السبت 1 يونيو 2024

بالمستندات..الهلال اليوم تكشف لغز اختفاء السفينة الإماراتية "نور الهدى"

17-7-2017 | 10:26

كشفت مصادر بوزارة النقل والمواصلات عن بوادر أزمة  تلوح فى الافق بين الشقيقتين مصر والإمارات ، بعد اتهام شركة إماراتية الهيئة العامة لمواني البحر الأحمر بالاستيلاء على إحدى سفنها، اثر تعرضها لعطل وسحبها عن طريق قاطرة تابعة لهيئة مواني البحر الأحمر، وذلك حسبما أكد طاقم السفينة، والذين تم نقلهم لإخلاء السفنية، وبعد ذلك انقطعت الاتصالات بالسفينة، ولم يتم التوصل إليها ، مما دعا الشركة المالكة إلى اتهام مواني البحر الأحمر بالاستيلاء عليها والتقدم بشكوى رسمية إلى المنظمة البحرية الدولية بخصوص هذا الشأن

البداية.. تعطل السفينة الاماراتية


فى مطلع فبراير الماضى أبحرت سفينة البضائع "نور الهدى" التابعة لإحدى الشركات الإماراتية، وهى تحمل علم تنزانيا، من ميناء بورتوفيق بالسويس باتجاه السعودية وهي محملة بـ 4300 طن بضائع سكر ودقيق، وتعرضت احدى طلمبات الزيت للعطل بالمركب؛ مما تسبب في ميل أحد جوانب المركب، مما دفع طاقم السفينة إلى الاستغاثة، واستجابت لهم إحدى القاطرات، وغادر طاقم السفينة المركب

طاقم المركب يبلغ عن اختفاء السفينة

بعد مغادرة طاقم المركب للسفينة ،تم إغلاق كافة الأجهزة بها ، بعدها بعدة أيام قال طاقم المركب الذى تم إنقاذه، إنه لا يعلم  شيئا عن السفينة ،وتقدمت الشركة المالكة بالعديد من الشكاوى  لهيئة موانئ البحر الاحمر وللقوات البحرية دون جدوي؛ مما دفعها إلى التقدم بشكوى إلى المنظمة البحرية الدولية؛ للمطالبة بالكشف عن ملابسات الواقعة وموقع السفينة.

قبطان السفينة يكشف سبب العطل

قبطان السفينة سليم الصوفي، سوري الجنسية، قال إن إحدى طلمبات الزيت تعطلت بعد انطلاق السفينة من ميناء بورتوفيق، وتعرضت للميل على أحد جوانبها، وصل إلى 15 درجة، وقاموا بإرسال استغاثة، وإخطار مركز البحث والإنقاذ بالقاهرة، وتوقفت على بعد 68 ميلاً بحريًّا شرق منطقة مارينا بورت غارب جنوب البحر الأحمر، وغادرها الطاقم فور مشاهدتهم لإحدى السفن القادمة لقطر السفينة وسحبها.

وكشف أنه تم إغلاق أجهزة السفينة، وهذا لا يحدث إلا بفعل فاعل، مؤكدًا أن العطل الذي تعرضت له ليس بالعطل الخطير، وأن قطرها كان لغرض الإصلاح، فكل ما تعرضت له السفينة هو تعطل بطلمبة الزيت، ولم يغادرها الطاقم إلا بعد تأكده ومشاهدته لإحدى القاطرات القادمة باتجاههم، بناء على الاستغاثة التي أرسلوها، مؤكدًا أن السفينة لم تتعرض للغرق بعد، حيث إنها تحمل صندوقين شبيهين بالصندوق الأسود بالطائرات، وهما متواجدان في مكانين مختلفين، ويعملان بشكل تلقائي فور الغرق؛ ليرسلا إشارات تدلان على موقع الغرق، فضلاً عن أجهزة الاستشعار التي تعمل أيضًا في حالة الغرق، وترسل إشارات استغاثة حتى في حالة إطفاء الأجهزة أو الحريق والانفجار، وهي لم تعمل، وهو دليل دامغ على أن السفينة لم تغرق.


موانئ البحر الأحمر: تلقينا استغاثه من السفينة بالغرق!

قال ملاك يوسف المتحدث الاعلامى لهيئة موانى البحر الاحمر، انه بتاريخ 12 فبراير 2017 وردت اشارة من راديو القصير يفيد بأن السفينة نور الهدى و جنسيتها تنزانيا التابعة لتوكيل اميرة تتعرض للغرق بالموقع 52 ميل جنوب شرق القصير و ذلك اثناء رحلتها من ميناء بورتوفيق متجهة لليمن و على متنها 4 الاف طن بضائع عامة ( سكر و دقيق ) .


عمليات الهيئة: أنقذنا السفينة وتوجهت لميناء جده

 قام مركز عمليات الهيئة بمتابعة الموقف مع الجهات المختصة و مع توكيل السفينة و بتاريخ13 فبراير 2017 ورد فاكس من راديو القصير يفيد انه تم قطر السفينة بواسطة قاطرتين سعوديتين و تم التوجه لميناء جدة السعودى و افاد توكيل السفينة بأنه لا يوجد بها اية مشاكل وان السفينة فى طريقها الى ميناء جدة السعودى و منتظر وصولها للميناء الساعة الخامسة مساء نفس اليوم .

انقطاع الاتصال بالسفينة بعد انقاذ طاقم المركب

أوضح ملاك يوسف المتحث بإسم مواني البحر الأحمر، انه فى نفس اليوم تلقى مركز عمليات الهيئة اشارة من مركز البحث و الانقاذ تفيد بأن السفينة فى حالة غرق و تم انقاذ الطاقم و عددهم ستة عشر فرد بواسطة سفينة تجارية و هى فى طريقها لميناء السخنة و ان موقع السفينة الحالى 68 ميل بحرى من مرسى غالب و تم انقطاع الاتصال بالسفينة .

الوكيل الملاحى ينفى غرق السفينة!

 قالت أمل فراج رئيس قيم الاعلام بمواني البحر الاحمر ، انه على لرغم من انقطاع الاتصال بالسفينة قامت مواني البحر الاحمر بالاتصال بالتوكيل الملاحى الذى افاد بأن السفينة لم تغرق و هى فى نفس موقعها و يوجد بجوارها عدد ( 2 ) قاطرة و بارجة سعودية حيث انها ليست فى المياه الاقليمية المصرية و انه جارى البحث عن وسيلة لقطر السفينة و سحبها بواسطة مالك السفينة .

وأضافت "فراج" لقد  تواصلنا مع كل المسئولين وتوكيل السفينة وكل المخاطبات والاشارات والاستغاثات مسجلة بتواريخها ، وتثبت رواية الهيئة ولا تحملنا اى مسئولية تجاه فقدان السفينة


الشركة المالكة تكذب غرق السفينة!

قال أحمد أمين، المدير الفني للشركة المالكة للسفينة نور الهدى، إن وكيل السفينة أخبرهم بالاستغاثة بناء على رسالة أرسلتها لهم هيئة البحث والإنقاذ من السفينة والتي تفيد بطلبهم فني صيانة لوجود عطل بطلمبة الزيت، وجاء الرد على الوكيل باتخاذ الإجراءات القانونية والفنية وإرسال فني للمركب، وقد وجد أن ذلك يستغرق وقتًا، فكان الخيار الأفضل هو إرسال قاطرة لسحبها إلى أقرب ميناء، وبالفعل خرجت قاطرة تابعة لهيئة مواني البحر الأحمر لسحبها، وكانت التعليمات هي الحفاظ على حياة الربان وطاقم المركب، وتم إخلاؤه بعد وصول القاطرة.

وتابع "أمين" أن الطاقم قام بتصوير القاطرة عدة صور وفيديوهات لها وهي متوقفة بجانب المركب، ومع ذلك انقطعت الاتصالات عن المركب، وبسؤال الهيئة نفت خروج قاطرات منها، وتقدمت الشركة بشكوى بهذا الشان، أرفقت بها الصور والفيديو، ولكن جاء الرد أنها لا تثبت أي شيء؛ مما دفعنا إلى اللجوء إلى المنظمة البحرية الدولية، وهي جهة دولية مسؤولة عن القضايا البحرية والسفن في كافة أنحاء العالم، مطالبين بالكشف عن ملابسات السفينة وموقعها سبب إنكار المسؤولين لوجودها.

رئيس مواني البحر الأحمر: لا نعلم شيئا عن السفينة


من جانبه قال اللواء هشام أبو سنة، رئيس هيئة مواني البحر الأحمر، إن السفينة نور الهدى بعد حدوث عطل  بها،  قام على الفور ربان السفينة بإرسال استغاثة، وتم إخطار مركز البحث والإنقاذ  التابع للقوات المسلحة لانقاذ السفينة وإخطار الوكيل؛ وتم على الفور إخلاء طاقمها المكون من ستة عشر شخصًا من جنسيات مختلفة: مصرية، هندية، سورية، وتم التعامل مع الموقف ونقل الطاقم إلى سفينة أخرى كانت قريبة من موقع الحادث؛ حفاظًا على حياتهم.

ونفى رئيس الهيئة ما يدعيه البعض بوجود أي مسؤولية على الهيئة تجاه المركب أو وجود قاطرات تابعة للهيئة خرجت لقطرها، مؤكدًا أنه بالفعل هناك قاطرتان تم رصدهما يقومان بقطر السفينة، وليست قاطرة واحدة، وهما غير تابعتين للهيئة، مؤكدًا أنه شأن داخلي للشركة المالكة والتوكيل، حيث إن الاستغاثة كانت لطلب فني بعد تعرض المركب للميل، لافتًا إلى أنه لا يوجد أي مفقودين أو مصابين بين طاقم السفينة.

خبير بحرى: مواني البحر الأحمر ليست مسئولة عن اختفاء السفينة

قال الخبير البحرى الدكتور محمد الحداد ، أن واقعة اختفاء السفينة نور الهدى لا تقع على كاهل مواني البحر الاحمر، ولا توجد ادنى مسئولية عليها ، لافتا ان الهيئة قامت بإنقاذ طاقم السفينة بعد اخطارها البحث والانقاذ ، ما بعد ذلك ليس من مسئولية الهيئة ولا يقع عليها اى خطأ

واوضح "الحداد" أن العلاقة بين الشقيقتين مصر والامارات  لم تتوتر لأن هذه علاقة تجارية ستجد لكل طرف مبرر لتصرفاته لكن الاستثمار الإماراتي من الممكن ان يتأثر بين رجال الاعمال بالبلدين بعد تلك الواقعة خصوصا من يعملون فى المجال البحرى