تفاصيل مثيرة كشفها الطالب المصري مؤمن هيثم حول عملية اختطافه بجنوب أفريقيا، حيث قال إنه قرر الخروج للتنزه برفقة صديقه يوم الجمعة الموافق 14 مايو واستقلا معا سيارة من مدينة فيرنجينج المتواجد بها الأكاديمية التي يدرسان فيها الطيران، متوجهين إلى مدينة جوهانسبرج.
مضيفا أنهما وأثناء سيرهما استوقفهما أفراد يرتدون زي الشرطة، وطالبوهما بإبراز هويتهما وبعدها اقتادوهما لمنطقة مجهولة بعد أن قاما بتعصيب أعينهما.
كما أضاف الطالب أنه فوجئ بعد ذلك بتواجده وصديقه في فيلا أنيقة يقيم فيها أعداد كبيرة من الأطفال والسيدات، وتبين بعد ذلك أن كل هؤلاء مخطوفون وهو وصديقه من بينهم، وأن خاطفيه يطلبون فدية مقابل إطلاق سراحه.
وتابع أن أحد الأشخاص يتحدث بلكنة عربية طلب منه رقم هاتف والده في مصر وبعدها اتصل به بالفعل، وأخبره أن نجله وصديقه مختطفان، وأنهم يطلبون 7 ملايين راند ما يعادل 9 ملايين جنيه مصري كفدية خلال 48 ساعة مقابل إطلاق سراحهما، مشيرا إلى أنه وطيلة فترة احتجازه كان أفراد العصابة يجبرونه على تسجيل رسائل صوتية لأسرته وطلب سرعة إرسال مبلغ الفدية حتى لا يتعرض للموت.
في حين كشف عن أنه حاول الهرب مرات عديدة لكنه لم يفلح وفقد الأمل في نجاته أو عودته مرة أخرى كما استسلم تماما لفكرة الموت أو القتل، مؤكدا أنه لم يصدق نبأ تحريره من خاطفيه إلا بعد أن وطأت قدماه مطار القاهرة، مؤكدا أنه لن يعود للدراسة بجنوب إفريقيا، وسيكمل دراسته في مصر.
من جانبه، قال هيثم جابر والد الطالب إن الخاطفين طلبوا منه ما يعادل 6 ملايين جنيه، ثم قاموا بتخفيضها، ومع ذلك لم يتمكن من توفير ما طلبوه، مشيرا إلى أنه لم يصدق أذنيه عندما تلقى اتصالا هاتفيا من مسؤولي السفارة المصرية بجنوب إفريقيا ليخبرونه بتحرير ابنه وتواجده في مقر السفارة.
وقال إن ابنه سافر للدراسة في مارس الماضي، وكان يتواصل معهم يوميا، ثم كانت آخر مكالمة بينهما قبل اختطافه بساعتين، وبعدها انقطع الاتصال حتى علموا بنبأ اختطافه، مشيرا إلى أن ظهور علامات الثراء على ابنه جعلته هدفا للاختطاف.
وأضاف الأب أنه اتصل بالأكاديمية التي يدرس بها ابنه، وردت عليه وأخبرته أنه تم إبلاغ أجهزة الأمن وكافة أقسام الشرطة هناك باختطافه، وقامت الأخيرة بنشر صورهما على مواقع التواصل لمحاولة التوصل لهما، مضيفا أن جهود السلطات المصرية كان لها الدور الأكبر في الإفراج عن ابنه وإعادته سالما.
وأوضح هيثم كامل جابر والد الطالب مؤمن، أن ابنه يبلغ من العمر 19 عاما ويعشق الطيران، وكان يحلم بدراستها، ونظرا لارتفاع تكاليف الدراسة في مصر، قرر أن يلتحق بأكاديمية للطيران في جنوب إفريقيا، لكونها بأسعار أقل وبأقساط كل أربعة شهور تناسب إمكانيات الأسرة، ولها فرع في مصر لتلقي الطلبات، كما أن بها معسكرا للسكن في جنوب إفريقيا ومطارا للتدريب.
أعلنت الخارجية المصرية الإفراج عن اثنين من الطلاب كانا قد اختطفا في جنوب إفريقيا قبل 4 أسابيع، قائلة إنه وبعد جهود مكثفة تم الإفراج عن الطالبين المصريين، مؤمن هيثم كامل جابر وفادي سعيد الهادي محمد محمود، الدارسين بإحدى أكاديميات الطيران واللذين تم اختطافهما فجر السبت 14 مايو الماضي 2022.
واستقبل السفير أحمد الفاضلي، سفير مصر لدى جنوب إفريقيا، الطالبين المصريين، واطمأن على أنهما في حالة صحية جيدة، كما اتصل بأسرتيهما لطمأنتهما.
وقال الفاضلي إن متابعة السفارة لتفاصيل الحادث وتطوراته بشكل يومي قد جرت على أكثر من مستوى ومع أكثر من جهة، سواء في جنوب إفريقيا أو في مصر، وأن تضافر تلك الجهود أثمر بنجاح عن عملية الإفراج عن الطالبين، موضحا أن السفارة فضلت التزام الصمت التام مع وسائل الإعلام منذ وقوع الحادث حفاظاً على سلامة الطالبين ولضمان سير عملية الإفراج عنهما بسلاسة وأمان.
وأكد أن تسريب أية معلومات حول هذا الحادث وتطوراته كان من شأنه تعريض حياة الطالبين المختطفين للخطر,وطالبت السفارة الأسر المصرية التي تقرر إيفاد أبنائها للدراسة في جنوب إفريقيا بتوخي الحذر فيما يتعلق بتحركاتهم وتنقلاتهم فيها حفاظاً على سلامتهم.
من جانبها، نشرت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، منشورا عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، توجه فيه رسالة إلى عائلة الطالب تطالبها بالهدوء ومتعهدة بتدخل الدولة للإفراج عن ابنها وصديقه.
وكتبت الوزيرة تقول: "رسالتي إلى عائلة الطالب مؤمن هيثم كامل.. نحن في ظل الجمهورية الجديدة رأينا أهمية المواطن المصري في الخارج، لدى الدولة خاصة الطلبة سواء في أزمة العالقين في فترة كورونا، أو في أزمة أوكرانيا".
وتابعت قائلة: "سفارتنا في بريتوريا تتواصل مع أكاديمية "اتيس" للطيران والجهات المعنية في جنوب إفريقيا للوصول للطالبين وإعادتهما سالمين"