"إحنا أصلب من كده بكتير".. هكذا أنهى الرئيس السيسي حديثه أمام الحضور، اليوم، خلال الاحتفال بمشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي، ضمن نطاق المشروع العملاق "الدلتا الجديدة للاستصلاح" بإجمالي مساحة 2.2 مليون فدان، وأرى من خلف هذه الجملة رسالة مباشرة للمصريين رداً على الكثير من محاولات النيل من إنجازات الدولة المصرية، رغماً عن سحابات ظل الوباء والحرب التي تمنع وصول ضوء الشمس للكثيرين على سطح الكوكب.
فالنهايات وفق مفاهيمنا كمواطنين هي البدايات وفق مفاهيم الرئيس، ففي الوقت الذي نظن فيه نحن أن الاحتفال بمشروع كهذا باعتباره موسم حصاد ينهي فترات طويلة من الأزمات الغذائية ونقص الموارد على مدار أعوام كثيرة، تكبدنا فيها الكثير من العملة الصعبة التي أثقلت كاهل الدولة، يحرص دوماً على أن يسبق توقعاتنا بل وأحلامنا ويركض بالمشوار ليكفينا شر الغد، فيهمس في آذاننا بضرورة الوقوف أمام ظاهرة تفشي النمو السكاني الذي ينال من أية موارد أو إنجازات بما يشل أي إحساس حقيقي بالنمو.
فمن منا كان ليتخيل أن يطل علينا يوم كهذا نحصد فيه زراعات موسم 2021/2022 بإجمالي 40 ألف فدان للقمح، و32 ألف فدان ذرة، و12 آلاف فدان شعير، و55 ألف فدان بطاطس، و65 ألأف فدان بنجر سكر، و20 ألف فدان سوداني، و630 فدان عباد الشمس، وغيرها الكثير من المحاصيل الاستراتيجية، هذا بخلاف زيادة الرقعة الزراعية لأشجال الموالح من 10 آلاف فدان إلى 17 آلاف فدان.
حيث يهدف مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي في توفير منتجات زراعية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة للمواطنين، وتصدير الفائض للخارج، ما يسهم في تقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وقبل أي شيء امتلاكنا لقرارنا السيادي، فمن يملك قوته يملك قراره ومستقبله، حيث يعتبر هذا المشروع هو قاطرة مصر الزراعية وباكورة مشروع الدلتا الجديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ويقع هذا المشروع المقام على 500 ألف فدان بامتداد طريق محور الضبعة في الاتجاه الشمالي الغربي ويقع المشروع بالقرب من موانئ التصدير والمطارات والمناطق الصناعية والمحاور الرئيسية، ويتضمن شبكة كهرباء داخلية بطول 200 كم، ومزود بشبكة طرق رئيسية وفرعية بطول 500 كم.
ويعد هذا المشروع من أهم المشروعات الزراعية التي دشنتها الدولة في 2017 لتعظيم الفرص الإنتاجية في مجال استصلاح الأراضي والإنتاج الزراعي لسد الفجوة في السوق المحلية ما بين الإنتاج والاستيراد، ويمثل أحد أهم التوسعات الاقتصادية الكبرى التي من شأنها تحقيق النمو الاقتصادي، كما أنه يوفر آلاف من فرص العمل المباشرة ومئات الآلاف من فرص العمل غير المباشرة.
قد يفوق حجم المعلومات والتفاصيل قدرتك كمواطن بسيط أو متابع جيد للاستيعاب الكامل لحجم الإنجاز، في توقيت حمل معه الكثير من التحديات الظاهرة والمعلومة سواء تداعيات الوباء أو الحرب أو غيرهم من غير المعلن، وأتذكر هنا مقولة الرئيس السيسي منذ عدة سنوات في أحد اللقاءات حينما قال بمرارة "بيعايرونا بفقرنا"، جاءها الرد اليوم منه أيضاً وفق مقولته الشهيرة "العفي محدش يقدر ياكل لقمته، فالرد العملي دائماً هو استراتيجيته في محاولة النيل من الدولة المصرية بشتى الطرق.
نصيحتي للمواطن المصري بكل فئاته وخلفياته، قبل أن تشكك في الصورة التي هي بألف كلمة، قم بالزيارة وارتأي رؤية العين المجردة من أي نزعات أو دوافع، أمتع ناظرك بالأخضر والأصفر رموز العمار والخير والصفاء والنماء، في وقت تعاني منه الأمم من لون ورائحة الرماد.