أعلنت دار الإفتاء المصرية أن اليوم الأربعاء 1 يونيو هو أول أيام شهر ذي القعدة ويعد شهر ذي القعدة واحدًا من بين الأشهر الحرم والتي حددتها السنة النبوية وهي: « وشهر ذي القعدة، شهر ذي الحجة، وشهر محرم، وشهر رجب».
والأشهر الحرم يُضاعف الله فيها الحسنات، وسميت الأشهر الحرم بذلك، لأن الإسلام حرم القتال في هذه الأشهر بين الناس.
وورد تحديد الأشهر الحرم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» رواه البخاري.
فضل شهر ذي القعدة من بين الأشهر الحرم
ويُعد شهر ذي القعدة من بين الأشهر الحرم التي حرم الله عز وجل فيها القتال والمشاحنات، كما ورد في كتابه العزيز: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً» [التوبة: 36].
الأشهر الحرم عند العرب
يقول ابن كثير إن الأشهر الحرم الأربعة في الإسلام كان العرب في الجاهلية يحرمونه أيضًا، إلا طائفة منهم يدعون "البسل" فكانوا يحرمون من السنة ثمانية أشهر لا أربعة فقط، فكانت الأشهر المحرمة عند العرب أربعة ثلاثة سرد وواحد فرد
حسب تعبير ابن كثير، وذلك لأجل أداء مناسك الحج والعمرة، فحرم ذي القعدة لأنهم يقعدون فيه عن القتال، وحرم ذي الحجة لانهم يحجون فيه وينشغلون بالمناسك، وحرم بعده شهر آخر وهو المحرم ليرجعوا فيه إلى بلادهم آمنين، وحرم رجب في وسط العام لأجل زيارة البيت والاعتمار به لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب.
أكدت شريعة الإسلام حرمة هذه الاشهر أيضًا وسميت بالحرم لزيادة حرمتها وعظم الذنب فيها، ولتحريم القتال فيها، فقال تعالى: " جَعَلَ اللَّـهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".
فضل الأشهر الحرم
نشر مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية في وقت سابق فضل الأشهر الحرم عن غيرها من الشهور:
1- يُضاعِفُ الله سُبحانه فيها لعباده الأجرَ والثواب، كما يُضاعف الإثمَ والذنبَ، لعظمةِ وحرمة هذهِ الأشهر.
2- حرمة القتال فيها؛ قال تعالىٰ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ...}.. [البقرة: 217].
3- تشديدُ حرمةِ الظلم فيها؛ قال تعالىٰ: {...فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم...}.. [التوبة: 36].
4- اشتمالُ الأشهر الحرُم علىٰ فرائضَ وعباداتٍ موسمية ليست في غيرها، واجتماع أمهات العبادات في هذه الأشهر، وهي: الحج، والليالي العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة، وعيد الأضحىٰ، وأيام التشريق، ويوم عاشوراء، وليلة الإسراء والمعراج.
هل ارتكاب المحرمات في الأشهر الحرم أكثر إثمًا؟
" قال قتادة: إن الظلم في الأشهر الحُرُم أعظم خطيئةٍ ووِزْرًا من الظلم فيما سواها وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء"..ويقول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في لقاء تلفزيوني سابق مع برنامج "من مصر"، أن ارتكاب الذنوب في الأشهر الحرم تكون أعظم وأكثر سوءًا وفجاجة، وتكون عقوبتها مشددة وأكثر قسوة وعلظة، منبهًا أن اختلاف الظروف المحيطة بالذنب تجعله أكثر سوءًا، قائلًا ان الذنب لا يتغير ولكن ثقله يتغير.
وقال جمعة أن المسلم حين يفعل ذنبًا وهو صائم في رمضان أو في شهر من الأشهر الحرم فإثمه أكبر، وقال جمعة مثلًا أن السرقة حرام، لكن كون الإنسان يسرق من جاره أو من استأمنه ففيها نوع من أنواع الخيانة والفجاجة، فالذنب هو الذنب والقتل هو القتل، فكون الشخص يقتل أباه ففيه شيء إضافي ونحوه، وكذلك الذنوب في الكعبة مثلًا، فثقلها مختلف، "نستعظم هذا من أجل تنزيه الزمان والمكان وتنزيه الأشخاص عن مثل هذه القاذورات".
اقرأ المزيد
أبرزها فضلها والأدعية المستحبة فيها.. 5 معلومات عن الأشهر الحرم