الأحد 2 فبراير 2025

ننشر كلمة قاضية محاكمة المتهمين بمحاولة اغتيال معتز خفاجي

  • 19-7-2017 | 13:56

طباعة

 

قررت محكمة جنايات القاهرة الحكم بالمؤبد على حسن عبدالغفار، محمد السيد محمود" حضوريًا" ، وأسامة إبراهيم، عبد الرحيم إبراهيم "غيابيًا" ، وبالسجن المشدد 15 سنة "حضوريًا" على محمد طه وهدان، ومحمد سعد. في قضية محاولة اغتيال القاضي معتز خفاجي قاضى غرفة عمليات رابعة.

صدر الحكم برئاسة المستشار شبيب الضمراني، وعضوية المستشارين أيمن البابلي، وخالد سلامة. وحضور أحمد عبد العزيز مدير نيابة حوادث جنوب القاهرة وأمانة سر عمر عاشور ومحمد الجمل.

كانت النيابة العامة أحالت المتهمين إلى المحاكمة الجنائية، بتهمة الانضمام لجماعة محظورة، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة دون ترخيص، ومحاولة اغتيال المستشار خفاجي في مايو العام الماضي.

 

وقبل النطق بالحكم قال المستشار شبيب الضمراني رئيس الدائرة إن الإسلام ينظر للنفس البشرية بصفة عامة على أنها مكرمة ومعظمة، وليس فيها استثناء بسبب لون أو جنس أو دين، فالدين يتعامل مع نفوس بشرية مكرمة لا يجوز إهانتها أو ظلمها أو التعدي على حقوقها أو التقليل من شأنها؛ لان الله تعالى قال:( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)، مضيفا أن الحياة للنفس البشرية حق مقدس عند الله تعالى ويستوى في ذلك المسلم وغير المسلم والحر والعبد والرجل والمرأة والكبير والصغير، وأن الجميع بشر متساوون في استحقاق الحياة، ومن حق الإنسان أن يعيش حياة آمنة مطمئنة، ولذلك فقد حرم الله تعالى الاعتداء على النفس بقوله تعالى: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ).

 

ودعا رئيس المحكمة أصحاب العقول المنغلقة والقلوب المتحجرة والأهواء المنحرفة إلى النظر إلى واقع المجتمعات المسلمة التي ترفع فيها المآذن ويتلى فيها القرآن ولينظروا كيف وصل إلينا واليهم الإسلام، مؤكدا أن رجال العدالة لا يتوانون عن نصرة المظلوم، فهم أيد متوضئة لا يخشون في الحق لومة لائم، منهجهم إحقاق الحق وإبطال الباطل ويسطرون بأقلامهم أحكامهم العادلة .

 

 

وأشار إلى أن جميع الأديان السماوية تأمر بالخير والحق والصلاح وتدعو إلى الرحمة والبر والإحسان وتوصي بالأمن والسلام وما كانت يوما عائقا أمام التعايش والتعارف والحوار وإنما كان العائق في من يتوهمون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ويستغلون الأديان في تقدير مصائر الناس مع أن ذلك لم يمنحه الله سبحانه وتعالى حتى لأنبيائه المصطفين. .

 

وأشار رئيس المحكمة إلى أن التسامح يعنى قبول الاختلاف مع الآخرين سواء في الدين أو العرق أو السياسة، وقد حمل الإسلام الذي جاء به رسول الإنسانية محمد عليه الصلاة والسلام اللين واللا عنف والتسامح و أكدته آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة في الدعوة لله بالحكمة والموعظة الحسنة والبعد عن العنف .

 

 

وأوضح رئيس المحكمة أن من يدعو الناس للخروج والقتل والتدمير فانه مخالف للشرع ولمنهج الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، لان الله سبحانه وتعالى حفظ لعباده أعراضهم وأموالهم وممتلكاتهم، فلا يجوز إراقة الدماء وقتل الأبرياء والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة لأن الرسول الكريم، قد رد إلى كفار قريش أموالهم وودائعهم التي ائتمنوه عليها رغم كفرهم به وتكذيبهم له .

 

وأكد رئيس المحكمة أن الشعب المصري محب بطبيعته للسلام ويكره العنف وينبذ الإرهاب ويعشق الاستقرار والأمن، فمن كنفهما بنى مجده وشيد حضارته منذ أكثر من سبعة آلاف عام، لذلك فإنه لن يقبل في يوم من الأيام أن يكون بين صفوفه من يتخذون العنف والإرهاب منهجا لهم أو يدعون إليه للوصول إلى أغراضهم؛ لأن معدن الشعب المصري الأصيل ينفر كل من يحاول أن يعتدي أو يخطط لتدمير المؤسسات الوطنية وإهدار مكتسبات الشعب ومقدراته وزرع بذور الفتنة بين أبنائه .

 

واستغرب رئيس المحكمة من إطلاق اسم الجهاد على التكفير وسفك الدماء وقطع الرقاب وترويع الآمنيين، وتخريب الديار مؤكدا أن ذلك لن يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية؛ بل يحقق تصور الظالم الذى يروجه الأعداء عن الإسلام من أنه دين قتل قد انتشر بحد السيف، وشتان ما بين الجهاد الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام، والذي يدفع به العدوان، وينكسر به الشر وبين ما تقترفه التنظيمات الإرهابية من إجرام في حق الإسلام، لأن التفجير والتكفير والإرهاب هدم، أما البناء والتعمير فهما شريعة خلفاء الله في الأرض، وأن ما يقوم به الإرهاب هو الضلال المبين والتحريف الواضح للشرع وحضارة المسلمين وأن المسلم معصوم دمه، وعرضه وماله بمجرد نطقه بالشهادة .

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة