الخميس 20 يونيو 2024

وول ستريت جورنال: ماكرون يفقد قبضته على البرلمان الفرنسي بينما يتزايد ضغط روسيا على الطاقة

ماكرون

عرب وعالم21-6-2022 | 16:56

دار الهلال

 ربطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/، الخسارة التي مُني بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لصالح المعارضة، بتزايد الضغط الذي يتعرض له قادة أوروبا حاليًا من جانب روسيا فيما يخص قطاع الطاقة وتوريد الغاز.

وذكرت الصحيفة -في مستهل تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي في هذا الشأن- أن هزيمة ماكرون في الانتخابات تمثل علامة مبكرة على تنامي المخاطر الاقتصادية والسياسية التي تُحدق بالزعماء الأوروبيين؛ مع تحول القتال في أوكرانيا إلى ما يُشبه حرب استنزاف. 

وأوضحت الصحيفة أن حزب ماكرون خسر عشرات المقاعد في الجمعية الوطنية لصالح مرشحين مدعومين من جانب زعيم اليسار المتطرف جان لوك ميلونشون وزعيمة اليمين مارين لوبان؛ حيث استغل السياسيان زخمًا قياسيًا يُصور ماكرون على أنه زعيمًا يصب اهتمامه على المسرح الدبلوماسي والتعامل مع الحرب في أوكرانيا، أكثر من اهتمامه بالناخبين الذين يكافحون لتغطية نفقاتهم اليومية.

وأضافت أن "الناخبين في جميع أنحاء أوروبا بدأوا يشعرون بالخسائر الاقتصادية الناجمة عن احتدام الصراع في أوكرانيا، حتى مع استمرار الدعم العام لكييف على أشده، وأصبح الأوروبيون يعانون بالفعل من التضخم الذي تغذيه مشكلات متعلقة بسلاسل التوريد وعوامل أخرى، لا سيما بعدما أوقف الحصار البحري الروسي تدفق القمح والضروريات الأخرى من الموانئ الأوكرانية، وبدء دول الاتحاد الأوروبي تهيئة نفسها للاستغناء عن الوقود الروسي".

وكانت روسيا قد بدأت بالفعل في وقف تدفق الغاز الطبيعي إلى أوروبا في الأسبوع الماضي؛ مما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة ارتفاعًا كبيرًا بنحو زاد معه المخاوف من عدم توفر إمدادات الغاز بشكل كافٍ في القارة لتدفئة المنازل ومصانع الطاقة خلال الشتاء القادم.

وفي هذا الصدد، ربطت "وول ستريت جورنال" ما قامت به موسكو في هذا الشأن بتوقيت إجراء الجولة الأخيرة من الانتخابات البرلمانية الفرنسية، ففي هذا الوقت قام ماكرون برحلة رفيعة المستوى إلى كييف ومعه المستشار الألماني أولاف شولز ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي. وخلال الرحلة، أيد الزعماء الثلاثة ترشيح أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد محادثات أجروها مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتعهدوا بدعم الجهود العسكرية للبلاد على المدى الطويل.

وأردفت الصحيفة: "ليس من المتوقع، مع ذلك، أن يرفع البرلمان الفرنسي في ثوبه الجديد يدي ماكرون عن السياسة الخارجية؛ إذ لا يزال حزبه وحلفاؤه يشغلون أكبر عدد من المقاعد في الجمعية الوطنية، إلا أن النتيجة تتطلب من ماكرون قضاء المزيد من الوقت وبذل الطاقة في جمع الأصوات معًا لتعزيز أجندته المحلية المؤيدة للأعمال التجارية، بما في ذلك خططه لرفع سن التقاعد".

واستطردت بقول: "إن توقيت الانتخابات الفرنسية يعني أن ماكرون تحمل وطأة التداعيات السياسية الناجمة من الحرب بين القادة الغربيين وروسيا.

ومع ذلك، فإن الصراع يهدد، في حال استمراره، بتعميق التكاليف الاقتصادية والسياسية خارج فرنسا. ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال، من المقرر أن يبدأ عشرات الآلاف من عمال النقل سلسلة من الإضرابات في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء احتجاجًا على تجميد الأجور في وقت وصل فيه التضخم في بريطانيا إلى أعلى مستوى له خلال 40 عامًا. كما تراجعت شعبية رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بشكل حاد وسط اشتداد أزمة تكلفة المعيشة والغضب من حضوره العديد من الحفلات في داونينج ستريت خلال عمليات الإغلاق المرتبطة بمكافحة كوفيد-19ّ".