الخميس 9 مايو 2024

الحوار الأخير لـ عبدالله محمود.. من كنوز «دار الهلال»

عبدالله محمود

فن9-6-2022 | 22:19

منار بسطاوي

تحل علينا اليوم الذكرى الـ17 على وفاة واحدا من أبرز الموهوبين، وهو الفنان عبدالله محمود، والذي رحل عن عالمنا في عمر الـ46 عامًا بعد صراع مع المرض، وترك مسيرة فنية حافلة بالأعمال.

ونقدم لكم من أرشيف «دار الهلال» حوارًا أجراه الفنان عبدالله محمود في ديسمبر عام 2004 أي قبل شهور من وفاته، وتحدث خلاله عن مسلسل "الفراشات تحترقن"، الذي لم يكتمل تصويره، وإليكم نص الحوار:

يصور حاليًا مسلسل «الفراشات تحترقن»، سألته عن أزمة هذا العمل الذي توقف ثم عاد فقال:

العمل جيد، ويحكي عن فترة مهمة جداً في عمر الحياة السياسية داخل المجتمع المصري، حيث كانت فـتـرة الأربعينيات حالة خـاصة فـي وجـدان الشعب، فيها كانت الأحـزاب تتصارع مع الملك، وكان الملك في واد آخر من الأحداث، والشعب كـان يبحث عن مخرج لطرد الاحتلال، لذلك أنا سعيد بالعمل في هذا المسلسل، وسعـيد أكثر ببدء التصوير، وإنهاء الخلافات والمشاكل الإدارية التي كانت سبباً في تعطيل العمل.

قيل أن هناك اعتذارات كثيرة من نجوم العرض بعد تغيير المخرج؟

بالعكس الاعتذارات كانت محدودة للغاية وكـانت في الأدوار الثانوية باستثناء البطلة، والمخرج عاطف البكري لم يطلب تغييـر أحـد من فريق العمل القديم، لكن هناك من أراد الرحيل لتحقق له ذلك.

هل أثر ذلك على العمل؟

نحن كنا في بداية العمل، عندما حدث التوقف الأول، واعتذار المخرج علي بدرخان عـن عدم استكمال المسلسل جاء بسبب مرضه، بعد ذلك حدثت فترة توقف من جهات الإنتاج لرؤية الوضع الذي سيكون عليه العمل في المرحلة القادمة، وما أن قبل المخرج عاطف البكري العـمل حـتى بدأنا بدون أي مـشـاكل حتى الآن والمجموعة الموجودة الآن تعمل بروح الفريق الواحد، تبذل كل ما لديها ليخرج العمل بالشكل الذي يرضي الجمهور.

ما هي الشخصية التي تلعبها في العمل؟

أقوم بدور محسن، الذي يمثل رمزًا للشباب في تلك المرحلة، ويحب كاميليا، ويدافع عنهـا عندما تشتد بها المصائب، ويزداد ضدهـا الهجوم.

نلاحظ وجودك على شاشة الدراما أكثر من السينما؟

أنا موجـود حينما أجد الدور الجيد ولا فرق عندي بين الـفيديو والسينما، وأنا عـودت نفسي على أن يكون الدور هـو الحكم الفاصل والقاطع بيني وبين المشـاهد، الذي تعود هـو مني أيضًا على الأعمال الجادة الهادفة، التي تحمل له معنى ودلالة ذهنية وفكرية، تعطيه المتعة، وتعطيه أيضاً الفكرة.

لكن ما تطرحه السينما حالياً بعيد  إلي حد ما عن قضية الفكر عامة؟

أنا لست ضد المتعة والبهجة التي تطرحها الأعمال السينمائية الحالية، بل العكس فأنا مؤمن تماماً بأن الـفن هـو الوسيلة الموضوعية للارتقاء بأحاسيس الناس، والفن أيضًا هـو الذي يعطي المتعة للناس في ظل جو الإحباط الذي يحيط بنا من كل جانب، لكن على أن يكون ذلك من خلال أعمال جادة تعطيهم المعنى والمضمون بقـدر مـا تعطيهم الضحك.

البعض يدافع عن سياسة أفلام اليوم بأنها مطلب جماهيري؟

هذا قول باطل يراد به حق، فـالجمهور المصري والعربي دائمًا حريص على نفسه فيما يراه ويتابعه، وإن كانت الـفـتـرة الـحـالـيـة جعلت من المتلقي يجد صعوبة في الفرز والتمحيص والمتابعة الموضوعية، فإن الـجـهـور مـازال لديه الوعي الكافي ليعرف الفرق بين العمل الجاد الذي يحترم عقله، والعمل الضعيف الذي يشبه سيجارة المخدرات التي تسعد صاحبها للحظات، لكنها تدمره بعد ذلك.

نجـوم الـسينما عادوا للتليـفـزيـون.. فـهل يمثل ذلك عبئًا على نجوم التليفزيون؟

المجال مفتوح للكل، والـبقاء لمن يقدم الفن الجيد، فالدراما ما هي الوسيط الحقيقي ما بين الفنان والمشاهد، حيث يظل ما يقدم فيها عبارة عن رسالة خاصة لا تخطئها عين، ونجـوم الدراما التليفزيونية يملكون الخبرة الجيدة التي تجعلهم يمتلكون أرضًا هي لهم منذ زمن بعيد.

Egypt Air