الأربعاء 27 نوفمبر 2024

تحقيقات

منتدى أسوان للسلام والتنمية .. منصة أفريقية لمناقشة الأزمات والتحديات برعاية مصرية

  • 22-6-2022 | 15:26

منتدى أسوان للسلام والتنمية

طباعة
  • أماني محمد

تحت عنوان "إفريقيا في عصر من المخاطر المتتالية وقابلية التأثر المناخي: مسارات لقارة سلمية، قادرة على الصمود، ومستدامة"، عقدت فعاليات النسخة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، لمناقشة قضايا دعم التعاون من أجل  مكافحة الإرهاب وتجاوز تداعيات جائحة كورونا وتحقيق الأمن الغذائي والدفع بجهود إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات.

وأكد دبلوماسيون أن المنتدى منصة أفريقية بمبادرة مصرية لمناقشة قضايا أفريقيا في ظل التحديات الراهنة، بدأت خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي ومستمرة في الانعقاد، موضحين أن هناك مجموعة من القضايا التي تصدرت المناقشات وهي جائحة كورونا وأزمة الغذاء والطاقة والإرهاب وغيرها من القضايا المرتبطة بالتنمية والسلام في أرجاء القارة.

ومن المرتقب أن تتختم فعاليات المنتدى اليوم واكتسبت نسخة المنتدى هذا العام مكانة خاصة لكونها محطة هامة على صعيد الإعداد للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP 27 الذي تستضيفه مصر في نوفمبر هذا العام، حيث تسلط الضوء على تداعيات تغير المناخ على جهود تحقيق السلم والتنمية في إفريقيا، وذلك استناداً إلى دور مصر الرائد في تعزيز التعاون الدولي والإفريقي في مجال السلم والأمن من ناحية، وفي مجال تغير المناخ من ناحية أخرى.

منصة لمناقشة قضايا أفريقيا

وقال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية، إن منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في نسخته الثالثة يعقد في ظل ظروف تتعلق بمستجدات على الساحة الدولية وبعض المشكلات والأزمات التي تواجهها القاهرة الأفريقية وتتطلب جهودا متضافرة على المستويين الأفريقي والدولي للتوصل لحلول بشأنها والحد من آثارها السلبية.

وأوضح حليمة، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه العوامل تتعلق بالأزمة الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا والتأثيرات السلبية لتغيرات المناخ وتداعيات كل هذه الأزمات بالإضافة إلى الأزمات التقليدية الأخرى في القارة والتي تتعلق بالأمن والاستقرار في أفريقيا والصراعات المسلحة والإرهاب، وجميعها تضافرت معا ويتعين على المنتدى أن يواجه كل هذه التحديات.

وأشار إلى أن أهم الموضوعات التي تحتاج إلى سرعة في معالجتها تتعلق بالأمن الغذائي والطاقة والغاز وتعزيز مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية وتحقيق الأمن والاستقرار وتسوية قضايا النزاعات في القارة، فلا يزال هناك أزمات تهدد دول القارة منها الأزمة الليبية ومنطقة الساحل والصحراء وجنوب السودان والسنغال.

وأكد أن الأمن الغذائي أهم الموضوعات التي احتاجت للدراسة والتحليل للتوصل إلى حلول بشأنها، وهو ما أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته أمس أمام المنتدى، موضحا أن الرئيس أكد أهمية تحقيق الأمن الغذائي وتأمين سلاسل الإمدادات والسعي للاكتفاء الذاتي وهو لن يتحقق إلا بتضافر جهود الدول الأفريقية ومساعدات الدول الكبرى الشريكة بتوفير التكنولوجيا اللازمة.

وشدد صلاح حليمة على أنه كان هناك اهتماما بالقضايا الأخرى مثل التصحر والمياه وكذلك الأمن والاستقرار ودفع عملية التنمية وتنشيط الحركة التجارية بين الدول الأفريقية بعضها البعض وزيادة الاستثمارات سواء في البنية التحتية أو في المشروعات الإنتاجية بما يعزز تنشيط اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية ويحقق التقدم المنشود.

ولفت إلى أنه فيما يخص بجائحة كورونا، فكان هناك اهتماما بشأن إنتاج اللقاحات وتوزيعها بشكل عادل وخاصة أن الدول الأفريقية عليها التزامات وتعهدات بشأن الجائحة أو بشأن تغيرات المناخ يتعين الوفاء بها، موضحا أن قمة المناخ "كوب 27" المرتقب عقدها في شرم الشيخ في نوفمبر المقبل ستعرض رؤية واضحة لإنفاذ هذه التعهدات وبرامج من شأنها الحد من التأثيرات السلبية لهذه التغيرات.

قضايا تصدرت مناقشات المنتدى

ومن جانبه، قال السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية الأسبق، إن منتدى أسوان للسلام والتنمية يعقد هذا العام في نسخته الثالثة حيث أنشئ أثناء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي 2019.

موضحا أنه على امتداد التاريخ الحديث منذ إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية التي تحولت في 2022 إلى الاتحاد الأفريقي وتولي مصر اهتماما بموضوعات السلام والتنمية لارتباطهما ببعض.

وأوضح الحفني، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن التنمية تغذي مناخ السلام والسلام يجب أن يتحقق حتى تكون هناك تنمية فاعلة وتتمكن الدول الأفريقية من تنفيذ خططتها للتنمية وتكون مستدامة وليست مجرد معدلات نمو تزداد عاما بعد الآخر ولكن تكون شاملة ودائمة وتغطي كل ربوع الدولة.

وأشار إلى أن مصر تهتم بهذا الملف في دبلوماسيتها الأفريقية وسياستها الخارجية وفي إطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ورئاسة مصر لبعض اللجان المعنية بموضوعات مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وغير ذلك، موضحا أن مصر لديها تجربة رائدة والجميع يلتفت لها على المستويين الأفريقي والدولي في ظل ما تمكنت من تحقيقه في مجال التنمية المستدامة.

وأضاف أن مصر من الدول القليلة التي قدمت تقريرا بمدى التزامها بتنفيذ الـ17 هدفا المنصوص عليهم في خطة التنمية 2030، موضحا أن ملف السلم والأمن توليه مصر اهتماما كبيرا وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته أمس، حيث أنشأت مصر مركزا لمكافحة الإرهاب وتقدم منحا تدريبية أكثر بكثير عما كانت تفعل منذ عقد أو عقدين من الزمان وخاصة في هذه الموضوعات.

وأكد أن هذا الاهتمام يعكس ما نستشعره من خطر داهم في القارة الأفريقية حيث تفشى الإرهاب في القارة وليس فقط في شرق أو غرب أفريقيا أو شمالها بعد التطورات التي شهدتها ليبيا منذ عقد من الزمان، ولكن في منطقة الساحل التي لا تزال تعاني من الإرهاب، وكذلك منطقة وسط القارة وجنوب أفريقيا فلا يجب أن ننسى ما حدث في موزمبيق مؤخرا.

ولفت إلى أن الإرهاب يرتبط بالعديد من الأزمات مثل الاتجار في المخدرات والبشر والهجرة غير الشرعية وظهور الميليشيات وجلب القوات المرتزقة من الخارج والتدخلات الأجنبية، موضحا أنه من هنا جاء خطاب الرئيس السيسي عند تسليمه رئاسة الاتحاد الأفريقي لجنوب أفريقيا وعرض ما حققته مصر خلال عام رئاستها، حيث عرض استضافة مصر لقمة أفريقية تخصص لقضية الإرهاب والعنف في أفريقيا.

وتابع: يجب ألا ننسى أننا استضفنا وأعدينا العدة للهيئة التابعة للاتحاد الأفريقي الخاصة بالإعمار في المناطق ما بعد النزاعات ولدينا تجارب رائدة، أصبح الجميع ينظر لها بقدر كبير من التقدير خاصة في مشروعات حياة كريمة في الريف المصري والذي يمس حياة 60 مليون مواطن مصري وهو ما تم الإشادة به في الأمم المتحدة كأحد أكبر مشروعات التنمية ومكافحة الفقر ليس في القارة فقط أو المنطقة ولكن على مستوى العالم.

وشدد على أن مصر لديها الكثير من التجارب المتراكمة على مدار الـ8 أعوام الأخيرة، والرئيس أشار مرارا إلى اهتمامنا وحرصنا على مشاركة هذه الخبرات مع الدول الشقيقة، موضحا أن مصر لديها ما تطرحه وتتشارك فيه مع الدول الأفريقية ولها موقف واضح فيما يتعلق بقضايا السلم والتنمية في أفريقيا وخاصة في هذه الفترة الحرجة وما تتعرض له من ضغوط شديدة من جائحة كورونا وتبعها الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياته على ارتفاع أسعار الطاقة وأزمة الغذاء.

وأكد أنه مصر حرصت على عقد الدورة الثالثة من منتدى أسوان للسلام برغم جائحة كورونا لكن ما أن تحسن الموقف حتى عقد اللقاء وإتاحة الفرصة لأكبر قدر من المسئولين والخبراء والمتخصصين في شئون السلم والأمن في أفريقيا وعلى مستوى العالم للتدارس بشأن مواجهة هذه التحديات، حيث أكد الرئيس السيسي ضرورة تضافر جهود الدول الأفريقية للتحرك الجماعي لمواجهة هذه التحديات.

وشدد على أنه يجب ألا نغفل قضية التغيرات المناخية وما تؤديه من أضرار بالغة للبيئة الأفريقية واقتصاديات الدول لذلك جاءت أهمية التنسيق مع الدول الأفريقية مع رئاسة مصر القمة المقبلة للمناخ "كوب 27"، في شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، موضحا أنه لا بد من أخذ مصالح القارة وتطلعاتها وإمكانيتها في الاعتبار وما تطلبه لتتمكن من مواجهة تداعيات تلك الأزمة رغم أنها تساهم بقدر يسير فيها لكنها تتأثر أكثر من أي جانب آخر بها تأثيرا بالغا.

وتابع: التحديات عديدة منها الجائحة وأزمة الغذاء والطاقة والإرهاب والعنف والأزمة الاقتصادية العالمية وتتطلب بحثها في مثل هذا المنتدى.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة