د.صابر سليمان أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: الأبحاث العلمية تحتاج عمل مستمر من أجل الوصول لنتائج حقيقية يمكن تطبيقها
الباحثون: الحكومة مطالبة بمزيد من توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في التسويق لمشروعات التنمية المستدامة
د.ماجي الحلواني عميد كلية الإعلام الأسبق : سعيدة بالشباب الواعد بتقديمه البحوث المتنوعة
أكد الدكتور صابر سليمان، أستاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن الأبحاث العملية تحتاج إلى عمل مستمر، مطالبا باتباع أسلوب جديد ينظر إلى تلك الدراسات في مجملها بناءًا على معايير معينة.
جاء ذلك من إطار إدارته لجلسة "التسويق الإعلامي الرقمي لجهود الحكومات لدعم خطط التنمية المستدامة"، ضمن فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر العلمي الدولي السابع والعشرين لكلية الإعلام جامعة القاهرة، تحت عنوان "تحديات الإعلام العربي في ضوء خطط التنمية المستدامة.. نحو رؤى مستقبلية للإصلاح والتطوير"، الذي انعقد أمس الأحد بالكلية.
وقد استهلت الدكتور ماجي الحلواني، رئيسة الجلسة، بالترحيب بجميع الحضور، والإشادة بدور وجهود الكلية في تقديم المؤتمر بأفضل صورة، ثم أعربت عن سعادتها بمشاركة الشباب الباحثين قائلة: "سعيدة بالشباب الواعد بتقديمه للبحوث المتنوعة في المؤتمرات، فيساعد ذلك على الترقي".
تضمنت الجلسة العاشرة للمؤتمر، عددا من الأبحاث العلمية، وعرض الباحثون من خلالها أبرز النتائج والتوصيات التي توصلوا إليها، إذ تدور حول استخدام الحكومة لمواقع التواصل الاجتماعي للترويج لأهداف التنمية المستدامة، كما ركزوا على التسويق الإعلامي الرقمي والاستراتيجيات التسويقية المتبعة لدعم خطط التنمية المستدامة وجهود الحكومة المصرية.
حيث ركزت دراسة الباحثة هدير محمود عبدالله، مدرس بقسم الإذاعة والتليفزيون، كلية الإعلام، جامعة القاهرة على استخدام الحكومة المصرية لمواقع التواصل الاجتماعي للترويج لأهداف التنمية المستدامة، في ضوء الاعتماد على الصفحة الرسمية لرؤية مصر 2030 على "فيسبوك" نموذجًا، فنتج عنها أن كان في المرتبة الأولى لشكل المنشورات نص مصاحب لصورة، وفي المرتبة الثانية نص مصاحب لفيديو، وفي المرتبة الأخيرة كان نص مصاحب ببث مباشر.
وجاءت الصور معبر عن النص، بالإضافة إلى استخدام الإنفوجراف، أما بخصوص اللغات المستخدمة، فكان الاعتماد بشكل كامل على اللغة العربية، فجاء استخدام اللغة الانجليزية بنسبة 0.6٪ فقط.
ومن ناحية أخرى، تصدرت الدكتورة هالة السعيد، قائمة المنشورات التي تنشرها الصفحة، تلاها ممثلو وزارة التخطيط، ثم الرئيس عبدالفتاح السيسي، تلاه ممثلو الأمم المتحدة، في حين تصدر الإطار الوطني والمحور والبعد الاقتصادي في منشورات التنمية المستدامة، مع ملاحظة الانخفاض التدريجي لأشكال مشاركة الجمهور خلال الثلاثة سنوات الماضية، كما كان تفاعل مدراء الصفحة مع الجمهور في غير موضعه في أغلب الأحيان.
بينما رصدت دراسة الباحثة، لبنى أحمد علي بيلي، مدرس بقسم العلاقات العامة والإعلان، كلية الإعلام، جامعة 6 أكتوبر جهود الحكومة لدعم خطط التنمية المستدامة بواسطة التسويق الإعلامي الرقمي، فأظهرت النتائج أن من اكثر المشروعات متابعة على التوالي مشروع تنمية قناة السويس، مشروع الإسكان الاجتماعي، المشروع القومي للتأمين الصحي، مشروع التحول الرقمي والبنية المعلوماتية، بالإضافة إلى أن أكثر من نصف العينة يثقون في مشروعات الدولة، وذلك بسبب عنصر السرعة التي تتميز به مواقع التواصل الاجتماعي في نقل المعلومة، مع قيام الأفراد بتقديم الدعم للازم لأجهزة الدولة.
ومن ناحية أخرى تناولت دراسة دكتور أمل إسماعيل عبد الرازق، مدرس بالمعهد الكندي العالي لتكنولوجيا الإعلام الحديث، اتجاهات النخبة نحو تعزيز السينما المستقلة لخطط التنمية المستدامة 2030، فأسفرت نتائجها إلى أنه بالرغم من غياب الخطط التمويلية للسينما المستقلة إلا أنها لا زالت قوم بدورها الاجتماعي، يمكن تطبيق مفهوم المسئولية الاجتماعية في ظل المعوقات عن طريق إشراك الدولة، كما أن الحرية الممنوحة لصناع للسينما المستقلة قد لا تكفل اتفاق عام للالتزام بتطبيق المسئولية الاجتماعية.
في حين أشار دكتور هاني البمباوي، ماجستير العلاقات العامة والإعلان، كلية الآداب، قسم الإعلام، جامعة الزقازيق، من خلال دراسته للاستراتيجيات التسويقية الرقمية ودورها في دعم خطط التنمية المستدامة، ليرصد لا تهمت الجهات الحكومية بالقدر الكافي حيث أنها تستخدمها كمنصات إلكترونية لعرض البياتات دون الاهتمام بتحديث المحتوى، لا يوجد أي اهتمام بالعمليات التسويقية على المواقع الإلكترونية على عكس التركيز على صحفات الفيس فاهتموا بالصور والرسوم التوضيحية، بالإضافة إلى الاهتمام بتحديث المعلومات بشكل دوري، أما عن تفاعل الجمهور كان بنسب قليلة جدًا مقارنة بحجم أعداد متابعي الصفحات، لم تستخدم تلك الجهات أي إعلانات ممولة، لذا يتضح أن الحكومة لم توفق في تعيين مسوقيين جيدين لتحسين الأداء، وقد انتهت الجلسة بتوزيع شهادات تقدير للباحثين المشاركين.
جدير بالذكر أن المؤتمر يُقام خلال يومي 29 و30 مايو 2022، بعنوان "تحديات الإعلام العربي في ضوء خطط التنمية المستدامة: نحو رؤى مستقبلية للإصلاح والتطوير"، تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وبرئاسة الأستاذة الدكتورة هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام، وإشراف الأستاذة الدكتورة وسام نصر وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر، وبمشاركة عدد من الباحثين والأساتذة وخبراء الإعلام المصريين والعرب والأجانب.