قالت الخبيرة الأمنية ناتاليا أنتونوفا إن حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا لم تستهدف قط حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإنما كان الهدف منها كما أعلن الرئيس بوتين شخصيًا في وقت سابق هو استعادة أمجاد بلاده الامبراطورية.
وأضافت الكاتبة -في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية- أن هناك العديد من نظريات المؤامرة التي أثيرت في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والتي بدأت في أواخر فبراير الماضي مؤداها أن الحرب الروسية في أوكرانيا تستهدف بالأساس الدول الغربية.
وتنوه الكاتبة إلى ما أعلنه الرئيس بوتين الشهر الماضي في إحدى المناسبات أن الحرب في أوكرانيا لم تستهدف قط دفاع روسيا عن نفسها في مواجهة حلف شمال الأطلسي وإنما تستهدف استعادة أمجاد الماضي، موضحاً أن من حق بلاده أن تستعيد قوتها ومجدها الزائل.
وتقول الكاتبة إن الرئيس بوتين اعترف في تصريحات قبل العملية العسكرية الروسية أنه لا يعترف بأوكرانيا كدولة مستقلة وإنما يعتبرها ليس فقط جزء من الأراضي الروسية بل جزء من التاريخ والحضارة والثقافة الروسية.
وتقول الكاتبة أنه طالما أغفل الكثيرون هذه المعتقدات التي يتبناها الرئيس الروسي مما دفعه أن يعلن موقفه بشكل واضح وصريح مشبهاً نفسه بإمبراطور روسيا القديم بطرس الأكبر.
وتشير الكاتبة إلى أنه طبقًا لعقيدة الرئيس بوتين، فإن أوكرانيا ليس لها وجود مستقل وإنما هي من وجهة نظره إقليم تابع لروسيا وقع تحت الاحتلال ويجب استعادته لسيادة الدولة الروسية.
وتقول الكاتبة إن الكثير من الخبراء يصورون بوتين على أنه ذو ميول عدوانية وشرسة ولا يجيد فن السياسة وأنه ليس لديه إحساس بالمسؤولية السياسية إلا أن الخبراء الذين تتسم نظرتهم بالواقعية يعتقدون أن قرارات بوتين تعتبر نتيجة طبيعية بل وحتمية وفقاً لمنظور حماية الأمن القومي الروسي.
وتقول الكاتبة إن الكثيرين يتحدثون عن الخسائر التي خلفتها الحرب في الدول الغربية ولكن لم يتحدث الكثيرون أيضًا عن الثمن الذي تدفعه روسيا بسبب تلك الحرب، معربة عن اعتقادها أن خسائر روسيا تمثلت في تراجع معدلات النمو الاقتصادي وفقدان العديد من الأيدي العاملة ناهيك عن تقويض سمعتها الدبلوماسية على مستوى العالم.
وتوضح الكاتبة أن المشكلة التي تواجه الرئيس بوتين هو ثقته المفرطة في نفسه والتي جعلت من الصعوبة بمكان إقناعه بفداحة الثمن الذي تتكبده روسيا بسبب تلك الحرب التي بدأها في أوكرانيا منذ عدة أشهر ولاسيما أنه أحاط نفسه بفريق من المساعدين الذين يؤيدون جميع قرارته وهو ما جعله يستهين بأي خسائر قد تتعرض لها قواته في سبيل تحقيق الهدف الذي يسعى إليه.
وأعربت الكاتبة في ختام مقالها عن اعتقادها أن هزيمة بوتين تحتاج فقط إلى استمرار العقوبات التي تنهك الاقتصاد الروسي وتوفير الأسلحة والعتاد العسكري اللازم للقوات الأوكرانية حتي تتمكن من الصمود في مواجهة الآلة العسكرية الروسية في أوكرانيا.