أجرى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني الزائر وانج يي يوم الجمعة محادثات مع وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون في تيمور الشرقية أدالجيزا ماجنو، حيث اتفق الجانبان على تعزيز التعاون متبادل المنفعة.
ولدى إشارته إلى أن هذا العام يصادف الذكرى الـ20 لاستقلال تيمور الشرقية وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتيمور الشرقية، قال وانج إن الجانبين دعما ووثقا ببعضهما البعض على مدى السنوات الـ20 الماضية مع تحقيق تنمية مطردة لعلاقاتهما الثنائية وتعميق تعاونهما العملي .
وذكر وانج أن الصين تقدر أن تيمور الشرقية تلتزم حقا بالتوافق الذي تم التوصل إليه عندما أُقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتلتزم التزاما راسخا بسياسة صين واحدة، وتتفهم وتدعم الصين في حماية مصالحها الجوهرية، مضيفا أن الصين مستعدة للعمل مع تيمور الشرقية لإثراء العلاقات الثنائية وجعل علاقاتها نموذجا يحتذى به في الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة بين الدول بغض النظر عن حجمها.
وذكر وانج إن مشروعات "شبكة واحدة" و"طريق سريع واحد" و"ميناء واحد" التي قام الجانبان ببنائها معا في تيمور الشرقية أصبحت معلما للتعاون العملي، الأمر الذي ساهم في التخفيف إلى حد كبير من نقص الطاقة في تيمور الشرقية وعزز بناء وربط البنى التحتية، وهو ما أدى بدوره إلى ترسيخ أساس التنمية الاقتصادية في البلاد.
وقال وانج إن حجم التبادل التجاري بين البلدين تضاعف تقريبا في العام الماضي، مشيرا إلى أن قهوة تيمور التي أصبحت من المنتجات الأكثر مبيعا عبر الإنترنت في الصين تُظهر تماما مرونة التعاون الثنائي وإمكاناته.
وفيما يتعلق بمكافحة جائحة كوفيد-19، كانت الصين أول من قدم لقاحات وإمدادات خاصة بمكافحة الجائحة إلى تيمور الشرقية، مضيفا أن الصين ستواصل بذل قصارى جهدها لمساعدة تيمور الشرقية على تحسين صحة ورفاه شعبها وفقا لاحتياجاتها.
ومن جانبها، سلطت ماجنو الضوء على أن تيمور الشرقية والصين تتمتعان بتاريخ طويل من الصداقة وأن التعاون العملي بين البلدين مثمر.
وتوجهت بالشكر للصين على ما قدمته الصين من مساعدة هائلة وعلى مدى فترة طويلة لكفاح بلادها من أجل الاستقلال وبناء البلاد والحفاظ على الأمن. وستواصل تيمور الشرقية التمسك بمبدأ صين واحدة، الذي يمثل حجر الزاوية في تطوير العلاقات الثنائية؛ وتعزيز التعاون القائم على المنفعة المتبادل والكسب المشترك لتحقيق تنمية متنوعة.
وسيبدأ الجانبان مشاورات، في وقت مناسب، حول نص خطة تعاون من أجل البناء المشترك للحزام والطريق، وإنشاء آلية تشاور على مستوى نواب وزيري الخارجية.
والجانبان على استعداد لتعزيز التآزر بين استراتيجياتهما التنموية؛ وتعميق التعاون متبادل المنفعة في المجالات الرئيسية بما في ذلك البنية التحتية، والقدرة على إنتاج الطاقة، والتخفيف من حدة الفقر، والتعليم والصحة؛ ومساعدة تيمور الشرقية على تعزيز قدرتها على التنمية الذاتية، وتحسين رفاه شعبها.
ويأمل الجانبان في مواصلة التعاون في مجال الأرز الهجين وتقنية جونتساو، وبناء مناطق تنمية زراعية عالية التقنية لمساعدة تيمور الشرقية على تحقيق الاعتماد على الذات في الغذاء وتسريع عملية التحديث الزراعي لديها.
كما يأمل الجانبان في استكشاف التعاون على مستوى سلسلة صناعة مصايد الأسماك بأكملها لخلق المزيد من فرص العمل وزيادة الإيرادات الضريبية في تيمور الشرقية.
وقال وانج إن الصين تدعم تيمور الشرقية في لعب دور أكبر في الشؤون الإقليمية وفي مسعاها للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، حيث ترغب الصين في تبادل خبراتها مع تيمور الشرقية.
وأشار وانج إلى أن الصين تتطلع إلى استمرار مشاركة تيمور الشرقية بنشاط في منتدى التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول الناطقة بالبرتغالية.
واتفق الجانبان على دعم التعددية. وقال وانج إن الصين ستعمل مع تيمور الشرقية وغيرها من الدول النامية لدعم الدور الأساسي للأمم المتحدة والنظام الدولي القائم على القانون الدولي، ومعارضة الأحادية والتنمر
وعقلية الحرب الباردة وسياسات التكتلات، وحماية السلام والاستقرار الإقليميين، وخاصة لمنع الفوضى خارج المنطقة من الحدوث في هذه المنطقة.
وأثناء حديثه عن إصلاح مجلس الأمن الدولي، شدد وانج على أن الصين ترى أن هذا الإصلاح ينبغي أن يزيد أولا من تمثيل وصوت الدول النامية ويعطي المزيد من الفرص للدول الصغيرة والمتوسطة الحجم للمشاركة في صنع القرار.
وعقب الاجتماع، حضر وزيرا الخارجية حفل توقيع وثائق تعاون في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والتلفزيون الرقمي والرعاية الصحية وغيرها من المجالات.
كما حضرا مراسم افتتاح فصل كونفوشيوس في معهد الأعمال، وملعب لكرة القدم.