، الذين خدعوا بعض المواطنين، فهؤلاء - أقصد مستريحى السياسة - جمعوا ثروات طائلة.. وعاشوا فى القصور.. وهم مجرد عواطلية لا موهبة ولا مهارة ولا عمل لهم.. ولكن جل مكاسبهم جاءت من التنطع والنضال الكرتوني.. والتطفل على موائد السياسة وارتداء ثوب وعباءة القومية والعروبة، «فغرفوا» ملايين وربما مليارات الدولارات من «مهابيل» الشعارات الذين افتقدوا للحكمة أو الحنكة أو تقديرات المواقف السياسية فألقوا بأوطانهم إلى مستنقع التهلكة والفوضى والخراب والدمار.
هذه الإطلالة التليفزيونية التى جمعت بين شخصية مريضة، وقناة مسمومة، تلاقت فيها الأحقاد وعمليات التدليس والكفاح المزعوم، والوطنية الفشنك التى تروج من أجل التكسب والارتزاق، كشفت عن جهل متجذر فى أعماق هذه الشخصية.. ورؤى مسمومة منتهية الصلاحية، وتجارة أتلفها الوعى الذى استشرى فى جموع المصريين.. فانكشفت وسقطت أمامهم أقنعة مستريحى السياسة.. والمتاجرين بعواطف وآلام وأحوال المواطنين، وهم على نفس دين وخداع ومتاجرة الإخوان.. يروجون الكذب والتضليل والشائعات.. ومَن فات قديمه تاه.. الأخ أحمد الطنطاوى أعتقد أنه لا يعرف نفسه.. فهل يتصور أنه معروف ومشهور وزعيم.. وفشل فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. بعد أن أدرك الناخبون فى دائرته أنه مجرد مزايد ومتاجر.. وأن كل شعاراته ومزايداته مجرد أعراض لمرض الزعامة.. وتيقنوا أنه «حافظ مش فاهم»، فأقل شيء أن تقدم الأدلة والبراهين على «حديث الإفك» الذى تردده مثل «البغبغان».. فالحديث فى السياسة أو الاقتصاد ليس مجالاً للجهلاء، أو الذين يعانون من «أمية» مفرطة.. وإذا أردت أن تذهب إلى الحوار الوطنى بقلب وعقل مفتوح.. وبلا أى شروط أو مزايدات مثل باقى الأحزاب والفئات، فأهلاً وسهلاً، فأنت ليس على رأسك ريشة، أو تتوهم أنك حققت عصر فتوحات وانتصارات وإنجازات، أو يمكن أن يستفاد من آرائك التى لا تزيد على كونها مجرد أحقاد وأمراض وكراهية ومناكفات ومكايدات ومراهقة سياسية أفقدتك سيطرتك على النفس والهوي.. وأصابتك بمرض اللاموضوعية.
عليك أن تنظر فى المرآة وتسأل نفسك: هل تصدق نفسك.. هل تعلم ما تقوله، هل أنت وكيل مفوض من المصريين، وحزبك لا يعرفه الناس.. لابد أن تعلم أن الدولة صادقة وراغبة فى إحداث احتواء وتوافق وطنى لأن عقيدتها منذ الوهلة الأولى أن يكون المصريون على قلب رجل واحد.. فلم تطلق الدولة الحوار الوطنى لأنها فى أزمة على الإطلاق، ولم تفرج عن أعداد من السجناء رغم ارتكابهم جرائم وتطاولاً وخرقاً للقانون، فلم يكونوا أبداً أنقياء أو أصحاب حق، ولكنهم أُدينوا بحكم القانون، وأنها تفتح قلبها لأبنائها، وتعفو عن بعض مَن ارتكبوا الجرم فى حقها.. لكن يجب على هؤلاء «التوبة» والبراءة مما اقترفته أياديهم، والندم على ما فعلوا فى حق الدولة والقانون.
هذا الطنطاوى من الواضح أن رسالة الدولة لم تصل إليه بالشكل المطلوب، فخياله المريض صور له أنها فى أزمة وأنها مجبرة على ذلك.. ولم يدرك أن الدولة المصرية كانت على مدار السنوات الماضية منشغلة بالتصدى للتحديات والتهديدات فى الداخل والخارج ومن كل حدب وصوب، وأنها ورثت تركة من الهموم والأزمات والتحديات من العقود الماضية.. وتصدت وخاضت معركتى مصير هما معركتا البقاء والبناء، فى الوقت الذى انشغل فيه «الطنطاوي».. بالتنظير والمتاجرة والشعارات الكرتونية ودغدغة مشاعر وعواطف البسطاء بالنضال المزعوم، كانت مصر تدفع ثمناً باهظاً من أرواح ودماء أبنائها من أشرف الرجال فى الوقت الذى لم تسقط منه قطرة دمع واحدة، أو عزاء، أو نعى على شهداء الوطن.. ولكنه تفرغ للتلاسن و«قلة الأدب» والتجاوز والإساءة والمتاجرة فى الحُجرات والغرف المكيفة وجلسات النشطاء والحقوقيين الذين يعرفهم هو أكثر مني، ولطالما كالوا المزايدات على الوطن فى أصعب اللحظات وأقسى الظروف.. فعلاً سيد الطنطاوي.. اللى «إيده فى الميه.. مش زى اللى إيده فى النار».
تحيا مصر