أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن العالم سوف يواجه خطر المجاعة إذا استمرت الحرب في أوكرانيا مشيراً إلى تحذير الأمم المتحدة أن استمرار الحرب هناك سيؤدي إلى جحيم على الأرض.
وأضاف المقال الذي كتبه الصحفي فريد هارتر أن العالم سوف يواجه موجات غير مسبوقة من نقص الغذاء مما قد يثير الاضطرابات في العديد من دول العالم في ظل استمرار الحصار المفروض على موانئ البحر الأسود والتي يتم من خلالها تصدير منتجات أوكرانيا من الحبوب إلى دول العالم.
ويشير الكاتب إلى تصريحات دافيد بيسلي المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التي يقول فيها إن العديد من دول العالم قد يواجه قلاقل سياسية واضطرابات هذا العام بسبب ارتفاع أسعار الغذاء ولاسيما الدول التي تعتمد اعتماداً رئيسياً على صادرات أوكرانيا وروسيا من الحبوب.
ويشير بيسلي في تصريحاته أن العالم كان يواجه بالفعل أزمة غذاء حتى قبل حرب أوكرانيا بسبب جائحة كورونا وارتفاع أسعار الوقود إلا أن عواقب حرب أوكرانيا أدت إلى تفاقم الوضع على نحو غير مسبوق.
ويقول الكاتب إن المنتجات الغذائية التي تصدرها أوكرانيا سنوياً تكفي لطعام 400 مليون شخصاً على مستوى العالم حيث تنتج ما يقرب من 42 بالمائة من انتاج العالم من زيت عباد الشمس إلى جانب 16 بالمائة من الذرة وتسعة بالمائة من القمح، مشيراً إلى أن بعض دول العالم تعتمد على روسيا وأوكرانيا بالكامل في توفير احتياجاتها من الحبوب مثل الصومال.
ويوضح مسؤل برنامج الغذاء العالمي، كما يشير الكاتب، أن أعداد المتضررين من أزمات الغذاء في العالم ارتفع من 650 مليون شخصاً إلى 810 مليون شخصاً علي مدار الخمسة أعوام السابقة بسبب أزمة المناخ وجائحة كورونا ناهيك عن الحرب في أوكرانيا.
ويقول بيسلي إن الانهيار الاقتصادي الذي اجتاح العالم في الفترة ما بين عامي 2007-2009 أدي إلى اندلاع اضطرابات وقلاقل في 48 دولة بعد ارتفاع أسعار السلع الأساسية وزيادة معدلات التضخم، مشيراً إلى أن الوضع الحالي أسوء مما كان عليه في الفترة ما بين عامي 2007-2009.
وأضاف المسؤل الدولي أنه إذا لم يتم معالجة الأزمة الحالية فسوف ينتج عنها مجاعة واضطرابات تجتاح العديد من الدول إلى جانب موجات كبيرة من الهجرة الجماعية.
ويضيف أن هناك بالفعل اضطرابات بسبب أزمة الغذاء في سيريلانكا وتونس وباكستان وبيرو إلى جانب بوركينا فاسو ومالي وتشاد، معرباً عن اعتقاده أن هذه الاضطرابات مجرد بداية قد يعقبها المزيد من القلاقل في دول أخرى.
ويشير الكاتب إلى تصريحات مسؤلين أوكرانيين بأن ما يزيد على 20 مليون طناً من الحبوب محتجزة في موانئ أوكرانيا على البحر الأسود بسبب الحصار الذي تفرضه روسيا عليها مما دفع قادة بعض الدول الأوروبية مثل الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون إلى مناشدة روسيا رفع الحصار عن الموانئ الأوكرانية للسماح بتصدير هذه الكميات من الحبوب لدول العالم.